في جهاد الصحابة.. الحلقة الثالثة والأربعون بعد المائة “أبو هريرة”
في جهاد الصحابة..
الحلقة الثالثة والأربعون بعد المائة.. أبو هريرة.. ( أبو الرواة ) -8
بقلم/ مجدي سـالم
حادي عشر.. بقية.. مواقف لأبي هريرة في حياته..
- وسمعت أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:” إن هلاك العرب بيدي فتية من قريش” قال الراوي: قال مروان بن الحكم: بئس والله الفتية هؤلاء.. وروى البخاري الشطر الأخير منه.. وزاد في روايته: قال أبو هريرة: إن شئت أن أسميهم بني فلان.. وبني فلان..
( وترك تسمية أبي هريرة رضي الله عنه لأولئك الأمراء لا ينبني عليه عمل.. وهو من باب ترك ما يؤدي إلى الفتنة.. - روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ” حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاءين: فأما أحدهما فبثثته.. وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم”.. قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري:
“حمل العلماء الوعاء الذي لم يبثه على الأحاديث التي فيها تبيين أسامي أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم.. وقد كان أبو هريرة يكني عن بعضه ولا يصرح به خوفا على نفسه منهم”.. - وأيضا لم يحدث أبو هريرة رضي الله عنه الناس بما لا تبلغه عقولهم.. وهذا من حكمة أبي هريرة رضي الله عنه.. روى ابن سعد في الطبقات الكبير: عن أبي هريرة أنه كان يقول: لو أنبأتكم ما أعلم.. لرماني الناس بالخرف.. وقالوا: أبو هريرة مجنون..
- وروى ابن سعد أيضا عن الحسن قال: قال أبو هريرة: لو حدثتكم كل ما في كيسي.. لرميتموني بالبعر.. قال الحسن: صدق.. والله لو حدثهم أن بيت الله يهدم أو يحرق ما صدقه الناس.. وروى الحاكم عن أبي رافع قال: سمعت أبا هريرة يقول: حفظت من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث ما حدثتكم بها.. ولو حدثتكم بحديث منها لرجمتموني بالأحجار.. وهو نفس السياق..
- وكان أبو هريرة طيب الأخلاق كريما.. شديد التواضع.. قال عبد الله بن رباح: سافرنا مع أبي هريرة فكان يكثر أن يدعونا للطعام إلى رحله.. وقال أبو رافع: كان مروان قد استخلف أبا هريرة على المدينة.. فيركب حمارا ببرذعة.. وفي رأسه خلبة من ليف.. فيسير.. فيلقى الرجل.. فيقول: الطريق! قد جاء الأمير. وربما أتى الصبيان وهم يلعبون بالليل لعبة الأعراب.. فلا يشعرون حتى يلقي نفسه بينهم.. ويضرب برجليه الأرض يريد بذلك أن يضحكهم.. فيفزع الصبيان منه.. ويفرون ههنا وههنا يتضاحكون..
- وكان أبو هريرة إذا طلب من أهله طعاما يقول: هل عندكم شيء؟ فإن قالوا: لا.. قال: فإني صائم.. أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم..
ثاني عشر.. في شدة خوف أبي هريرة من الله سبحانه: - كان أبو هريرة رضي الله عنه شديد الخوف من الله.. وإنما العلم الخشية.. قال سبحانه وتعالى: ” إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ” (فاطر: 28)
- وعن ميمون بن ميسرة قال: كانت لأبي هريرة صيحتان في كل يوم: أول النهار وآخره.. يقول: ذهب الليل وجاء النهار.. وعرض آل فرعون على النار.. فلا يسمعه أحد إلا استعاذ بالله من النار..
- وروى ابن المبارك عن سلم بن بشير: أن أبا هريرة بكى في مرضه.. فقيل: ما يبكيك؟
قال: ما أبكي على دنياكم هذه.. ولكن على بعد سفري.. وقلة زادي.. وأني أمسيت في صعود.. ومهبطه على جنة أو نار.. فلا أدري إلى أيهما يؤخذ بي.؟ - وروى ابن سعد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه دخل على أبي هريرة وهو مريض فقال:
اللهم اشف أبا هريرة.. فقال أبو هريرة: اللهم لا ترجعني. قال فأعادها مرتين. فقال له أبو هريرة: يا أبا سلمة إن استطعت أن تموت فمت.. فو الذي نفس أبي هريرة بيده ليوشكن أن يأتي على العلماء زمن يكون الموت أحب إلى أحدهم من الذهب الأحمر.. أو ليوشكن أن يأتي على الناس زمان يأتي الرجل قبر المسلم فيقول: وددت أني صاحب هذا القبر.. وفيه قول.! - روى مالك عن المقبري قال: قال أبو هريرة في مرضه الذي مات فيه: اللهم إني أحب لقاءك.. فأحب لقائي..
- روى ابن سعد.. بإسناده.. قال: لما نزل بأبي هريرة الموت قال: لا تضربوا على قبري فسطاطا ولا تتبعوني بنار فإذا حملتموني فأسرعوا.. فإن أكن صالحا تأتون بي إلى ربي.. وإن أكن غير ذلك فإنما هو شيء تطرحونه عن رقابكم..
- روى ابن سعد عن نافع قال: كنت مع عبد الله بن عمر في جنازة أبي هريرة.. وابن عمر يمشي أمامها ويكثر الترحم عليه ويقول: كان ممن يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.