في جهاد الصحابة..
الحلقة التاسعة والأربعون.. سعيد بن زيد.. (1)
بقلم المهندس مجدي سالم
أولا.. هو سعيد بن زيد بن نفيل بن عبد العُزّي القرشيّ العدوي.. وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.. وهو من المسلمين الأوائل قبل أن يدخل رسول الله صلي الله عليه وسلم دارالأرقم.. ولوالده موقف يذكر..
- { على الهامش.. يذكر أن والده زيد بن عمرو بن نفيل.. ممن فر إلى الله من عبادة الأصنام.. قبل البعثة المحمدية.. وساح في أرض الشام يلتمس الدين القيم فرأى النصارى واليهود فلم ينجذب إلى دينهم وقال: اللهم إني علي دين إبراهيم عليه السلام.. ولكن لم يظفر بشريعة إبراهيم عليه السلام كما ينبغي.. ولا رأى من يوقفه عليها.. وهو من أهل النجاة فقد شهد له النبي صلي الله عليه وسلم بأنه “يبعث أمة واحدَهُ”.. فهو قد رأى النبي “صلى الله عليه وسلم”.. ولم يعش حتى بُعث.. وتروي أسماء بنت أبي بكر.. قالت:
“لقد رأيتُ زيد بن نفيل قائماً مُسنداً ظهره للكعبة يقول: “يا معشر قريش.. والله ما فيكم أحد على دين إبراهيم غيري”.. وكان يحيي الموؤدة ويقول لمن أراد أن يقتل ابنته لا تقتلها أنا أكفيك مؤنتها } ..
وسعيد بن زيد بن نفيل هو ابن عم عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. وزوج أخته فاطمة.. يُكنّى بأبي زيد.. أسلم مع زوجته فاطمة في بداية بعثة محمد -صلّى الله عليه وسلّم- وأولى فترات الإسلام.. وذلك قبل إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. حيث أسلم عمر في بيت سعيد بن زيد.. - كان سعيد -رضي الله عنه- من أفاضل الصحابة المهاجرين.. ومن أوائلهم في الهجرة.. وقد شهد مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- جمع المعارك والغزوات عدا غزوة بدر؛ لأن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كان قد أرسله مع طلحة لتحسّس أخبار قريش على طريق الشام.. وهو من العشرة المُبشَّرين بالجنة.. وقد كان جريئاً في حق الله لا يخاف في الله لومة لائم.. ومن ذلك أنّه سمع مرةً رجلاً في الكوفة يشتم عليّاً بن أبي طالب كرم الله وجهه.. فأنكر عليه ذلك بشدّةٍ ونهاه عنه..
- نال سعيد بن زيد من العذاب نصيباً بسبب إسلامه.. عن قيس بن أبي حازم قال: قال سعيد بن زيد: “لقد رأيتني وإن عمر بن الخطاب لموثقي علي الإسلام قبل أن يُسلم.. وقد ضربه عمر بن الخطاب يوم أسلم كما ضرب زوجته فاطمة بنت الخطاب.. ثم كانت له اليد الطولي بعد ذلك في نصرة الإسلام.. رضي الله عنه..
|ثانيا.. في هجرته.. لم يهاجر سعيد بن زيد مع من هاجر إلى الحبشة لأنه كان من رؤوس قريش وساداتهم.. فلم يكن نسبيا يناله من العذاب ما ينال غيره من المستضعفين.. وكان سعيد بن زيد وزوجته فاطمة من المهاجرين الأوليين إلى المدينة المنورة.. وروى ابن كثير أنه كان من الذين هاجروا مع عمر بن الخطاب علانيةً.. ونزلوا عند وصولهم إلى قباء عند رفاعة بن عبد المنذر.. وكان قد سبقه مصعب بن عمير وابن أم مكتوم وبلال بن رباح وسعد بن أبي وقاص وعمار بن ياسر.. وقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي بن كعب وإن وقال ابن سعد أنه آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سعيد بن زيد ورافع بن مالك الزرقي..
ثالثا.. في جهاده.. فقد شهد المشاهد كما ذكرنا عدا غزوة بدر.. وكان سبب عدم مشاركته في غزوة بدر أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أرسل طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد في سرية تُسمى سرية ذي العشيرة ليتحسّبا خبر عير قريش أي القافلة من الشام.. فخرجا حتّى بلغا الحوراء.. فلم يزالا مقيمين هناك حتّى مَرّت بهما العِير.. ولكن بلغ النبي صلى الله عليه وسلم الخبر قبل رجوع طلحة وسعيد إليه.. فنَدَبَ أصحابه وجهز جيشًا لملاقاة القافلة.. ولكن استطاعت القافلة الإفلات.. ثم عاد طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد إلى المدينة المنورة ليُخبرا النبي عن خبر العير ولم يَعْلَما بخروجه.. فَقَدِمَا المدينة في اليوم الذي حدثت فيه المعركة بين المسلمين وقريش ببدر.. فخرجا من المدينة فلقيا النبي صلى الله عليه وسلم مُنْصَرِفًا من بدر.. فلم يشهد طلحة وسعيد غزوة بدر لذلك.. فضرب لهما النبي بسهامهما وأجورهمافيها فكانا كمن شهد الغزوة.. - وفي عهد أبي بكر الصديق توجه سعيد بن زيد للقتال في بلاد الشام.. ولم يكن أميرًا بل كان من ضمن الأجناد..
- ثم شارك في معركة .. وكان من قادتها فكان أمراء الأرباع في ذلك اليوم: أبو عبيدة بن الجراح وعمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان وكان على الميمنة معاذ بن جبل وعلى الميسرة نفاثة بن أسامة الكناني وعلى الرجّالة هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وعلى الخيالة خالد بن الوليد وكان خالد هو المشير في الحرب.. نلتقي غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.