في جهاد الصحابة…الحلقة التاسعة والعشرون بعد المائة.. عبد الله بن جحش الأسدي.. “أمير المؤمنين” -1

في جهاد الصحابة…الحلقة التاسعة والعشرون بعد المائة.. عبد الله بن جحش الأسدي.. “أمير المؤمنين” –1

بقلم/ مجدي سـالم

أولا.. مقدمه.. وفي نسبه..

دعا عبد الله بن جحش قبل غزوة أحد فقال.. “اللَّهُمَّ أُقْسِمُ عَلَيْكَ أَنْ أَلْقَى الْعَدُوَّ غَدًا فَيَقْتُلُونِي.. ثُمَّ يَبْقُرُوا بَطْنِي.. وَيَجْدَعُوا أَنْفِي.. أَوْ أُذُنِي.. أَوْ جَمِيعَهَا.. ثُمَّ تَسْأَلُنِي: فِيمَ ذَلِكَ؟ فَأَقُولُ: فِيكَ”..

• وقد لقب “ببحر الجود” لكرمه.. وهو واحد من أصحاب السبق فى الإسلام وأحد أبطال بدر واستشهد يوم أحد.. وهو ابن عمةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ذلك لأن أمه أميمة بنت عبد المطلب كانت عمة النبى عليه الصلاة والسلام.. وهو صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك لأن أخته زينب بنت جحش كانت زوجة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم وإحدى أمهات المؤمنين ..
• وهو أول من عقد لواء فى الإسلام.. وهو بعد ذلك أول من دعى أمير المؤمنين.. الله بن جحش الأسدى..
• أسلم عبد الله بن جحش قبل أن يدخل النبى عليه الصلاة والسلام دار الأرقم فكان من السابقين إلى الإسلام .. ولما أذن النبى عليه الصلاة والسلام لأصحابه بالهجرة إلى المدينة فرارا بدينهم من أذى قريش .. كان عبد الله بن جحش ثانى المهاجرين إذ لم يسبقه إلى هذا الفضل إلا أبو سلمة..
• هو عبد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صَبِرة بن مُرَّة بن كثير بن غَنَمْ بن دودان بن أَسد بن خزيمة الأسديّ.. أُمُّه أميمة بنت عبد المطّلب وهو حليفٌ لبني عبد شمس‏. وقيل:‏ حليف لحرب بن أميّة..
• وكان هو وأخوه أبو أَحمد عبد بن جحش من المهاجرين الأولين ممن هاجر الهجرتين.. وأخوهما عبيد الله بن جحش يقال أنه تنصَّر بأرض الحبشة.. ومات بها وبانت منه امرأتهُ أم حبيبة بنت أَبي سفيان.. فتزوَّجها النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم.. فأختهم زينب بنت جحش زوج النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم.. وأمّ حبيبة وحَمْنَة..
  ثانيا.. في هجرته..
• هاجر عبد الله مع أخويه عبيد الله وأبي أحمد إلى الحبشة ثم عاد إلى مكة..
  ثم هاجر مع أخوه أحمد وعكاشة بن محصن وأبي سنان بن محصن وسنان بن أبي سنان وشجاع بن وهب وعقبة بن وهب وأربد بن حميرة ومعبد بن نباتة وسعيد بن رقيش ويزيد بن رقيش ومحرز بن نضلة وقيس بن جابر وعمرو بن محصن بن مالك ومالك بن عمرو وصفوان بن عمرو وثقاف بن عمرو وربيعة بن أكثم والزبير بن عبيد وهم حلفاء بني عبد شمس إلى المدينة في يوم واحد..
  لكن هجرته هذه المره كانت أشمل وأوسع فقد هاجر معه أهله وذووه وسائر بنى أبية رجالا ونساء وشيبا وشبانا وصبية وصبيات ففقد كان بيته وبيت إسلام وقبيله قبيل إيمان ..
• فما إن فصلوا عن مكة حتى بدت ديارهم خلاء كأن لم يكن فيها أنيس من قبل .. ولم يمض غير وقت قليل على هجرة عبد الله ومن معه حتى خرج زعماء قريش يطوفون فى أحياء مكة لمعرفة من رحل عنها من المسلمين ومن بقى منهم وكان فيهم أبو جهل وعتبة بن ربيعة ..
• فنظر عتبة إلى منازل بنى جحش تتناوخ فيها الرياح السافيات وتخفق أبوابها خفقا وقال : (أصبحت ديار بنى جحش خلاء تبكى أهلها).. فقال أبو جهل : ومن هؤلاء حتى تبكيهم الديار.. ثم وضع أبو جهل يده على دار عبد الله بن جحش فقد كانت أجمل هذه الدور وأغناها وجعل يتصرف فيها وفى متاعها كما يتصرف المالك فى ملكه .. فلما بلغ عبد الله بن جحش ما صنع أبو جهل فى داره ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له النبى عليه الصلاة والسلام : ” ألا ترضى يا عبد الله أن يعطيك الله بها دارا فى الجنة ” قال : بلى يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .. قال : ( فذلك لك ) فطابت نفس عبد الله وقرت عينه.. رضي الله عنه..
• نزلوا جميعًا على مبشر بن عبد المنذر وقد آخى النبي محمد بينه وبين عاصم بن ثابت..
  ثالثا.. – في علمه رضي الله عنه..
• كان من اجتهاده أنه قسم الغنيمة أخماس.. فجعل لرسول الله صلى الله عليه وسلم الخمس وجعل أربعة أخماس في الغانمين.. من قبل أن يفرض ذلك.. فنزل بعد ذلك قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ} [الأنفال: 41].
  رابعا.. في جهاده..
• كان عبد الله بن جحش أول أمير في الإسلام.. وروى السراج من طريق زر بن حبيش قال: أول راية عقدت في الإسلام لعبد الله بن جحش.. ولذلك قصة نرويها غدا…. أراكم إن شاء الله..