في جهاد الصحابةالحلقة 197.. عمرو بن الجموح.. سيد بني سلمة3 … مجدى سالم
في جهاد الصحابة. الحلقة السابعة والتسعون بعد المائة.. عمرو بن الجموح.. سيد بني سلمة -3
مجدى سالم
رابعا.. عمرو بن الجموح الشهيد بطل أحد.. بقية.. …
- فمنذ أتاه قطبة بن عامر بن حديدة.. فقال: (مثلك وأنت سيدُنا وشريفُنا تصنعُ ما تصنع.. تظن أن هذه الخَشَبَة تعقلُ شيئًا أو تمنعُ من شيء.. أيها الرجل.. إنَّهُ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله) ..
- ومنذ أن لقيه عبد الله بن عمرو بن حرام فقال: (أيها الشيخُ أما أنى لك أن تبصر ما ترى.. وما اتِّباعُكَ خشبةً أنت عملتها بيديك؟! تعلمنّ أني أُذكِرك الله في نفسك.. أن تموت على ما مات عليه قومُك).. ومنذ راح أبو جابر يُكلّمهُ حتى أسلم.. كان إسلام عَمْرو بركة على قومِه.. ما يترك وَاحِدا مِن بني سلمةَ إلا أسلم.. ثم ينشد يقول شكرًا لله الذي هداه مما كان فيه من العمى والضلالةِ.. وحين عرف من الله ما عَرفَ وأبصر من شأن..
- ومنذ أن غاب عن بدر.. رغم إصراره.. تحت ضغط أبناءه بسبب شدة عرجه.. وهو يتحين الفرصة..
- كان تصميم وإصرار عمرو بن الجموع على الجهاد بسلاحه وبنفسه.. من باب الأخذ بالعزيمة مع وجود الرخصة.. ولله دره رضي الله عنه من صاحب عزيمة .. ورب شجاعة .. سارت به إلى جنة عرضها السماوات والأرض. كما أن فيه دليل على رغبته بالشهادة .. وصدقه في طلبها .. وقد أكرمه الله بذلك .. وهذا مصداق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من طلب الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء .. ولو مات على فراشه “..
- وفي أحد.. كان بن الجموح رضي الله عنه ممن حمل على المشركين هو وابنه خلاد .. حين كان ما كان من التفاف خالد بن الوليد وهو يومئذٍ على الشرك مع كتيبة من الفرسان من خلف جبل الرماة فانكشف جيش المسلمين .. وتَضَعضَعت صفوفهم .. فكان عمرو رضي الله عنه ممن ثبت حول رسول الله صلى الله عليه وسلم مدافعاً شديداً ثابتاً حتى استشهد هو وابنه رضي الله عنهما .. وهكذا استجاب الله دعاءه فلم يعد إلى أهله من أُحُدٍ خائباً ولا خاسراً .. وإنما عاد وكما أراد واشتهى وتمنى سعيداً فرحاً بما آتاه الله من فضله .. مصداقاً لقوله تعالى: ( ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون .. فرحين بما آتاهم الله من فضله … )
- وقد كرَّمه المصطفى – صلى الله عليه وسلم – بعد استشهاده فقال: ” انظروا فاجعلوا عبدالله بن عمرو بن حرام.. وعمرو بن الجموح في قبر واحدٍ؛ فإنهما كانا في الدنيا متحابَّين متصافِيَين”.. وانظر الكرامات…..
فبعد موقعة أحد أصاب قبورَهم سيلٌ جارف.. فأراد المسلمون أن ينقُلوا رفاتهم.. وكان جابر بن عبدالله بن حرام من جملة الحاضرين.. لنقْلِ رفات والده عبدالله وزوجِ عمَّته: عمرو بن الجموح.. فوجدوا شهداءَ أُحدٍ: “ليِّنةً أجسادُهم.. تتثنَّى أطرافُهم”.. ونظر جابر إلى والده وزوجِ عمَّته.. فوجدهما كأنهما نائمان.. ولا تُفارق الابتسامةُ شفاههما.. اغتباطًا بلقاء الله.. روى معن بن عيسى.. قال: حدثنا مالك بن أنس.. عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أَبِي صَعْصَعَة المازني.. أنه بلغه أن عَمْرو بن الجَمُوح وعبد الله بن عَمْرو بن حَرام الأَنْصَارِيَّيْنِ ثم السَّلِمِيَّيْنِ.. كان السيل قد خَرَّب قبرَهما.. وكانا في قبر واحدٍ.. وهما ممن استشهدَ يومَ أحدٍ.. وكان قبرهما مما يلي السَّيل.. فَحُفِرَ عنهما ليغيرَا من مكانِهَما فَوُجِدَا لَمْ يتغيَّرا.. كأنما ماتا بالأمس.. وكان أحدهما قد جُرِحَ فوضع يَدَهُ على جرحه فدُفِنَ وهو كذلك.. فَأُمِيطَتْ يدُهُ عن جُرحِهِ.. ثم أُرْسلَتْ.. فرجعتْ كما كانت.. وكان بين يوم أُحُدٍ ويوم حُفِرَ عنهما سِتٌّ وأربعون سنة.. حسب الطبقات الكبير.
خامسا.. ما رواه عمرو بن الجموح من أحاديث.. فعن أبي منصور مولى الأنصار.. عن عمرو بن الجموح أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “لا يحق العبد حق صريح الإيمان حتى يحب لله تعالى ويبغض لله.. فإذا أحب لله تبارك وتعالى وأبغض لله تبارك وتعالى فقد استحق الولاء من الله.. وإن أوليائي من عبادي وأحبائي من خلقي.. الذين يذكرون بذكري وأذكر بذكرهم”..
سادسا.. نموذج من شعره بعد إسلامه.. فمن شعره رضي الله عنه الذي يصف فيه فرحه بدخوله في الإسلام .. ويذكر فيه توبته ونجاته من النيران :
أتوب إلى الله مما مضى * وأثني عليه بنعمائهِ فسبحانه عدد الخاطئين وقطر السماء ومدرارهِ
هداني وقد كنت في ظلمة*** حليف مناة وأحجارهِ
رحم الله عمرو بن الجموع وتقبله فيمن عنده..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.