في جهاد الصحابة الحلقةالستون بعد المائة “كعب بن مالك “ليتوبوا 2
في جهاد الصحابة.. بقلم/ مجدي ســالم
الحلقة الستون بعد المائة.. كعب بن مالك.. (… ليتوبوا) -2
مقدمة للحلقة.. نكمل حديث كعب بن مالك وهو يقص عمن تخلفوا.. لكننا لاننسى أناسا لم يتمكموا وآخرين عادوا والدموع تملأ عينيهم .. واقرأ من سورة التوبة..
- ” لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (91)
- وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ (92)
- إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ.. رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (93) يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (94) سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (95) يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (96)”..
ثالثا.. حديث كعب رضي الله عنه بروايته.. بقية
.. .. فطفقت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم.. يحزنني أني لا أرى لي أسوة إلا رجلا مغموصا عليه في النفاق.. أو رجلا ممن عذر الله من الضعفاء..
ولم يذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ تبوك.. فقال وهو جالس في القوم بتبوك:
” ما فعل كعب بن مالك “.؟ قال رجل من بني سلمة.. يا رسول الله حبسه برداه والنظر في عطفيه.. فقال له معاذ بن جبل.. بئس ما قلت.. والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرا.. فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فبينما هو على ذلك رأى رجلا مبيضا يزول به السراب.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم..” كن أبا خيثمة”.. فإذا هو أبو خيثمة الأنصاري وهو الذي تصدق بصاع التمر حين لمزه المنافقون.. فقال كعب بن مالك.. فلما بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توجه قافلا من تبوك حضرني بثي.. فطفقت أتذكر الكذب.. وأقول بم أخرج من سخطه غدا.. وأستعين على ذلك كل ذي رأي من أهلي.. فلما قيل لي إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أظل قادما زاح عني الباطل.. حتى عرفت أني لن أنجو منه بشيء أبدا فأجمعت صدقه.. وصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قادما.. وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس.. فلما فعل ذلك جاءه المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له.. وكانوا بضعة وثمانين رجلا فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله.. حتى جئت..
فلما سلمت تبسم تبسم المغضب ثم قال..” تعال”.. فجئت أمشي حتى جلست بين يديه.. فقال لي..” ما خلفك.. ألم تكن قد ابتعت ظهرك.؟” قال.. - قلت يا رسول الله إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر.. ولقد أعطيت جدلا.. ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي .. ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لأرجو فيه عقبى الله.. والله ما كان لي عذر.. والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ” أما هذا فقد صدق.. فقم حتى يقضي الله فيك”.. - فقمت وثار رجال من بني سلمة فاتبعوني فقالوا لي.. والله ما علمناك أذنبت ذنبا قبل هذا.. لقد عجزت في أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما اعتذر به إليه المخلفون.. فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لك.. قال.. فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكذب نفسي.. قال..
- ثم قلت لهم.. هل لقي هذا معي من أحد.؟ قالوا.. نعم لقيه معك رجلان قالا مثل ما قلت فقيل لهما مثل ما قيل لك.. قال قلت.. من هما.؟ قالوا مرارة بن الربيعة العامري وهلال بن أمية الواقفي.. قال.. فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا.. فيهما أسوة.. فمضيت حين ذكروهما لي..
- ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه.. فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا.. حتى تنكرت لي في نفسي الأرض.. فما هي بالأرض التي أعرف.. فلبثنا على ذلك خمسين ليلة.. فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان.. وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم.. فكنت أخرج فأشهد الصلاة وأطوف في الأسواق ولا يكلمني أحد.. وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة.. فأقول في نفسي هل حرك شفتيه برد السلام أم لا.؟ ثم أصلي قريبا منه وأسارقه النظر.. فإذا أقبلت على صلاتي نظر إلي وإذا التفت نحوه أعرض عني حتى إذا طال ذلك علي من جفوة المسلمين مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة وهو ابن عمي وأحب الناس إلي.. فسلمت عليه فوالله ما رد علي السلام.. نكمل غدا إن شاء الله..
الصورة.. اللهم صل وسلم وبارك عليك يا حبيبي يا رسول الله..
التعليقات مغلقة.