موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

فى حياة النبى محمد صلى الله عليه وسلم “الجزء الثانى ” بقلم / محمــــد الدكـــــرورى

120

فى حياة النبى محمد صلى الله عليه وسلم “الجزء الثانى “


بقلم / محمــــد الدكـــــرورى

كان بمكة يهودي يقال له يوسف، فلما رأى النجوم تُقذف وتتحرك ليلة ولد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال ، هذا نبي قد ولد في هذه الليلة ، لأنّا نجد في كتبنا إنه إذا ولد آخر الأنبياء رُجمت الشياطين وحُجبوا عن السماء ، فلما أصبح جاء إلى نادي قريش فقال: هل وُلد فيكم الليلة مولود؟ قالوا: قد ولد لعبد الله بن عبد المطّلب ابن في هذه الليلة .

فقال: فاعرضوه عليَّ ، فمشوا إلى باب آمنة، فقالوا لها: أخرجي ابنك، فأخرجته في قماطه، فنظر في عينه وكشف عن كتفيه، فرأى شامة سوداء وعليها شعيرات، فلمّا نظر إليه اليهودي وقع إلى الأرض مغشياً عليه، فتعجّبت منه قريش وضحكوا منه ، فقال: أتضحكون يا معشر قريش؟ هذا نبي السيف، ليبيرنكم، وذهبت النبوة عن بني إسرائيل إلى آخر الأبد ، وتفرق الناس يتحدّثون بخبر اليهودي .

وولد نبي الرحمة والرسول الكريم وخاتم النبيين وأشرف المرسلين وأكرم الخلق محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ابن غالب بن فهر ، فهو النبي محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب ، وينتهي نسبه الشريف إلى النبي إبراهيم الخليل عليه السلام ، وكنيته أبو القاسم، وأبو إبراهيم، ولقبه المصطفى ، وولد في صبيحة يوم الاثنين التاسع من ربيع الأول، لأول عام من حادثة الفيل، الموافق للعشرين من أبريل من سنة 571 ميلاديه .

ومولد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو حدث عظيم، وما زال يهز الدنيا، فهو النور الذي أَذِن الله أن يشرق على الدنيا لينقذ البشرية من تيه الظلام الذي كانت تعيش فيه، وهو بشرى للقلوب الحائرة، وفرحة للأرواح المتعبة، إنه رحمة الله وهديته للعالمين.

وولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في مكة، وقد أطلّ صلى الله عليه وسلم بوجهه الكريم على الدنيا يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول في عام الفيل ، وسمي بعام الفيل لوقوع حادثة الفيل المشهورة فيه، والتي قاد فيها أبرهة الحبشي بفيله العظيم جيشه الكبير لهدم الكعبة المشرفة ، بيت الله الحرام ، فكان من أمرهم وما نزل بهم من العذاب ما قصَّه الله تعالى في كتابه العزيز.

وذكرت بعض الروايات أن أمه آمنة بنت وهب لم تجد في حملها ما تجده النساء عادة من ألم وضعف، بل كان حملا سهلا يسيرا مباركا، كما روي أنها سمعت هاتفا يهتف بها قائلاً: “إنك قد حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وقع على الأرض فقولي: إني أعيذه بالواحد من شر كل حاسد، وسميه محمدا” ولما وضعته أمه خرج معه نور أضاء ما بين المشرق والمغرب، حتى أضاءت منه قصور بصرى بأرض الشام وهو المولود بمكة .

وعن يوم ميلاد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تروي أم النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين ولدته أنه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام، وأنها ولدته نظيفًا ما به قذر ويقول النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: ” أنا دَعوةُ إبراهيمَ، وبشرىَ عيسَى، رأت أمِّي حين حملت بي كأن نورًا خرج منها أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام ” رواه أحمد .

وكانت الجزيرة العربية في ذلك الوقت قد انتشرت فيها عبادة الأصنام والأوثان، والإيمان بالخرافات والجهالات، كما انتشرت الأخلاف الوضيعة والعادات السيئة والتقاليد القبيحة مثل: الزنى، وشرب الخمر، والتجرؤ على القتل وسفك الدماء، وقتل الأبناء ووأد البنات ، أي دفنهن حيات ، خوفا من الفقر أو العار.

كما كان يسود التعصب القبلي الشديد الذي يدفع صاحبه إلى مناصرة أهل قبيلته بالحق أو البطل، والتفاخر بالأحساب والأنساب، والحرص على الشرف والمكانة والسمعة الذي كان كثيرا ما يفضي إلى حروب ومعارك بين القبائل تستمر سنوات طويلات، وتسفك فيها الدماء رخيصة، على الرغم من تفاهة الأسباب التي اشتعلت بسببها تلك الحروب.

ورغم نشأة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في هذه الأجواء الجاهلية إلا أنه منذ صغره لم يتلوث بأي من هذه الوثنيات والعادات المنحرفة، ولم ينخرط مع أهل قبيلته في غيهم وظلمهم، بل حفظه الله من الوقوع في أن من ذلك منذ نعومة أظفاره.

وينتسب النص الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، إلى أسرة عريقة ذات نسب عظيم عند العرب، فقد كان أجداده من أشراف العرب وأحسنهم سيرة ، وقد ولد النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، يتيمًا فقيرًا، فقد توفي والده عبد الله أثناء حمل أمه آمنة بنت وهب فيه.

وكان من عادة العرب أن يدفعوا أولادهم عند ولادتهم إلى مرضعات يعشن في البادية ، لكي يبعدوهم عن الأمراض المنتشرة في الحواضر، ولتقوى أجسادهم، وليتقنوا لغة العرب الفصيحة في مهدهم ، فأرضعته أولا ثويبة مولاة أبي لهب بلبن ابنها مسروح أياماً قبل أن تقدّم حليمة السعدية، وكانت أرضعت قبله ، صلى الله عليه وآله عمه حمزة.

وكان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، والسيّدة خديجة يكرماها، واعتقها أبو لهب بعد الهجرة، فكان صلى الله عليه وآله ، يبعث إليها من المدينة بكسوة وصلة حتى ماتت، فسأل عن ابنها مسروح، فقيل: مات، فسأل عن قرابتها، فقيل: ماتوا.

وقد دفعت آمنة بنت وهب وليدها محمد صلى الله عليه وسلم إلى مرضعة من بني سعد تسمى حليمة ، وأرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، من بني سعد بن بكر، وكان أهل مكة يسترضعون لأولادهم نساء أهل البادية طلباً للفصاحة، ولذلك قال النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” أنا أفصح من نطق بالضاد، بيد أنّي من قريش واستُرضعت في بني سعد “.

وقد جاء عشرة نسوة من بني سعد بن بكر يطلبن الرضاع، وفيهن حليمة، فأصبن الرضاع كلّهن إلّا حليمة، وكان معها زوجها الحارث المكنّى أبا ذؤيب، وولدها منه عبد الله، فعرض عليها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، فقالت: يتيم ولا مال له، وما عست أُمه أن تفعل.

فخرج النسوة وخلفنها، فقالت لزوجها: ما ترى قد خرج صواحبي، وليس بمكة غلام يسترضع إلّا هذا الغلام اليتيم، فلو أنّا أخذناه، فإنّي أكره أن أرجع بغير شيء ، فقال لها: خذيه عسى الله أن يجعل لنا فيه خيراً، فأخذته فوضعته في حجرها، فدرّ ثدياها حتّى روي وروي أخوه، وكان أخوه لا ينام من الجوع.

وقد رأت حليمة العجائب من بركة هذا الطفل المبارك محمد صلى الله عليه وسلم حيث زاد اللبن في صدرها، وزاد الكلأ في مراعي أغنامها، وزادت الأغنام سمنًا ولحمًا ولبنًا، وتبدلت حياة حليمة من جفاف وفقر ومشقة ومعاناة إلى خير وفير وبركة عجيبة، فعلمت أن محمدًا صلى الله عليه وسلم ، كونه ليس مثل كل الأطفال، بل هو طفل مبارك، واستيقنت أنه شخص سيكون له شأن كبير، فكانت حريصة كل الحرص عليه وعلى وجوده معها، وكانت شديدة المحبة له .

فبقي عندها سنتين حتى فطم، فقدموا به على أُمه زائرين لها، وأخبرتها حليمة ما رأت من بركته فردّته معها، ثمّ ردّته على أُمّه وهو ابن خمس سنين ويومين ، وقدمت حليمة على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، بعدما تزوج، فبسط لها رداءه، وأعطتها خديجة أربعين شاةً، وأعطتها بعيراً ، وقد جاءت إليه صلى الله عليه وسلم ، يوم حُنين، فقام إليها وبسط لها رداءه، فجلست عليه.

التعليقات مغلقة.