في جهاد الصحابةالحلقة التاسعة بعد المائتين.. سراقة بن مالك”سواري كسرى” -2… مجدى سالم
في جهاد الصحابة.. بقلم/ مجدي سـالم
الحلقة التاسعة بعد المائتين.. سراقة بن مالك.. “سواري كسرى” -2
- بقية.. ما رواه سراقة بن مالك في صحيح البخاري.. حيثُ قال:
( فبَينَما أنا جالِسٌ في مَجلِسٍ مِن مَجالِسِ بَني مُدْلِجٍ.. أَقبَلَ رَجلٌ مِنهُم.. حتَّى قام عَلينا ونَحنُ جُلوسٌ.. فَقال:
يا سُراقةُ.. إنِّي قدْ رَأيتُ آنِفاً أَسْوِدَةً بالسَّاحلِ.. أُراها مُحمَّداً وأَصحابَه.. قال سُراقَةُ: فعَرَفتُ أنَّهم هُم.. فقُلتُ لَه: إنَّهم لَيسوا بِهم.. ولكنَّك رَأيتَ فُلاناً وفُلاناً.. انطَلَقوا بِأَعيُنِنا.. ثُمَّ لَبِثتُ في المَجلسِ ساعةً.. ثُمَّ قُمتُ فدَخَلتُ.. وأَخَذتُ رُمْحي.. فخَرَجْتُ به مِن ظَهرِ البَيت.. حتَّى دَنَوتُ مِنهُم.. ساخَتْ يَدَا فَرَسي في الأَرضِ.. حتَّى بَلَغَتا الرُّكبَتينِ.. فَنادَيتُهم بِالأمانِ.. فوَقَفوا.. فرَكِبتُ فَرَسي حتى جِئتُهم.. ووَقعَ في نَفسي حينَ لَقيتُ ما لَقيتُ منَ الحَبسِ عَنهُم.. أنْ سيَظهَرُ أمرُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم.. فقُلتُ لَه: إنَّ قَومَك قد جَعَلوا فيكَ الدِّيَةَ.. وأَخبَرتُهم أَخبارَ ما يُريدُ النَّاسُ بِهم.. وعَرَضوا عَليهِمُ الزَّادَ والمَتاعَ.. فلم يَرْزَآني ولَمْ يَسأَلاني.. إلَّا أنْ قال: أخْفِ عنَّا.. فسَألتُه أنْ يَكتُبَ لي كِتابَ أمْنٍ.. فأَمرَ عامِرَ بنَ فُهَيرةَ.. فكَتبَ في رُقعةٍ مِن أَديمٍ.. ثُمَّ مَضى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ) - وقال ابن عيينة عن إسرائيل أبي موسى أنه روى الحسن.. أَن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال لسراقة بن مالك: “كيف بك إِذا لبست سِوَارَيْ كسرى ومِنْطَقَتَه وتاجه؟ ” قال: فلما أَتي عمر بسوَاريْ كسرى ومِنطقته وتاجه.. دعا سراقة بن مالك وأَلبسه إِياهما.. وكان سراقة رجلًا أَزَبَّ كثيرَ شعر الساعدين.. وقال له عمر بن الخطاب: ارفع يديك.. وقل: اللّه أَكبر.. الحمد للّه الذي سلبهما كسرى بن هرمز.. الذي كان يقول: أَنا رب الناس.. وأَلبسهما سراقةَ رجلًا أَعرابيًا.. من بني مُدْلِج.. ورفع عمر صوته..
- وهناك رأي في حديث سراقة بن مالك عن سواري كسرى.. أنّ ما ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بما يخصّ وعده لسراقة بن مالك بسواري كسرى لا يصحّ ( من حيث السند).. فهذا مرسل الحسن بن أبي الحسن البصري الإِمام المشهور.. وهو على جلالته وعلمه وفضله إلا أن مراسيله ليست بحجة.. وهو قول محمد بن سيرين وابن سعد والإِمام أحمد.. وخالفهم الإمامان أبو زرعة الرازي ويحي القطان”..
وقد رواه أبو بكر بن أبي شيبة من طريق علي بن زيد -وهو ضعيف- عن الحسن.. وليس فيه: “كيف بك إذا لبست سواري كسرى”.. أما أصل القصة فهي ثابتة رواها البخاري.. وكتب السيرة وأهل العلم كالشافعي قد استندوا إلى العديد من الروايات التي تؤيّد ذلك الوعد.. ومن ذلك أنّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لمّا فُتحت مملكة كسرى في عهده.. وجيء له بسواري كسرى.. بعث بطلب سراقة بن مالك وسلَّمه السوارين.. وإنّما كان ذلك تنفيذاً لوعد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وتحقيقاً لنبوءته بفتح مملكة كسرى..
رابعا.. في رواية سراقة بن مالك للحديث النبوي..
- سأل سراقة بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم.. يوم أسلم.. قال.. ثم تذكرت شيئا أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فما أذكره .. إلا أني قلت : ( يا رسول الله .. الضالة من الإبل تغشى حياضي .. وقد ملأتها لإبلي .. هل لي من أجر في أن أسقيها.؟ فقال صلى الله عليه وسلم:” نعم .. في كل ذات كبد حرى أجر”..
قال سراقة: ثم رجعت إلى قومي .. فسقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقتي.. - وقد روى سُراقة عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عدداً من الأحاديث.. ومن بعض ما رواه سراقة عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه سأل النبي ذات مرة فقال: (يا رسولُ اللهِ أخبِرْنا عن أمرِنا كأنَّا ننظُرُ إليه أبما جرَتْ به الأقلامُ وثبَتَت به المقاديرُ أو بما يُستأنَفُ.؟
قال صلى الله عليه وسلم: “لا بل بما جرَتْ به الأقلامُ وثبَتَت به المقاديرُ”.. قال: ففيمَ العملُ إذاً؟
قال صلى الله عليه وسلم: ” اعمَلوا فكلٌّ ميسَّرٌ”.. قال سراقةُ: ( فلا أكونُ أبداً أشدَّ اجتهاداً في العملِ منِّي الآنَ) - حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَشِّيُّ .. قال حدثنا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ .. قال حدثنا زُهَيْرٌ .. قال حدثنا أَبُو الزُّبَيْرِ .. عَنْ جَابِرٍ .. قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُهِلِّينَ , حَتَّى النِّسَاءُ وَالْوِلْدَانُ .. فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ طُفْنَا بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ .. فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَحِلَّ , قُلْنَا : أَيُّ الْحِلِّ ؟ قَالَ : الْحِلُّ كُلُّهُ , فَأَتَيْنَا النِّسَاءَ .. وَلَبِسْنَا الثِّيَابَ .. وَمَسَسْنَا الطِّيبَ .. فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ أَهْلَلْنَا بِالْحَجِّ .. وَكَفَانَا الطَّوَافُ الْأَوَّلُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ .. وَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَشْتَرِكَ فِي الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ , كُلُّ سَبْعَةٍ مِنَّا فِي بَدَنَةٍ .. فَجَاءَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ .. فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ .. بَيِّنْ لَنَا دِينَنَا كَأَنَّنَا خُلِقْنَا الْآنَ ؟ أَرَأَيْتَ عُمْرَتَنَا هَذِهِ , لِعَامِنَا هَذَا ؟ أَمْ لِلْأَبَدِ ؟ قَالَ : بَلْ لِلْأَبَدِ.. (منقول)..
.. أراكم غدا إن شاء الله.. ..
التعليقات مغلقة.