في جهاد الصحابة الحلقة التاسعة والستون بعد المائة.. قطبة بن عامر بن حديدة “صاحب السرية”… مجدى سالم
في جهاد الصحابة.. بقلم/ مجدي ســالم
الحلقة التاسعة والستون بعد المائة.. قطبة بن عامر بن حديدة.. (صاحب السرية)
أولا.. مقدمة.. وفي نسبه..
مازلنا مع من تقدم إسلامهم من الصحابة.. نعطي لهم السبق على بعض المشاهير لهذا السبق.. وبطلنا واحد من أبطال العقبة.. الستة الأوائل..
- هو قُطْبَة بنُ عامِر.. وقيل: ابن عمرو بن حدِيدة الأَنصاري الخزرجي السَّلَمي.. كنيته أبو زيد.. أمّه زينب بنت عمرو بن سنان.. كان لقطبة من الولد: أمّ جميل.. وهي من المبايعات.. وأمّها أمّ عمرو بنت عمرو بن خليد..
- وقد لقى الرسول صلى الله عليه وسلم فى الستة الذين اسلموا.. ويقال أنه أول من أسلم من الأنصار..
- كان قُطبة سببًا في نزول آية.. يسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ.. سورة البقرة.. كما سيأتي..
- شهد العقبتين الأولى والثانية وبدرا.. ورمى يوم بدرا حجراً بين الصفين وقال: لا افر حتى يفر هذا الحجر..
- شهد المشاهد كلها مع الرسول صلى الله عليه وسلم.. وكان من الرماة المذكورين.. وجرح يوم احد تسع جروح.. وكانت معه راية بني سلمة في غزوة فتح مكة..
- أرسل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قطبة سرية في عشرين رجلًا إلى حيّ من خَثْعَم بناحية تَبالة..
- توفى فى خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنهما وارضاهما..
ثانيا.. في جهاده والسرية إلى خثعم..
- روى ابن كعب بن مالك: أنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بعث قطبة في عشرين رجلًا إلى حيّ من خَثْعَم بناحية تَبالة فأمره أن يَشُنّ عليهم الغارة.. فانتهوا إلى الحاضر وقد ناموا وهدءوا.. فكبّروا وشنّوا الغارة.. فوثب القوم.. فاقتتلوا قتالًا شديدًا حتى كثر الجراحِ في الفريقين جميعًا.. وكثرهم أصحاب قطبة فقتلوا من قتلوا وساقوا النَّعَم والشاءَ إلى المدينة فأُخْرِجَ منهم الخُمْس.. ثمّ كانت سُهْمانهم بعد ذلك أربعة أبْعِرَة لكلّ رجلٍ والبعير يُعَدّل بعشرة من الغنم.. وكانت هذه السريّة في صفر سنة تسع..
- روى أن السرية كانت في صفر سنة تسع.. قال ابن سعد.. قالوا : بعث رسول الله قطبة بن عامر في عشرين رجلا إلى حي من خثعم بناحية تبالة.. وأمره أن يشن الغارة.. فخرجوا على عشرة أبعرة يعتقبونها.. فأخذوا رجلا فسألوه فاستعجم عليهم أي اصطنع أنه لا يعرف لهجتهم أو نحوه.. فجعل يصيح بالحاضرة ويحذرهم.. فضربوا عنقه.. ثم أقاموا حتى نام الحاضرة فشنوا عليهم الغارة.. فاقتتلوا قتالا شديدا حتى كثر الجرحى في الفريقين جميعا.. وقتل قطبة بن عامر من قتل .. وساقوا النعم والنساء والشاء إلى المدينة ..
- وفي القصة أنه اجتمع القوم وركبوا في آثارهم .. فأرسل الله سبحانه عليهم سيلا عظيما حال بينهم وبين المسلمين.. فساقوا النعم والشاء والسبي وهم ينظرون لا يستطيعون أن يعبروا إليهم حتى غابوا عنهم..
- ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ” [محمد:7] يُري اللهُ عبادَه العبر..
- ” وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ” [الحج:40]..
- وقال أبو معشر عنه: رَمى قطبة بن عامر يوم بدر بحجر بين الصّفّين.. ثمّ قال: لا أفِرّ حتى يفِرّ هذا الحجر..
- قال أَبُو حَاتمٍ الرَّازِيّ.. كان قطبة من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم..
ثالثا.. في آيات نزلت بسبب قطبة بن عامر..
كانت الحمْس مِنْ قريش تدخل من أبواب البيوت.. وكانت الأنصارُ يدخلونها من ظهورها..
فبينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بستان ومعه أناس من أصحابه.. فخرج من البستان ومعه قُطْبة بن عامر؛ وقيل: دخل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ذات يوم وهو مُحرمٌ بابَ بستان.. فأَبصره قطبة بن عامر الأَنصاري.. أَحد بني سَلِمة.. فاتبعه.. فقال أناس: يا رسول الله.. إنّ قطبة رجل فاجر.. قال: “وما ذاك؟ فأخبره.. فقال: يا رسول الله.. إنك خرجت.. فخرجتُ؛ فقال: “مَا أَدْخَلَكَ وَأَنْتَ مُحْرِمٌ”؟ فقال: يا رسول الله.. رضيت بهديك ودينك وسمتك.. فقال “فإني أحمسي”.. قال قطبة: ديني دينك.. فأَنزل الله عز وجل.. ” وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا”..[البقرة/ 189]
- ذُكر نحو هذه القصة لرفاعة.. فلعلها تعددت الروايات في أكثر من صحابي..
رابعا.. في روايته للحديث ووفاته..
- قال البغوي: لا أعلم لِقُطْبة بن عامر حديثًا..
- قال أَبِو حَاتِمٍ: توفي قطبة في خلافة عمر.. وقيل: بقي قطبة حتّى تُوفّي في خلافة عثمان بن عفّان ــ رضي الله عنه ــ وليس له عقب.. ربما يقصد من الذكور..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.