في جهاد الصحابة الحلقة التسعون أبو ذر الغفارى “في الربذة”8… مجدى سالم
في جهاد الصحابة.. بقلم/ مجدي سـالم
الحلقة التسعون.. أبو ذر الغفاري.. ” في الربذة..” (8)
ثاني عشر.. أبو ذر في الربذة.. فبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.. بعد وفاة النبي محمد.. شارك أبو ذر في الفتح الإسلامي للشام.. وشهد فتح بيت المقدس مع عمر بن الخطاب.. وبعد الفتح أقام في الشام يُفتي الناس ويُعلّمهم أمور دينهم.. ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ولكن في حِدّة.. فتسببت حدته تلك في فساد العلاقة مع معاوية بن أبي سفيان والي الشام.. فطلبه عثمان.. فخرج أبو ذر من الشام إلى المدينة..
- ثم أقام أبو ذر في المدينة يدعو الناس بنفس المنهج الحاد.. مما دعا الخليفة عثمان لمعاملته معاملة خاصة يغالبها الحذر.. حتى إذا كان يوم كان فيه أبو ذر عند باب عثمان ليؤذن له.. إذ مر به رجل من قريش..
- فقال: “يا أبا ذر.. ما يجلسك هاهنا؟”.. قال أبو ذر: “يأبى هؤلاء أن يأذنوا لنا”.. فدخل الرجل..
- فقال: “يا أمير المؤمنين.. ما بال أبي ذر على الباب؟”. فأذن عثمان له.. فجاء حتى جلس.. فإذا عثمان يسأل كعب الأحبار في ميراث يُقسّم: “أرأيت المال إذا أدي زكاته.. هل يخشى على صاحبه فيه تبعة؟”..
- فقال كعب: “لا”..
- فقام أبو ذر فضربه بعصاه.. ثم قال: “يا ابن اليهودية.. تزعم أن ليس عليه حق في ماله.. إذا آتى زكاته.. والله يقول..” وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”.. ويقول وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا “.. وجعل أبو ذر يذكر نحو ذلك من القرآن..
- فقال عثمان للقرشي: “إنما نكره أن نأذن لأبي ذر من أجل ما ترى”… (منقول)..
ولم يستطع أبو ذر أن يتأقلم مع ذلك.. واستئذن عثمان للخروج للإقامة في الربذة.. فأذن له؛ فخرج إليها.. - وكان أبو ذر آية في الزهد وحب الفقراء.. فكان عطاؤه من بيت المال أربعة آلاف.. فكان إذا أخذ عطاءه.. يدعو خادمه.. فيسأله شراء ما يكفيهم للسنة.. ثم يستبدل باقي المال بفلوس يفرقها على الفقراء.. ويقول: “إنه ليس من وعاء ذهب ولا فضة يوكى عليه إلا وهو يتلظى على صاحبه”..
ثالث عشر.. بيان إحصائي في روايته للحديث النبوي.. - فقد روى عن: النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. وعن معاوية بن أبي سفيان..
- وروى عنه: أنس بن مالك وعبد الله بن عباس وأبو إدريس الخولاني وزيد بن وهب الجهني والأحنف بن قيس وجبير بن نفير وعبد الرحمن بن تميم وسعيد بن المسيب وابن خالته خالد بن وهبان وابن أخيه عبد الله بن الصامت وخرشة بن الحر وزيد بن ظبيان وأبو أسماء الرحبي وأبو عثمان النهدي وأبو الأسود الدؤلي والمعرور بن سويد ويزيد بن شريك التيمي وأبو مراوح الغفاري وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعبد الرحمن بن حجيرة الخولاني وعبد الرحمن بن شماسة المُهري وعطاء بن يسار وحذيفة بن أسيد الغفاري وعبد الله بن عمر بن الخطاب وأبو مسلم الخولاني وربعي بن حراش وزر بن حبيش وأبو سالم الجيشاني وعبد الرحمن بن غنم الأشعري وقيس بن عباد البصري وسويد بن غفلة وصعصعة بن معاوية التميمي وعبد الله بن شقيق العقيلي وعبيد بن عمير الليثي وغضيف بن الحارث وعاصم بن سفيان الثقفي وعبيد بن الخشخاش وأبو مسلم الجذمي وموسى بن طلحة بن عبيد الله وأبو الشعثاء المحاربي ومورق العجلي وأبو الأحوص المدني مولى بني ليث وأبو بصرة الغفاري وأبو العالية الرياحي ويزيد بن الحوتكية وجسرة بنت دجاجة العامرية وأسامة بن سلمان وأهبان (ابن امرأة أبي ذر).. وزيد بن يثيع وسلمة بن الأكوع وشهر بن حوشب وعبد الله بن وديعة الأنصاري وعمرو بن بجدان العامري وعمرو بن ميمون ومالك بن زبيد الهمداني ومرثد الذماري ومعاوية بن حديج ونعيم بن قعنب ويحيى بن معمر وأبو تميم الجيشاني وأبو زرعة بن عمرو بن جرير وأبو سريحة الغفاري وأبو سلام الأسود وأبو عبد الله الجسري وأبو عبد الرحمن الحبلي وأبو علي الأزدي وأبو مروان الأسلمي.. (منقول)..
- أحاديثه: عدّ بقي بن مخلد في مسنده مائتين واحدا وثمانين حديثًا لأبي ذر.. اتفق البخاري ومسلم على اثني عشر حديثًا منها.. وانفرد البخاري بحديثين.. ومسلم بتسعة عشر حديثًا.. كما روى له الجماعة في كتبهم..
رابع عشر.. في وفاته رضي الله عنه.. فكانت وفاته سنة احدى وثلاثين.. أو اثنين وثلاثين.. وصلى عليه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.. ثم مات بعده في ذلك العام في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه.. و يذكر أن أبا ذر قد ترك من الذرية بنتًا واحدة ضمها عثمان بن عفان إلى عياله بعد وفاة أبي ذر..
أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.