في جهاد الصحابةالحلقة 242 أبو طلحة زيد بن سهل “إنفروا خفافا وثقالا” -4… مجدى سالم

في جهاد الصحابة.. الحلقة 242.. أبو طلحة زيد بن سهل.. “إنفروا خفافا وثقالا” -4

مجدى سالم

خاتمة.. في مواقف لأبي طلحة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أ- في الصبر على المكاره وما قدره رب العباد..
كان لأبي طلحة ولدا.. وكان هذا الصبي مريضا.. ورغم اشتداد المرض عليه إلا أن ذلك لم يمنع الصحابي الجليل من القيام بجهاده وبواجباته.. يكمل أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
كان لأبي طلحة إبن يشتكي.. فخرج في بعض حاجاته وقبض الصبي.. فلما رجع أبو طلحة قال: ما فعل الصبي فقالت أم سليم: هو أسكن مما كان.. وقربت إليه العشاء فأكل.. ثم أصاب منها..
فلما فرغ قالت: واروا الصبي.. قال: فلما أصبح أبو طلحة أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: “أعرستم الليلة”.. قال: نعم.. قال: “بارك الله لكم”..
وفي رواية أخرى لهذا الحديث: فلما فرغ أبو طلحة قالت أم سليم: أرأيت أبا طلحة آل فلان.. فإنهم استعاروا عارية من آل فلان فلما طلبوا العارية أبوا أن يردوه.. قال أبو طلحة: ما ذلك لهم.. قالت أم سليم:
( فإن ابنك كان عارية من الله تعالى متعك به إذ شاء وأخذه إذ شاء)
ب- في الجهاد والنعاس في بدر وفي يوم أحد..
روى أنس بن مالك.. أنه قال أبو طلحة.. لقد سقط السيف مني يوم بدر.. لما غشينا من النعاس..واقرأ من سورة الأنفال..” إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ”..
وروى أيضا عن أبي طلحة قال: رفعت رأسي يوم أحد فجعلت أنظر وما منهم يومئذ أحد إلا يميد تحت حجفته من النعاس.. فذلك قوله الله تعالى في الآية (154) واقرأ من سورة آل عمران..
” ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُالْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ”..
ج – وفي الحديث الشهير في تحريم التصاوير..
روى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه دخل على أبي طلحة الأنصاري يعوده.. قال: فوجدت عنده سهل بن حنيف.. قال: فدعا أبو طلحة إنسانًا ينزع نمطًا تحته.. فقال له سهل: لم تنزعه؟
فقال: لأن فيه تصاوير.. وقد قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ما قد علمت..
قال سهل: أولم يقل صلى الله عليه وسلم: “إلا ما كان رقمًا في ثوب”.. فقال: بلى.. ولكنه أطيب لنفسي..

• وفي رواية أخرى.. روى الزهري عن عبيد الله بن عبد الله أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول:
  سمعت أبا طلحة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا صورة تماثيل”..
  د – وفي الحديث الشهير عن حق الطريق وحق المجالس..
  يروي إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه قال: قال أبو طلحة: كنا قعودًا بالأفنية نتحدث.. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام علينا.. فقال صلى الله عليه وسلم: “ما لكم ولمجالس الصعدات.. اجتنبوا مجالس الصعدات”.. ( وهي المطلة على الطريق) .. فقلنا: إنما قعدنا لغير ما بأس.. قعدنا نتذاكر ونتحدث..
  فقال صلى الله عليه وسلم: ” إما لا.. فأدوا حقها غض البصر ورد السلام وحسن الكلام”..
  هـ – وفي موقفه من الإمارة..
  وهو حديث غريب على شرط مسلم أن أبا طلحة قال: ” لا أتأمرن على اثنين.. ولا أذمهما..
  و – وفي تحليل شرب (الدبس)
  وهو عصير الفاكهة المركز بالغلي.. روى ابن أبي عروبة.. عن قتادة عن أنس بن مالك أنه كان أبو طلحة زيد بن سهل.. ومعاذ بن جبل.. وأبو عبيدة عامر بن الجراح.. يشربون بالشام الطلاء.. وهو ما طبخ على الثلث وذهب ثلثاه.. وقلت : هو (الدبس)
  ل – الحديث عما كان يوم إسلامه..
  روى أنس بن مالك.. أنه قال مالك – والد أنس – لامرأته : أرى هذا الرجل يحرم الخمر.. فانطلق حتى أتى الشام فهلك هناك.. فجاء أبو طلحة يخطب أم سليم.. فقالت: ما مثلك يرد.. ولكنك امرؤ كافر.. ولا أريد مهرا إلا الإسلام.. قال: فمن لي بذلك.؟ قالت : النبي صلى الله عليه وسلم..
  فانطلق يريده.. فرآه.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم.. ” جاءكم أبو طلحة وغرة الإسلام بين عينيه”..وبها نختم ترجمة أبي طلحة زيد بن سهل..
  .. أراكم غدا إن شاء الله..