موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

فيسبوك..بقلم فادية حسون

164

فيسبوك …

بقلم فادية حسون

هذا هو (( فيسبوك )) الآباء والأجداد.. الفيسبوك الذي أطعمهم وكساهم وجعلهم يعيشون حياة كريمة لكنها كانت ملونة بأطياف الكد والشقاء… هذا ليس موقعا إلكترونيا.. وأصدقاؤه ليسوا افتراضيين .. بل حقيقيون … تشاركوا مع بعضهم البعض لقيمات الزاد وقت القيلولة… جمعتهم المحبة والألفة…. ذرفوا معا حبّات العرق من جباههم السُمر التي أحرقتها شمس الصيف.. أشعلوا بعض الأخشاب في صفيحة من التنك وقت البرد وتحلّقوا حولها.. ليذيبوا دماء أكفهم المتجمدة كي يواصلوا عملهم بسلام…
فيسبوك الآباء هذا أحدثَ ندباتٍ كثيرةً في أياديهم الشريفة… والتي تحولت مع الأيام إلى قطعٍ خشبية يابسة.. هذه الأيدي الخشنة هي من ربّتنا.. وعلمتنا.. وأوصلتنا إلى أعلى درجات العلم .. وحين كبرنا.. وغزا عالم الانترنت حياتنا.. وتقوّست متون آبائنا نتيجة تعاقب سنين الكد والتعب. .. جلسوا في منازلهم مطأطئي رؤوسهم في حضرة الغول العملاق…
إستبدلنا فيس الآباء بالفيس الإلكتروني.. عالمٌ من الزيف والفوضى ..الذي لا يسمن ولايغني من جوع.. أصدقاء إفتراضيون.. يختبئون وراء شاشات هواتفهم النقالة بمشاعرهم الباردة.. وألسنتهم المعسولة.. ويصنعون لنفسهم شخصيات وهمية ارتؤوها هم كي يظهروا بها أمام الملأ… وتم دفن فيسبوك والدي في لحود الحداثة مكفّنًا بالطيبة والصدق والامانة….. وجلس والدي جانبا.. في ركن منسي في المنزل.. يسترق النظر إلى وجوه أبنائه الغافلين عن وجوده .. يراوده شعور بأنهم يعدّونه قطعة أثاث تراثية.. عليها أن تبقى طوال حياتها مركونة على الرف تعلوها غبار الإهمال…
تحية إكبار لكل ذرة عرق نزفتها جباهكم الطاهرة أيها الآباء…

رحمة الله على الأصالة..

التعليقات مغلقة.