في جهاد الصحابةالحلقة 440 ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيف الله” 6… بقلم مجدى سالم
في جهاد الصحابة.. الحلقة/ 440 .. ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيف الله”- 6...
بقلم مجدى سالم
ثامنا.. خالد يخطي.. والكل يخطيء.. نكمل
ننقل.. وَلَمَّا فَتَحَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ بَعَثَهُ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ.. فَقَتَلَ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُجِزْ لَهُ قَتْلَهُ.. فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ “.
- فَأَرْسَلَ مَالًا مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.. فَوَدَى الْقَتْلَى.. وَأَعْطَاهُمْ ثُمْنَ مَا أَخَذَ مِنْهُمْ.. حَتَّى ثَمَنَ مِيلَغَةِ الْكَلْبِ.. وَفَضَلَ مَعَهُ فَضْلَةً مِنَ الْمَالِ فَقَسَّمَهَا فِيهِمْ.. فَلَمَّا أُخْبِرَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ اسْتَحْسَنَهُ.. وَلَمَّا رَجَعَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنْ بَنِي جَذِيمَةَ أَنْكَرَ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ذَلِكَ.. وَجَرَى بَيْنَهُمَا كَلامٌ.. فَسَبَّ خَالِدٌ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ.. فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لِخَالِدٍ: ” لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي.. فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ “..
- وكان عَلَى مقدمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم حنين في بني سليم.. فجرح خَالِد.. فعاده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونفس في جرحه فبرأ.. فأرسله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أكيدر بْن عَبْد الْمَلِكِ.. صاحب دومة الجندل.. فأسره.. وأحضره عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فصالحه عَلَى الجزية.. ورده إِلَى بلده..
تاسعا.. خالد يوم فتح مكة..
يقول موقع باب دوت كوم.. جمع الرسول صلى الله عليه وسلم رجاله ذات يوم.. وأمرهم أن يجهزوا أنفسهم.. ويحملوا أسلحتهم وهم لا يدرون ما يقصده الرسول من ذلك وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحاول تعمية الأخبار حتى لاتصل إلى قريش بقصد مفاجأتهم وهم على غير استعداد.
وما إن وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة حتى جعل خالد بن الوليد على جناح الجيش الأيمن.. وكان رجال من قريش قد رصدوا الباب الذي دخل منه خالد وجنوده.. فجمعوا له جمعهم وحاولوا منعه من التقدم.. فشهروا السلاح.. ورشقوه بالنبال.. فاضطر إلى مقابلتهم بالمثل.. فقتل منهم قرابة الثلاثين.. ولما انتهى خبر ذلك إلى الرسول صلى الله عليه وسلم غضب وقال: ألم أنه عن القتال؟ فقالوا: إن خالد قوتل فقاتل. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: قضاء الله خير.. لا تغزى قريش بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة..
عاشرا.. خالد بن الوليد وهدم العزى..
ندب الرسول صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة ببضعة أيام خالد بن الوليد مع ثلاثين فارسا لهدم العزى وهي أحد الأصنام التي كان يعبدها العرب.. وكان أبوه نفسه الوليد بن المغيرة يتمسح بها.. وينحر لها الإبل والأغنام.. فلم تكن مهمة هدم معبود من المهمات اليسيرة.. التي يستطيع أن يقوم بها أي شخص.. لكن خالدا ليس إنسانا عاديا.. وليس أي شخصن ولذا فقد خرج حتى انتهى إلى العزى فهدمها وخرجت له من تحتها امرأة سوداء عارية ناشرة شعرها.. فضربها خالد بسيفه.. وشقها نصفين وبذلك قضى على معلم من معالم الوثينة في الجزيرة العربية .. وعن سعيد بن عمرو الهذلي قال: قدم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة يوم الجمعة لعشر ليال بقين من رمضان.. فبث السرايا في كل وجه.. وأمرهم أن يغيروا على من لم يكن على الإسلام؛ فخرج هشام بن العاص على مئتين قبل يلملم.. وخرج خالد بن سعيد بن العاص في ثلاث مئة قبل عرنة.. وبعث خالد بن الوليد إلى العزى يهدمها؛ فخرج خالد في ثلاثين فارساً من أصحابه حتى انتهى إليها فهدمها.. ثم رجع إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. فقال: هدمت؟ قال: نعم يا رسول الله.. فقال
رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هل رأيت شيئاً؟ فقال: لا.. فقال: فإنك لم تهدمها.. فارجع إليها فاهدمها. فرجع خالد وهو متغيظ.. فلما انتهى إليها جرد سيفه.. فخرجت إليه امرأة سوداء عريانة.. ناشرة الرأس.. فجعل السادن يصيح بها.. قال خالد: وأخذني اقشعرار في ظهري.. فجعل يصيح:
أعزي شدي شدة لا تكذبي … أعزي فالقي للقناع وشمري
أعزي إن لم تقتلي اليوم خالداً … فبوئي بذنب عاجل فتنصري
وأقبل خالد بالسيف إليها وهو يقول:
يا عز كفرانك لا سبحانك … إني وجدت الله قد أهانك
قال: فضربها بالسيف فجزلها باثنتين.. ثم رجع إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبره.. فقال: نعم تلك العزى قد أيست أن تعبد ببلادكم أبداً.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.