في جهاد الصحابةالحلقة 245 عقبة بن عمرو الأنصاري”هل شهد البدري بدرا” -٢
في جهاد الصحابة.. الحلقة 245.. عقبة بن عمرو الأنصاري..”هل شهد البدري بدرا” -٢
..بقلم مجدي سالم
أولا.. مقدمة.. وفي نسبه:
- هو الصحابي الجليل عُقْبَةُ بنُ عَمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ أُسَيْرَةَ –وقيل: يُسَيْرَة- بنِ عُسَيْرَةَ بنِ عَطِيَّةَ بنِ خُدَارَةَ بنِ عَوْفِ بنِ الحَارِثِ الأَنصَارِيّ الخَزرجيّ.. أبو مسعود.. مشهور بكنيته.. “البدري”..
- فهو أَبو مسعود الأنصاريّ عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة ويقال: يسيرة.. ومن قال بالنّون فقد صحّف ــ ابن عسيرة بن عطية بن خُدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج.. ويُعْرف بالبدريّ؛ لأنه سكن أَو نزل ماء ببدر.. حسب الاستيعاب في معرفة الأصحاب..
- وقيل: عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أَسيرة بن عَسِيرة بن عَطِيَّة.. أَبو مَسْعُود البدري.. وهو مشهور بكنيته..
- أمّهُ سلمةُ بنتُ عازب بن خالدِ بن الأجشّ بن عبد الله بن عوف بن قُضَاعة
- شهد بيعة العقبة الثانية وهو صغير.. وقيل أنه أصغر من شهدها.. مثله مثل جابر بن عبد الله..
- واختلف في شهوده موقعة بدر.. قيل: إنه لم يشهد بدرًا.. وإنما اشتهر بأبي مسعود البدري لأنه سكن بدرًا
بينما جزم البخاريّ بأنه شهدها.. واستدل بأحاديث رواها في “صحيحه” في بعضها التّصريح بأنه شهدها.. - شهد أحدًا وما بعدها من المشاهد مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم..
- روى يحيى بن عتيق.. عن محمد بن سيرين.. كانوا يُشَبِّهُونَ تجاليدَ أبي مسعودِ بتجاليد عمر بن الخطاب..
- وروى حبيب.. عن ابن سيرين : قال عمر بن الخطاب .. لأبي مسعود البدري: نبئت أنك تفتي الناس.. ولست بأمير.. فول حارها من تولى قارها.. ويدل على أن مذهب عمر أن يمنع الإمام من أفتى بلا إذن..
- روى أحاديث كثيرة.. وروى عنه من الصحابة كثيرون.. وسنورد بعض ما روى.. وهو معدود في علماء الصحابة.. ويتجلى ذلك في موقفه من الفتنة.. كما سيأتي..
- سكن الكوفة واستخلفه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه على الكوفة حين خرج إلى صفين..
ثانيا.. في جهاده وولايته البدري..
واتفقوا على أَنه شهد العقَبة الثانية.. وكان أَحدث من شهد العقبة سنًا.. وكان شابا من أقران جابر في السن.. - واختلفوا في شهوده بَدْرًا.. فقال الأكثر: نزلها.. فنُسب إليها.. وجزم البخاري وابن سعد بأنه شهدها.. واستدل البخاري بأحاديث أخرجها في صحيحه.. في بعضها التصريح بأنه شهدها.. منها حديثُ عُروة بن الزبير.. عن بشير بن أبي مسعود.. قال: أَخَّر المغيرة العصر.. فدخل عليه أبو مسعود عقبة بن عمرو جدّ زيد بن حسن.. وكان شهد بَدْرًا…
- وقال الطَّبَرَانِيُّ: أهل الكوفة يقولون: شهدها.. ولم يذكره أهْلُ المدينة فيهم.. وشهد أحدًا وما بعدها..
- وقال ابْنُ سَعْدٍ.. عن الوَاقِدِيِّ: ليس بين أصحابنا اختلافٌ في أنه لم يشهدها.. أي بدرا.. وقيل: إنه نزل ماءً ببدر.. فنُسب إليه.. وشهد أحدًا وما بعدها.. حسب الإصابة في تمييز الصحابة..
- وسكن الكوفة.. وابتنى بها دارًا.. وعن محمد بن سيرينَ.. قال: قال أبو مسعود: كنتُ عزيزَ النفسِ.. وحَمِيَّ الأنف.. لا يَسْتَغِلُّ مِنِّي أحد شيئًا سُلطانٌ ولا غيرهُ.. فأصبح أُمَرَائي يُخَيِّرُونني بين أن أُقيمَ على ما أَرغَم أنفي وَقَبَّحَ وجهي.. وبين أن آخذ سيفي فأَضْرِبَ بهِ.. فأدخُلَ النَّار.. فأنا أختَارُ أن أقيم على ما أرغم أنفي وقبّح وجهي ولا آخذُ سيفي.. فأضرب به.. فأدخل النار..
- وفي زمان الفتنة روي أنه كان من أصحاب عليّ.. حسب الإصابة في تمييز الصحابة..
- روى عارمُ بن الفضل.. قال: حدثنا حمادُ بن زيد إلى عامر الشَّعبيّ.. قال: لما خرج علي بن طالب إلى صِفّين استخلف أبا مسعود البدري الأنصاري على الكوفةِ.. وكانَ رجالٌ من أهل الكوفةِ قد اسْتَخْفَوا.. فلما خَرَجَ عليّ بن أبي طالب ظهَرُوا.. فكانَ أناسٌ يأتونَ أبا مسعود فيقولون: قد والله أهلَكَ الله أعداءهُ وأظهَر أميرَ المؤمنينَ.. فيقول أبو مسعود: إنّي والله ما أعدّهُ ظفرًا ولا عافيةً أن تظهر إحدى الطائِفتَين على الأخرى.. قالوا: فمَهْ؟ قالَ: يكونُ بين القومِ صُلح.. يكمل الراوي: فلما قَدِمَ علي بن أبي طالب ذكروا ذلك له.. فقال له عليّ: إعتزل عملنا.. قال البدري: وذلك ممّه؟ قال: إنا وجدناك لا تَعقل عَقلةً..
فقالَ أبو مسعودِ: أمَّا أنا فقد بقي من عقلي أن الآخِرَ شرٌّ.. - روى عبد الله بن جعفر.. قال: حدثنا عبد الله بن عَمرو إلى خَثْيَمَةَ بن عبد الرحمن.. قال: لمّا خرج عليٌّ إلى صفِّين استخلفَ عقبةَ ابن عَمْرو أَبَا مسعود على الكوفةِ.. قال: وقد تَخَبَّأَ رِجَالٌ لم يخرجوا مع عليٍّ.. قال: فقامَ أبو مسعود على المِنبَرِ.. فقال: يا أيها الناسُ.. من كان تَخَبَّأ فليظهر.. فَلَعَمْرِي لئن كان إلى الكثرة.. إنّ أصحابنا لكثيرٌ وما نعدّهُ فتحًا أَن يلتقي هذان الخيلانِ غدًا من المسلمين.. فيقتُل هؤلاءِ هؤلاءِ.. حتّى إذا لم يبق إلاّ رِجْرِجَة من هؤلاءِ وهؤلاء ظهرت إحدَى الطائفتين غدًا على الأخرى.. ولكن نعدّهُ فتحًا أن يأتي الله بأمر من عنده يحقن دماءهم.. ويُصلح به ذات بينهم.. ويُصلح به كلمتَهُم.. رضي الله عنه..
- وروي أنه لمّا خرج عليّ إلى صفّين استخلفه على الكوفة ثمّ عزله عنها.. حسب الطبقات الكبير..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.