في جهاد الصحابة…بقلم / مجدي سـالم الحلقة/ 448 ..خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..(سيف الله)-14
في جهاد الصحابة…بقلم / مجدي سـالم
الحلقة/ 448 .. ” خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي..”سيف الله”-14
- خالد بن الوليد وفتح العراق..
ما حدث في الفتوحات الإسلامية في فارس وفي العراق وفي الشام وفي مصر.. الخ.. كان معجزا بكل المقاييس.. إذ كيف لدولة وليدة بحجم الدولة الإسلامية.. من حيث العدد والعدة.. أن تواجه الثقافة العسكرية والخبرات التراكمية لدولتي فارس الكسروية المجوسية والدولة البيزنطية الرومانية.. وفي هذه الفترة الزمنية الوجيزة جدا..
يقول موقع الخليج.. فما أن فرغ خالد بن الوليد رضي الله عنه من حرب اليمامة.. إلا وجاءه أمر الخليفة أبي بكر رضي الله عنه بالتوجه إلى العراق.. ودعوة أهله إلى الإسلام ورفع الغبن الكسروي عن كاهلهم .
موقعة الحفير..
كانت أولى وقائعه وحروبه في العراق وقعة الحفير.. قرب خليج البصرة .. وكان اسم قائد الفرس هرمز.. حيث برز إلى خالد بجيشه.. وأطلق عليها “بذات السلاسل”.. وقد روي أن جنوده كانوا مقيدين بالسلاسل كي لا يفروّا.. وقد طلبه خالد رضي الله عنه للمبارزة . فبرز إليه . ولم يتبارزا إلا قليلاً.. حتى احتضنه خالد.. فحمل على خالد حراس هرمز.. غير أن خالد سرعان ما عاجله بضربة سيف أودت بحياته.. قبل أن يصل إليه الحراس..
وكان بين رجال خالد في تلك الموقعة الفارس العربي الشهير القعقاع بن عمرو..
وقد حمل بالمسلمين فأزاحوا جنود هرمز وهزموهم.. ثم أخذ خالد سلب هرمز.. وكان على رأسه قلنسوة الإمارة أو الشرف.. وكان قد تم شرفه.. حيث جرت العادة عند الفرس.. أنه إذا تم شرف الإنسان.. كانت قلنسوته بمئة ألف..
ويذكر المؤرخون.. أنه بعد اجتماع خالد رضي الله عنه بهرمز.. أرسل هرمز كتاباً إلى كسرى يستمده.. فأمدّه بجيش عظيم.. بقيادة قائد اسمه قارن.. وعندما وصل المدد وجيش قارن إلى منطق المذار قبل بلوغ الحفير.. إلتقي بالمنهزمين من جيش هرمز.. ورجعوا إلى منطقة الثنى حيث كان يفصل بين جند قارن وجند خالد بن الوليد من المسلمين نهر الثنى .. وهناك على نهر الثنى كانت موقعة خالد الشهيرة والتاريخية إذ قاتلهم وهزمهم.. وقتل ما لا يعد ولا يحصى من جيش قارن..
وكان كسرى أزدشير قد علم بانهزام جيش هرمز وجيش قارن من بعده وعلى ضفاف نهر الثنى.. فسارع إلى إرسال جيش آخر بقيادة الأندرز عز.. وكان في معظمه من العرب الموالين له.. فسار إليهم خالد وأعد لهم كميناً وحين التقوا عند الولجة.. ونشبت بينهم الحرب.. خرج الكمين على العدو.. وأحاطوا به إحاطة السوار بالمعصم .. فقتل منهم من قتل.. وانهزم من انهزم .. وكان بين من قتل على أرض المعركة قائد كسرى نفسه الأندرز عز..
ثم جاء الدور على فتح الحيرة والأنبار..
فقد استنجد كسرى بجميع رجال بكر بن وائل.. وكانوا لا يزالون على النصرانية.. فاستنفروا إخوانهم.. واستمدوا أزدشير فأمدهم بقائده بهمن جازويه.. فقدم لنصرة نصارى العرب بالليس وبقشيناتا..
كذلك سار باجان ومعه عرب الضاحية.. ونصارى عجل وتيم اللات وضبيعة وجابر بن بجير..
فسار إليهم خالد رضي الله عنه.. وكانوا على طعامهم.. فقاموا للحرب.. فهزمهم شرّ هزيمة..
وقصد خالد بعد ذلك بلاد الحيرة في العراق ولما بلغها.. صالحه أهلها بعد مناوشات خفيفة.. وكان فتح الحيرة في شهر ربيع الأول من سنة 12 ه . وقد كتب خالد رضي الله عنه لأهل الحيرة كتاب الصلح..
وبينما كانت مملكة كسرى في شغل شاغل من الاضطراب السياسية والعسكرية الداخلية.. كان خالد بن الوليد رضي الله عنه يتم فتح العراق.. فسار إلى الأنبار.. وكان بها شيرزاد.. فخرج لقتاله.. فلم يفلح . وطلب المصالحة.. فصالحه خالد .
ثم صالح خالد رضي الله عنه من هم حول الأنبار واستخلف عليها الزبرقان بن بدر .
وتابع خالد مسيره إلى عين التمر.. فاستقبله عاملها للفرس مهران بن بهرام جوبين بجند عظيم . وكان يساعده عقة بن أبي عقة بجمع كثيف من العرب من النمر وتغلب وإياد . فتقدم العرب لمواجهة خالد رضي الله عنه . فاندفع خالد على عقة في صفوفه.. واحتضنه وأخذه أسيراً..
وانهزم العرب المناصرون له من دون قتال وكذلك مهران.. وقد تحصنوا جميعاً في حصن.. فنازلهم خالد وافتتحه وأسر من كانوا فيه . ومن بينهم سيرين بن سيرين.. ونصير أبو موسى بن نصير فاتح الأندلس .
وسار خالد بعد ذلك إلى دومة الجندل.. حيث التقى عياض بن غنم.. فخرج الجودي صاحب دومة الجندل يقاتلهما.. فأخذ المسلمون الحصن ومن فيه ..
.. ألقاكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.