في التيه تتضح الحقائق
بقلم محمد البيلي الرياض – كفر الشيخ
——————–
لاشك ان في قلب كل منا رصيد من الذكريات يذهب إليه عندما يحتاجه
فالدعوة إلى إسترجاع الماضي يعيد فينا النشاط والحيوية والأمل
فقد يحررنا الحنين الى الذكريات من واقعنا الذي نعيشه والذي أنسانا إنسانيتنا وجردنا من مشاعرنا
مابين متطلبات حياتنا وضغوطها من ناحية
وبين الخوف والرعب من الكورونا من ناحيه ثانية
فعادتنا دائما اننا لا نعرف قيمة ما نملك إلا بعد أن نفقده
ولا نعرف قيمة اللحظة إلا بعد أن تُصبح ذكرى
فيبدو أن الإنسان يحتاج أحيانا أن يضيع كي يكتشف ضربه
ففي التيه تتضح الحقائق
ويبدو أيضا أننا كنا في حاجة الى الكورونا كي ندرك ماكنا به من نِعم كانت في أبسط تفاصيل حياتنا وباتت محرمة علينا
فرحم الله زماناً كان للعيد فيه فرحة ومذاقاً خاص
كنا لا ننام ليلة العيد إنتظاراً لقدومه فعن سعادتنا بصلاة العيد و ملابس العيد وكحك العيد ومراجيح العيد والعيدية فحدث ولا حرج
فالفرح شيء هام جدا في حياة الإنسان فهو يجدد خلايا الجسم التي تتأكل بفعل ضغوط الحياة
فهو بمثابة عملية إنقاذ لقلوب أتعبها السفر وهدتها الأحزان
لكنه في زماننا هذا
أصبع عملة نادرة
فكان الله في عون أولادنا بعد أن اصبحنا نعيش في زمن
أمسه يبدو بعيدا
ويومه يمر باهتا
وغده لا يمكن التنبؤ به
فمن أين لهم بالفرحة في عيد بلا صلاة ولاسلام ولا فسحة ولامراجيح ولامنتزهات ،،
وصدق المتنبي حين قال
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديد
ففي العيد لا نملك نحن الكبار إلا أن نصطنع فرحة وبهجة لانشعر بها
ولكننا نصطنعها من أجل صغارا ليس ذنبهم أن الكبار لم يعودوا قادرين على الفرح
ولكن .. دائما يبقى الأمل مادامت هناك حياة
نسأل الله العلي القدير أن يكشف عنا الغمة وأن يعيد لأعيادنا فرحتها وبهجتها
إنه ولي ذالك والقادر عليه ،،
وكل عام وجميع القائمين على جريدتنا الموقرة بكل خير وفرحة وسعادة وتقدم وازدهار
وكل عام وكل إخواني وأصدقائي بكل خير وفرحة وسعادة
دمتم ودامت محبتكم ،،
التعليقات مغلقة.