في جهاد الصحابة.. الحلقة التاسعة والثلاثون.. حمزة بن عبد المطلب… سيد الشهداء.. (2)..

في جهاد الصحابة..
الحلقة التاسعة والثلاثون.. حمزة بن عبد المطلب.. أسد الله.. سيد الشهداء.. (2)..

بقلم المهندس مجدي سالم

إن أول سرية خرج فيها المسلمون للقاء عدو.. كان أميرها حمزة.. كما أن أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد من المسلمين كانت لحمزة..

رابعا.. في جهاده في غزوة بدر.. شهد حمزة بن عبد المطلب بدراً.. وأبلى فيها بلاءً عظيماً مشهوراً..

1. وكان حمزة بن عبد المطلب هو الذي بدأ قتال المشركين في غزوة بدر.. فقد خرج رجل من جيش قريش هو الأسود بن عبد الأسد المخزومي القرشي فقال: (أعاهد الله لأشربن من حوضهم.. أو لأهدمنه.. أو لأموتن دونه).. فلما خرج.. خرج إليه حمزة بن عبد المطلب.. فلما التقيا ضربه حمزة فأطن قدمه بنصف ساقه وهو دون الحوض.. فوقع على ظهره تنزف قدمه دماً نحو أصحابه.. ثم حبا إلى الحوض حتى اقتحم فيه.. يريد أن يبر يمينه.. وأتبعه حمزة فضربه حتى قتله في الحوض..
2. ثم خرج بعده عتبة بن ربيعة.. بين أخيه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة.. حتى إذا فصل من الصف دعا إلى المبارزة.. فخرج إليه ثلاث فتيان من الأنصار . وهم: عوف ومعوذ ابنا الحارث وثالثهما هو عبد الله بن رواحة.. فقالوا لهم: (من أنتم؟) .. فقالوا: (رهط من الأنصار).. قالوا: (ما لنا بكم من حاجة).. أي أنهم كانوا يريدون المهاجرين من قريش.. ثم نادى مناديهم: «يا محمد.. أخرج إلينا أكفاءَنا عن قومنا».. فقال الرسولُ محمدٌ: صلى الله عليه وسلم..” يا عبيدة بن الحارث.. وقم يا حمزة.. وقم يا علي”..
   فلما قاموا ودنوا منهم.. قالوا: «من أنتم؟».. قال عبيدة.. (عبيدة).. وقال حمزة: (حمزة).. وقال علي (علي).. قالوا: (نعم.. أكفاء كرام)..

• فبارز عبيدةُ.. وكان أسن القوم.. عتبةَ بن ربيعة.. وبارز حمزة شيبة بن ربيعة.. وبارز علي الوليد بن عتبة.. فأما حمزة فلم يُمهل شيبة أن قتله.. وأما علي فلم يمهل الوليد أن قتله.. واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين.. كلاهما أثبت صاحبه (أي جرحه جراحا لم يقم معها).. وكرَّ حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة فأجهزا عليه (أي أسرعا قتله).. واحتملا صاحبهما فحازاه إلى أصحابه..

1. وكان حمزة يُعلَّم في الحرب بريشة نعامة.. وقاتل يوم بدر بين يدي الرسول محمد بسيفين.. وقد رُوي عن عبد الرحمن بن عوف أنه قال: قال لي أمية بن خلف.. وأنا بينه وبين ابنه آخذ بأيديهما (أي وهما أسيران عنده): (يا عبد الإله.. من الرجل منكم المعلم بريشة نعامة في صدره؟).. قلت: (ذاك حمزة بن عبد المطلب).. قال: “ذاك الذي فعل بنا الأفاعيل”..
2. وأما الذين رُوي أن حمزة بن عبد المطلب هو من قتلهم في غزوة بدر (لاحظ العدد الكبير) فهم:

• شيبة بن ربيعة العبشمي القرشي.. قتله حمزةُ مبارزةً..
• عتبة بن ربيعة العبشمي القرشي.. اشترك فيه عبيدة بن الحارث بن المطلب وحمزة وعلي..
• حنظلة بن أبي سفيان بن حرب الأموي القرشي.. ويقال اشترك فيه حمزة وعلي وزيد..
• طعيمة بن عدي النوفلي القرشي.. قتله علي بن أبي طالب.. ويُقال حمزة بن عبد المطلب..
• زمعة بن الأسود بن المطلب الأسدي القرشي.. اشترك فيه حمزة وعلي بن أبي طالب وثابت بن الجذع..
• عقيل بن الأسود بن المطلب الأسدي القرشي.. قتله حمزة وعلي.. اشتركا فيه..
• قيس بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي..
• الأسود بن عبد الأسد بن هلال المخزومي القرشي..
• نبيه بن الحجاج بن عامر السهمي القرشي.. قتله حمزة بن عبد المطلب وسعد بن أبي وقاص.. اشتركا فيه..
• عائذ بن السائب بن عويمر المخزومي القرشي.. أُسر ثم افتُدي فمات في الطريق من جراء جرحه إياها حمزة بن عبد المطلب.. (جزء منقول- دائرة المعارف)..

ألقاكم غدا إن شاء الله..
الصورة.. للرائع عمر أبركرومبي.. 1965 م