فى جهاد الصحابة الحلقة الواحدة والسبعون بعد المائة”عبادة بن الصامت ” العقبى البدري الراوى2… مجدى سالم
في جهاد الصحابة.. بقلم/ مجدي ســالم
الحلقة الواحدة والسبعون بعد المائة.. عبادة بن الصامت.. العقبي البدري الراوي -2
رابعا.. في جهاده رضي الله عنه..
- لم يسر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكان إلا وكان عبادة بن الصامت معه .. وشهد بدراً .. وأحداً .. والخندق والمشاهد والغزوات كلها.. وعندما طلب عمرو بن العاص مددًا من الخليفة لإتمام فتح مصر.. أرسل إليه أربعة آلاف رجل.. على رأس كل منهم قائد حكيم.. وصفهم الخليفة قائلاً: “إني أمددتك بأربعة آلاف رجل.. على كل ألف رجل منهم رجلٌ بألف رجل”. وكان عبادة بن الصامت واحدًا من هؤلاء الأربعة..
خامسا.. بعض ما روى عبادة من الحديث.. - عن أنس بن مالك رضي الله عنهقال: أخبرني عبادة بن الصامت رضي الله عنه.. أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خرج يخبر بليلة القدر.. فتلاحى رجلان من المسلمين فقال: “إني خرجت لأخبركم بليلة القدر.. وإنه تلاحى فلان وفلان فرفعت.. وعسى أن يكون خيرًا لكم.. التمسوها في السبع والتسع والخمس”.
- ويروي الزهري.. عن محمود بن الربيع.. عن عبادة بن الصامت .. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
” لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب”.. - وعن جنادة بن أبي أمية.. حدثني عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. له الملك وله الحمد.. وهو على كل شيء قدير.. الحمد لله.. وسبحان الله.. ولا إله إلا الله.. والله أكبر.. ولا حول ولا قوة إلا بالله .. ثم قال: “اللهم اغفر لي.. أو دعا استُجيب له.. فإن توضأ وصلَّى قُبلت صلاته”..
- وعن أبي قلابة قال: كنت بالشام في حلقة فيها مسلم بن يسار.. فجاء أبو الأشعث. قال: قالوا: أبو الأشعث.. أبو الأشعث. فجلس.. فقلت له: حدث أخانا حديث عبادة بن الصامت. قال: نعم.. غزونا غزاة وعلى الناس معاوية.. في خلافة عمر فغنمنا كثيرة.. فكان فيما غنمنا آنية من فضة.. فأمر معاوية رجلاً أن يبيعها في أعطيات الناس.. فتسارع الناس في ذلك.. فبلغ عبادة بن الصامت.. فقام فقال:” إني سمعت رسول الله ينهى عن بيع الذهب بالذهب.. والفضة بالفضة.. والبر بالبر.. والشعير بالشعير.. والتمر بالتمر.. والملح بالملح إلا سواء بسواء.. عيناً بعين.. فمن زاد أو ازداد فقد أربى”. فرد الناس ما أخذوا.. فبلغ ذلك معاوية.. فقام خطيبا فقال: “ألا ما بال رجال يتحدثون عن رسول الله أحاديث.. قد كنا نشهده ونصحبه فلم نسمعها منه”.. فقام عبادة بن الصامت فأعاد القصة.. ثم قال: ( لنحدثن بما سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كره معاوية) ..
- فلما عرف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قال:”ما أقدمك؟”.. فأخبره.. فقال: “ارجع إلى مكانك لا يفتح الله أرضاً لست فيها أنت ولا أمثالك”. وكتب إلى معاوية: (لا إمرة لك عليه) ..
- ثم موقف آخر مع معاوية بن أبي سفيان.. فيحكى أن ابن الصامت كان مع معاوية.. فقام خطيب يمدح معاوية.. ويثني عليه.. فقام عبادة بتراب في يده.. فحثاه في فم الخطيب.. فغضب معاوية.. فقال له عبادة: إنك لم تكن معنا حين بايعنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بالعقبة.. على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا ومكسلنا.. وألا ننازع الأمر أهله.. وأن نقوم بالحق حيث كنا.. لا نخاف في الله لومة لائم. وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: “ إذا رأيتم المداحين.. فاحثوا في أفواههم التراب”..
- روى أنه بعدها كتب معاوية إلى عثمان :إن عبادة بن الصامت قد أفسد علي الشام وأهله .. فإما أن تكفه إليك .. وإما أن أخلي بينه وبين الشام فكتب إليه: أن رحل عبادة حتى ترجعه إلى داره بالمدينة.. قال : فدخل على عثمان .. فلم يفجأه إلا به وهو معه في الدار .. فالتفت إليه .. فقال : يا عبادة ما لنا ولك ؟ فقام عبادة بين ظهراني الناس .. فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : “سيلي أموركم بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون .. وينكرون عليكم ما تعرفون .. فلا طاعة لمن عصى .. ولا تضلوا بربكم”.
سادسا.. في إستعمال عبادة بن الصامت..رفض ابن الصامت في خلافة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – تولي المناصب التي تصرفه عن العلم والعبادة.. وعكف على تعليم الناس وتفقيههم في الدين.. - وأورد البخاري في تاريخه أن يزيد بن أبي سفيان كتب إلى الخليفة عمر بن الخطاب يقول.. قد احتاج أهل الشام إلى من يعلمهم القرآن الكريم ويفقههم في أمور دينهم.. فأرسل معاذاً وعبادة وأبا الدرداء.. فأقام عبادة بحمص.. ومضى إلى فلسطين.. وملأها علماً وفقها ونورا.. واستخلفه عليها أبو عبيدة بن الجراح عندما سار لفتح “طرطوس” ففتحها.. وكان أول من ولي قضاء فلسطين من قبل عمر بن الخطاب..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.