في جهاد الصحابة… أبو أحمد بن جحش الأسدي الخزيمي.. “أوائل المهاجرين”
الحلقة الواحدة والثلاثون بعد المائة… بقلم/ مجدي ســالم
أولا.. في نسبه..
- الصحابي الجليل الشاعر.. ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم.. وصهره.. لإن النبي صلى الله عليه وسلم قد تزوج من أخته أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش.. فهو أبو أحمد بن جَحْش بن رِيَاب بن يَعْمر بن صَبِرَة بن مُرّة بن كبير بن غَنْم بن دودان بن أسد بن خُزيمة أو.. عبد بن جحش كما يناديه البعض..
- أما أمه فكانت السيدة أميمة بنت عبدالمطلب بن هاشم..
- وفي زواجه بالفارعة.. فقد أراد أبو زمعة الأسود بن المطلب بن أسد وهو من زعماء قريش أن يحالفه.. فدعاه للحلف وقال له: دَمِي دُونَ دَمِكَ وَمَالِي دُونَ مَالِكَ. فَأَبَى أبو أحمد وَحَالَفَ حَرْبَ بْنَ أُمَيَّةَ لشرفه في قريش ومكانته في مكة وتزوج من ابنته الفارعة وهي الصغرى بنت حرب وكان أبو زمعة الأسود بن المطلب قد تزوج من أختها الفارعة الكبرى بنت حرب .. وأكد بذلك حلف آل جحش لبني أمية . وقيل أن التي تزوجها هي الفارعة بنت أبي سفيان بن حرب لا أخته وهذا ما تناولته جميع كتب التراجم..
- أو هو أبو أحمد بن جَحْش بن رِيَاب ــ واسمه عبد الله ــ وقيل: عبد بن جحش بن رياب.. وقيل: ابن رئاب الأسديّ.. وقيل: اسمه ثمامة.. وقد أَخرجه أَبو عمر.. وأَبو موسى.. وقد غلبت عليه كنيته.. وعُرف بها..
ثانيا.. في إسلامه.. - هو أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد السابقين الأولين في الإسلام..
- عن يزيد بن رومان قال: أسلم أبو أحمد بن جحش قديما.. مع أخويه عبد الله.. وعبيد الله.. قبل أن يدخل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم دار الأرقم يدعو فيها..
ثالثا.. في هجرته رضي الله عنه.. - كان أبو أحمد.. مع أخيه عبد الله.. أول من قدم المدينة المنورة من المهاجرين بعد أبي سلمة و كان رضي الله عنه رجل ضريرًا يطوف مكة المكرمة أسفلها وأعلاها بدون قائد .. وهو صهر النبي صلّ الله عليه وسلم أخته السيدة زينب بنت جحش رضي الله عنها زوج الرسول صلّ الله عليه وسلم..
- وكانت زوجته الفارعة بنت أَبي سفيان بن حرب.. فلما هاجرآل جحش إلى المدينة خلت ديارهم بمكة.. فمر بها عتبة بن ربيعة.. والعباس بن عبد المطلب.. وأَبو جهل بن هشام.. فنظر إِليها عتبة بن ربيعة تخفِقُ أَبوابها ليس فيها ساكن.. فلما رآها قال: وَكلُ دَارٍ وَإِنْ طَالَتْ سَلَامَتُهَا يَومًا سَتُدْرِكُهَا النَّكْبَاءُ وَالْحُوبُ.. أَصبحت دار بني جحش خَلاَء من أَهلها! فقال أَبو جهل: وما تبكي عليها؟ ثم قال: ذلك عمل ابن أَخي هذا.. فرق جماعتنا.. وشتت أَمرنا.. وقطع بيننا.. قاتله الله..
- وقيل: إن أبو أحمد هاجر إلى الحبشة.. ثم قدم مهاجرًا إلى المدينة.. وإن أنكر البلاذري هِجْرَته إلى الحبشة.. وقال: لم يهاجر إلى الحبشة.. وقال: وإنما هو أخو عبيد الله الذي تنصَّر بها..
- ويروى عن عمر بن عثمان الجحشيّ.. عن أبيه قال: هاجر أبو أحمد بن جحش مع أخيه عبد الله وقومه إلى المدينة.. فنزلوا على مبشّر بن عبد المُنْذِر.. فعمد أبو سفيان بن حرب إلى دار أبي أحمد.. فباعها من ابن علقمة العامريّ بأربعمائة دينار.. فلمّا قدم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مكّة عام الفتح.. وفرغ من خطبته.. قام أبو أحمد على باب المسجد على جمل له فجعل يصيح: أنْشُدُ بالله يا بني عبد مناف حلْفي.. وأنشد بالله يا بني عبد مناف داري.. فدعا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عثمان بن عفان فسارّه بشيء.. فذهب عثمان إلى أبي أحمد فسارّه.. فنزل أبو أحمد عن بعيره وجلس مع القوم.. فما سُمِعَ ذاكرَها بعدها حتى لقي الله..
- وقال آل أبي أحمد إنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال له..” لك بها دارا في الجنّة”.. فرضي وحمد الله..
- ونزل أبو أحمد وأخوه عبد الله بالمدينة على مبشر بن عبد المنذر.. رضي الله عنهم جميعا..
رابعا.. في وفاته رضي الله عنه… - روي في الصحيحين من طريق زينب بنت أم سلمة.. قال: دخلتُ على زينب بن جحش حين تُوفي أخوها.. وهو في اجتهاد الجميع أبو أحمد.. فدعَتْ بطيب فمسته ثم قالت: ما لي بالطيب من حاجة.. ولكني سمعتُ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول:
“-لاَ يَحِلُّ لامْرأةٍ تُؤمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ أنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاَثٍ إلاَّ عَلَى زَوْجٍ “..
ويدعم أنَّ المراد بهذا أبو أحمد.. أن كلًا مِنْ أخويها عبد الله وعبيد الله مات في حياة النبي.. أما عبدُ الله المُكَبَّر فاستُشهد بأحد.. وأما أخوها عبيد الله المصَغَّر فمات نصرانيًا بأرض الحبشة.. وتزوَّج النبيُّ صلى الله عليه وسلم بإمرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان بعده.. ترضية لإبيها أبي سفيان..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.