في جهاد الصحابةالحلقة الثانية والثمانون بعد المائة”عباد بن بشر” يا لرؤيا الشهادة 2… مجدى سالم
في جهاد الصحابة.. بقلم/ مجدي ســالم
الحلقة الثانية والثمانون بعد المائة.. عباد بن بشر – يا لرؤيا الشهادة -2
خامسا.. في إيثاره المهاجرين.. آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة..
سادسا.. إستعمال النبي صلى الله عليه وسلم لعباد..
- بعثه رسول الله.. صلى الله عليه وسلم.. إلى بني سُليم ومُزينة يصدّقهم (أي يجمع منهم الصدقة).. فأقام عندهم عشرًا.. ثم انصرف إلى بني المُصْطَلِق من خُزاعة عقب الوليد بن عقبة بن أبي مُعيط يصدّقهم.. فأقام عندهم عشرًا وانصرف راضيًا.. ثم جعله رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. على مقاسم حُنين (أي على تقسيم الغنائم) .. واستعمله على حرسه بتبوك من يوم قدم إلى أن رحل.. وكان أقام بها عشرين يومًا.. كما سيأتي..
سابعا.. عباد بن بشر وموقف مع القرآن.. - فبعد أن فرغ رسول الله والمسلمين من غزوة ذات الرقاع نزلوا مكانًا يبيتون فيه.. واختار الرسول للحراسة نفرًا من الصحابة يتناوبونها وكان منهم عمار بن ياسر وعباد بن بشر في نوبة واحدة.. ورأى عباد صاحبه عمار مجهدًا.. فطلب منه أن ينام أول الليل على أن يقوم هو بالحراسة.. حتى يأخذ صاحبه من الراحة حظًا يمكنه من استئناف الحراسة بعد أن يصحو.. ورأى عباد أن المكان من حوله آمن.. فقام يصلي..
- وإذ هو قائم يقرأ بعد فاتحة الكتاب سور من القرآن.. احترم عضده سهم فنزعه واستمر في صلاته..!
ثم رماه المهاجم في ظلام الليل بسهم ثان فنزعه وأنهى تلاوته.. ثم ركع.. وسجد.. وكانت قواه قد بددها الإعياء والألم.. فمدّ يمينه وهو ساجد إلى صاحبه النائم جواره.. وظل يهزه حتى استيقظ.. ثم قام من سجوده وتلا التشهد.. وأتم صلاته.. - وصحا عمار على كلماته المتهدجة المتعبة تقول له: ” قم للحراسة مكاني فقد أصبت”.. ووثب عمار محدثًا ضجة وهرولة أخافت المتسللين.. ففرّوا ثم التفت الى عباد.. وقال له: “سبحان الله.. هلا أيقظتني أوّل ما رميت”؟.. فأجابه عباد: “كنت أتلو في صلاتي آيات من القرآن ملأت نفسي روعة فلم أحب أن أقطعها. ووالله.. لولا أن أضيع ثغرًا أمرني الرسول بحفظه.. لآثرت الموت على أن أقطع تلك الآيات التي كنت أتلوها..
سابعا.. في جهاده واستشهاد عباد بن بشر يوم اليمامة.. - شهد عباد كل المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وشهد بدرا وأحد.. ثم في غزوة الأحزاب تولى عباد حراسة قبة النبي صلى الله عليه وسلم.. حتى أن يروى أن عباد بن بشر على حرس قبة رسول الله .. مع غيره من الأنصار يحرسونه كل ليلة.. دون كلل وحدهم.. بينما كان المشركون يتناوبون بينهم.. فيغدو أبو سفيان في أصحابه يومًا ويغدو خالد بن الوليد يومًا ويغدو عمرو بن العاص يومًا ويغدو هبيرة بن أبي وهب يومًا ويغدو ضرار بن الخطاب الفهري يومًا..
- وفي غزوة تبوك جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عباد بن بشر على حرسه وأوكل إليه هذه المهمة..
- وفي حروب الردة.. بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.. حمل عباد مسؤولياته في استبسال.. ففي موقعة اليمامة التي واجه المسلمون فيها جيشا من أقسى وأمهر الجيوش تحت قيادة مسيلمة الكذاب أحسّ عبّاد بالخطر الذي يتهدد الاسلام ..وكانت تضحيته وعنفوانه يتشكلان وفق المهام التي يلقيها عليه ايمانه.. وكان يستشعر مسئولية الأنصار لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.. الذي رواه.. وكان كمن يقود الأنصار في معركة اليمامة..
- في الليلة التي سبقت المعركة الحاسمة.. رأى عباد بن بشر فيما يراه النائم أن السماء انفرجت له.. فلما دخل فيها ضمته إليها وأغلقت عليه بابها.. فلما أصبح حدث أبا سعيد الخدري برؤياه وقال: “والله إنها الشهادة يا أبا سعيد”.. فقال له سعيد.. “خيرا إن شاء الله”.. ويا لرؤيا الشهادة..
- يشهد أبو سعيد الخدري لعباد بالشجاعة أيضًا يوم اليمامة وينقل لنا صوته يومئذ وهو يصيح بالأنصار: “أحطموا جفون السيوف.. وتميزوا من الناس.. ولا تتركوا الإسلام يؤتي من قبلكم”..
وجعل يقول: “أخلصونا أخلصونا”.. فأخلصوا أربعمائة رجل من الأنصار ما يخالطهم أحد.. يقدمهم عباد بن بشر وأبو دجانة والبراء بن مالك رضي الله عنهم.. حتى انتهوا إلى باب الحديقة فقاتلوا أشد القتال.. وهناك عند أسوار الحديقة سقط عباد بن بشر شهيدًا مضرجًا بدمائه.. وفيه ما فيه من ضربات السيوف وطعنات الرماح ووقع السهام.. يقول الخدري.. “قتل عباد بن بشر.. رحمه الله.. فرأيت بوجهه ضربًا كثيرًا حتى إنهم لم يعرفوه إلا بعلامة كانت في جسده”.. .. رحم الله عباد بن بشر.. .. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.