في جهاد الصحابة الحلقة التاسعةوالخمسون بعد المائة “كعب بن مالك “ليتوبوا1… مجدى سالم
في جهاد الصحابة.. بقلم/ مجدي ســالم
الحلقة التاسعة والخمسون بعد المائة.. كعب بن مالك.. (… ليتوبوا) 1
أولا.. مقدمة.. في نسبه..
هو كعب بن مالك بن أبي كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة.. أبو عبد الله الأنصاري السلمي.. ويقال: أبو بشير.. ويقال: أبو عبد الرحمن.
- شهد العقبة وبايع بها.. وتخلف عن بدر.. وشهد أحدًا وما بعدها.. وتخلف في تبوك.. وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم.
- لما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة آخى النبي بينه وبين طلحة بن عبيد الله حين آخى بين المهاجرين والأنصار, وكان أحد شعراء رسول الله الذين كانوا يردون الأذى عنه.. وكان مجودًا مطبوعًا..
- غلب عليه في الجاهلية أمر الشعر وعُرف به.. وكان أحد شعراء الإسلام بعد إيمانه..
- روى ابن مالك عن النبي ثلاثين حديثاً.. انفرد منها البخاريّ بحديثٍ واحدٍ.. والإمام مسلم بحديثين..
ثانيا.. في جهاده..
- لبس يوم أُحد لأْمَة رسول الله وكانت صفراء.. ولبس رسول الله لأمته.. وجرح كعب أحد عشر جرحًا..
- تخلّف كعب بن مالك عن غزوة تبوك اشتُهر عن كعب بن مالك -رضي الله عنه- تخلّفه عن غزوة تبوك العسيرة الشديدة.. حتى ذكر الله -تعالى- بعض أخبارها وأخبار المسلمين ومن تخلّف عنهم في القرآن الكريم.. وبالرغم من أنّ كعب شهد البيعة مع النبيّ.. وتخلّف عن بدر ولم يعاتبه النبيّ.. إلّا أنّه شهد أحداً والمشاهد مع النبيّ صلى الله عليه وسلم..
- كانت شجاعة كعب في قوله الحق وصدقه عاملاً أساسيًّا في قبول توبته حين تغيب دون عذر عن الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.. مهما أفضت هذه الشجاعة إلى نتائج في بادئ الأمر.. غير أنه أصرَّ على أن يقول للرسول الحق.. ولم يحاول أن يختلق أعذارًا كغيره من المتخلفين.. ولما قَبِل الله توبته عاهد الله ألاَّ يحدِّث إلا صدقًا..
- يذكر أنه تخلّف عن غزوة تبوك دون عذرٍ.. ويُذكر أنّ كعب كان قويّاً يوم تبوك.. مقتدراً بشهادته.. قد امتلك راحلتين لا واحدةً.. إلّا أنّه قعد عن القتال مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وقد عاتبه النبيّ وذكره الله -تعالى- في القرآن الكريم.. وختم بتوبته عليه؛ لصدقه في قول الحقّ أمام النبيّ صلى الله عليه وسلم..
ثالثا.. حديث كعب رضي الله عنه بروايته..
- تمثل في قصة الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك.. ثم تاب الله عليهم.. وكانت هذه الغزوة تعرف بغزوة العسرة.. لأن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يعيشون في ذلك الوقت في أشد الظروف وأصعبها. بقيت قصة هؤلاء الثلاثة منارة شامخة عبر العصور.. وأصبحت توبتهم رمزًا خلدها القرآن الكريم.. وستبقى آياتها تتلى إلى يوم الدين.. قال تعالى: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}..
- يروي إبن شهاب قال.. ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم الروم ونصارى العرب بالشام.. قال ابن شهاب.. فأخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب كان قائد كعب من بنيه حين عمي.. قال سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك..
- قال كعب بن مالك.. لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قط إلا في غزوة تبوك غير أني قد تخلفت في غزوة بدر ولم يعاتب أحدا تخلف عنه.. إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون يريدون عير قريش حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد..
- ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام وما أحب أن لي بها مشهد بدر.. وإن كانت بدر أذكر في الناس منها وكان من خبري حين تخلفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك.. أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزوة.. والله ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى جمعتهما في تلك الغزوة .. فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا واستقبل عدوا كثيرا فجلا للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم.. فأخبرهم بوجههم الذي يريد.. والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير.. ولا يجمعهم كتاب حافظ (أي الديوان)..
قال.. فقل رجل يريد أن يتغيب يظن أن ذلك سيخفى له ما لم ينزل فيه وحي من الله عز وجل وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال فأنا إليها أصعر.. فتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه.. وطفقت أغدو لكي أتجهز معهم فأرجع ولم أقض شيئا.. وأقول في نفسي أنا قادر على ذلك إذا أردت.. فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى استمر بالناس الجد.. فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غاديا والمسلمون معه.. ولم أقض من جهازي شيئا ثم غدوت فرجعت ولم أقض شيئا.. فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو فهممت أن أرتحل فأدركهم فيا ليتني فعلت.. ثم لم يقدر لي ذلك..
نكمل غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.