في جهاد الصحابةالحلقة الخامسة بعد المائتين.. أبو أيوب الأنصاري”لعائشة خير منك” 2…مجدى سالم
في جهاد الصحابة.. بقلم/ مجدي سـالم
الحلقة الخامسة بعد المائتين.. أبو أيوب الأنصاري.. “لعائشة خير منك”.. 2
ثالثا.. رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيم في بيته.. نكمل..
- فبعد وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام- عيّنه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- والياً على البصرة.. وفي أحد الأيام وفد عليه فبالغ في إكرامه.. وقال له: لأجزينك على إنزال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندك.. فبلغ عطائه أربعين ألفا..
رابعا.. أثر المدرسة المحمدية من ترجمته.. - في حادثة الإفك.. ضرب أبو أيوب -رضي الله عنه- أروع الأمثلة في حسن الظن بالمؤمنين في حادثة الإفك.. وذلك عندما عاش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شهراً من المحنة والابتلاء بسبب رميه في عرضه وفي دعوته ورسالته.. وقبل أن تتنزّل براءة أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في قرآنٍ يتلى إلى قيام الساعة.. كان لأبي أيوب -رضي الله عنه- موقفٌ عظيم.. حيث ذهب إلى زوجته أم أيوب وقال لها: “يا أم أيوب.. أرأيت لو كنت مكان عائشة أيمكن أن تفعلي ما رُميت به عائشة رضي الله عنها”.؟ قالت: “لا والله”..
قال: “فوالله لعائشة خيرٌ منك وخيرٌ من نساء العالمين”.. - حدث عبد الله بن عباس.. فقال: خرج أبو بكر رضي الله عنه في الهاجرة.. يعني نصف النهار في شدة الحر.. فرآه عمر رضي الله عنه فقال: يا أبا بكر.. ما أخرجك هذه الساعة؟ قال: ما أخرجني إلا ما أجد من شدة الجوع.. فقال عمر: وأنا والله ما أخرجني غير ذلك.. فبينما هما كذلك إذ خرج عليهما رسول الله r فقال: “ما أخرجكما هذه الساعة؟”.. قالا: والله ما أخرجنا إلا ما نجده في بطوننا من شدة الجوع.. فقال صلى الله عليه وسلم: “وأنا والذي نفسي بيده ما أخرجني غير ذلك.. قوما معي.. فانطلقوا فأتوا باب أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه”..
- كان أبو أيوب يدخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم كل يوم طعامًا.. فإذا لم يأت أطعمه لأهله.. فلما بلغوا الباب خرجت إليهم أم أيوب.. وقالت: مرحبا بنبي الله ومن معه.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “أين أبو أيوب؟” فسمع أبو أيوب صوت النبي صلى الله عليه وسلم- وكان يعمل في نخل قريب له- فأقبل يسرع وهو يقول: مرحبا برسول الله وبمن معه..
ثم قال: يا رسول الله.. ليس هذا بالوقت الذي كنت تجيء فيه.. فقال: “صدقت”.. ثم انطلق أبو أيوب إلى نخيله.. فقطع منه عذقا فيه تمر ورطب وبسر.. وقال: يا رسول الله.. كُلْ من هذا.. وسأذبح لك أيضًا.. - فقال صلى الله عليه وسلم: “إن ذبحت فلا تذبحن ذات لبن”.. وقدم أبو أيوب الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فأخذ منه رسول الله قطعة من لحم الجدي ووضعها في رغيف..
- وقال صلى الله عليه وسلم: “يا أبا أيوب.. بادر بهذه القطعة إلى فاطمة الزهراء.. فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام”.. فلما أكلوا وشبعوا قال النبي صلى الله عليه وسلم: “خبز ولحم وتمر وبسر ورطب.. ودمعت عيناه..
- ثم قال: والذي نفسي بيده.. هذا هو النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة”.. وبعد الطعام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي أيوب: “ائتنا غدا”.. وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يصنع له أحد معروفًا إلا أحب أن يجازيه.. فلما كان الغد.. ذهب أبو أيوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم.. فأهداه جارية صغيرة تخدمه.. وقال له صلى الله عليه وسلم: “استوص بها خيرًا”..
- فعاد أبو أيوب إلى زوجته ومعه الجارية.. وقال لزوجته: (هذه هدية من رسول الله لنا.. ولقد أوصانا بها خيرًا وأن نكرمها).. فقالت أم أيوب: (وكيف تصنع بها خيرًا لتنفذ وصية رسول الله.؟) فقال أبو أيوب رضي الله عنه: (أفضل شيء أن نعتقها ابتغاء وجه الله).. وقد كان..
خامسا.. في روايته للحديث.. وبعض الأحاديث التي نقلها أبو أيوب الأنصاري: - يروي الزهري.. عن عطاء بن يزيد الليثي..عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يولها ظهره.. شرقوا أو غربوا”..
- وعن البراء بن عازب.. عن أبي أيوب رضي الله عنهما قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجبت الشمس.. فسمع صوتًا.. فقال: “يهود تعذب في قبورها”..
- وعن ابن شهاب.. عن عطاء بن يزيد الليثي.. عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال.. يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا.. وخيرهما الذي يبدأ بالسلام”..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.