في جهاد الصحابة.. الحلقة التاسعة والسبعون بعد المائة.. أسيد بن الحضير الأوسي – تستمع لترتيله الملائكة -2… مجدى سالم

في جهاد الصحابة.. بقلم/ مجدي سـالم

الحلقة التاسعة والسبعون بعد المائة.. أسيد بن الحضير الأوسي – تستمع لترتيله الملائكة -2

خامسا.. في حسن تلاوة وفضل بن الحضير..

• في حُسن تلاوة أسيد وامتداح النبيّ له.. فقد عرف عنه ولعه بالقرآن.. روى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وابن الهاد.. عن محمد بن إبراهيم.. عن أسيد بن حضير رضي الله عنه أن النبي قال له: “اقرأ يا أسيد.. فقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود”.. وإن روي حديث مشابه في ترجمة أبي موسى الأشعري..
• ورد في الصحيح في حديثٍ طويلٍ.. أنّ أسيد ابتدر يقرأ سورة البقرة ليلاً وكانت فرسه بقربه.. فصارت الفرس تجول حوله من صوته.. فسكت فسكتت الفرس.. ثمّ قرأ فجالت الفرس.. ثمّ سكت فسكتت.. وكان ابنه يحيى قريباً منه.. فخشي أن تدوسه الفرس وهي تجول.. فسكت عن التلاوة.. فلمّا أصبح أخبر النبيّ –صلى الله عليه وسلم بما حصل معه.. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم..” تلكَ الملائكةُ دَنَتْ لصوتِكَ.. ولو قرأتَ لأصبحتْ ينظرُ الناسُ إليها لا تَتَوَارَى منهم” ..
  فكان أنّ الملائكة انبهرت وعجبت لجمال الصوت والخشوع الذي فيه.. فأقبلت تدنو من الأرض تستمع لتلاوة أسيد رضي الله عنه.. وهو يتغنّى بالقرآن ليلاً..
• وروى الترمذي في سننه أنه روى أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم..
  “نعم الرجل أبو بكر.. نعم الرجل عمر.. نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح.. نعم الرجل أسيد بن حضير.. نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس.. نعم الرجل معاذ بن جبل.. نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح”.
• وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل.. كلهم من بني عبد الأشهل: سعد بن معاذ.. وأسيد بن حضير.. وعباد بن بشر.. رضي الله عنهم جميعًا.
• وتجلى موقف قومه منه.. لما اشتكى من مرضه.. فعن عبد الله بن هبيرة أن أسيد بن حضير رضي الله عنه كان يؤم بني عبد الأشهل وأنه اشتكى فخرج إليهم بعد شكواه.. فقالوا له: تقدم. قال: لا أستطيع أن أصلي. قالوا: لا يؤمنا أحد غيرك ما دمت.. فقال: اجلسوا؛ فصلى بهم جلوسًا..
  سادسا.. في موقف أسيد من رأس النفاق بن أبي بن سلول..
  حدث في غزوة بني المصطلق أن تحركت مغايظ عبدالله بن أبيّ بن سلول.. فقال لمن حوله من أهل المدينة:
  ( لقد أحللتمومهم بلادكم .. وقاسمتموهم أموالكم .. أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحوّلوا إلى غير دياركم .. أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل) فسمع الصحابي الجليل زيد بن الأرقم هذه الكلمات .. فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بها فتألم كثيراً .. فقابله أسيد بن حضير فقال له النبي صلى الله عليه وسلم “أوما بلغك ما قال صاحبكم؟” قال أسيد : “وأيّ صاحب يا رسول الله ؟” فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “عبد الله بن أبيّ” قال أسيد : “وماذا قال ؟” قال رسول الله: “زعم أنه إن رجع إلى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل” قال أسيد.. ” فأنت والله.. يا رسول الله.. تخرجه منها إن شاء الله .. هو والله الذليل وأنت العزيز.. ثم قال أسيد: ( يا رسول الله ارفق به.. فوالله لقد جاءنا الله بك وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوّجوه على المدينة ملكا.. فهو يرى أن الإسلام قد سلبه ملكاً) .. وهو قول حكيم يحلل نفسية بن سلول..
  سابعا.. في مواقفه مع الصحابة..
• في موقف أسيد بن حضير مع آل أبي بكر الصديق.. يروى عن عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها.. قالت: “سقطت قلادة لي بالبيداء ونحن داخلون إلى المدينة.. فأناخ رسول الله ونزل.. فبينا رسول الله في حجري راقد أقبل أبي فلكزني لكزة.. ثم قال: حبست الناس.! ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استيقظ وحضرت الصبح فالتمس الماء فلم يوجد.. ونزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ….} [المائدة: 6]. قال أسيد بن حضير رضي الله عنه:
  ( لقد بارك الله للناس فيكم يا آل أبي بكر.. ما أنتم إلا بركة) ..
• في موقف أسيد بن حضير مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. يروى أسيد بن حضير قال: سمعت رسول الله يقول: “إنكم ستلقون بعدي أثرة”.. فلما كان زمان عمر قسّم حُللاً فبعث إليَّ منها بحلة.. فاستصغرتها فأعطيتها ابني.. فبينا أنا أصلي إذ مر بي شاب من قريش عليه حلة من تلك الحلل يجرها.. فذكرت قول رسول الله : “إنكم ستلقون أثرة بعدي”.. فقلت: صدق رسول الله.. فانطلق رجل إلى عمر بن الخطاب فأخبره.. .. فجاء وأنا أصلي فقال: صلِّ يا أسيد.. فلما قضيت صلاتي قال: كيف قلت؟ فأخبرته.. قال: تلك حلة بعثت بها إلى فلان وهو بدريّ أحديّ عقبيّ.. فأتاه هذا الفتى فابتاعها منه فلبسها.. فظننت أن ذلك يكون في زماني.. قلت: قد والله يا أمير المؤمنين ظننت أن ذلك لا يكون في زمانك.. .. أراكم غدا إن شاء الله..