في جهاد الصحابة.. الحلقة الثالثة والسبعون بعد المائة.. رافع بن مالك.. العقبي
في جهاد الصحابة..
الحلقة الثالثة والسبعون بعد المائة.. رافع بن مالك.. العقبي النقيب شهيد أحد -1
بقلم/ مجدي سـالم
أولا.. مقدمة.. وفي نسبه..
- هو رَافِعُ بن مَالك بن العَجْلان بن عمرو بن عامر بن زُرَيق بن عامر بن زُرَيق بن عبد حارثة بن مالك بن غَضْب بن جُشَم بن الخَزرج الأنْصَارِيّ الخَزْرَجِيّ الزُّرَقي.. أخرجه أبو موسى عن أبي حفص بن شاهين بإسناده.. عن سعد بن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري..
- وأمّه ماويّة بنت العَجْلان بن زيد بن غَنْم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج.. وزوجته
أم مالك أخت عبد الله بن أبي ابن سلول.. وقد أسلمت أم مالك وبايعت رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وتزوجت أم مالك برافع بن مالك فولدت له رفاعة وخلادا ابني رافع وقد شهدا بدرا كما سيأتي..
- كان رافع بن مالك من الكَمَلة.. وكان الكامل في الجاهليّة الذي يكتب ويُحْسن العومَ والرميَ.. وكان رافع كذلك.. وكانت الكتابة في القوم قليلًا..
- رافع بن مالك هو أحد الستة النقباء في لقاء الستة المتقدمين بالعقبة.. فهو قديم الإسلام.. وهو أحد الاثني عشر في بيعة العقبة الأولى .. وهو أحد السبعين في بيعة العقبة الثانية هو ومعاذ بن عفراء من الخزرج..
وبايعهم رسول الله على حرب الأحمر والأسود.. واشترط على القوم لربه.. وجعل لهم على الوفاء بذلك الجنة.. وكان فيهم رافع بن مالك نقيباً.. - كان هو ومعاذ بن عفراء أول خزرجيين أسلما.. حسب ما قاله أبو نعيم.. وروى عاصم بن عمر بن قتادة.. عن أشياخ من قومه.. قال: لما لقي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم النفر الستة من الأنصار من الخزرج بمكة وجلسوا معه.. فدعاهم إلى الله عز وجل.. وعرض عليهم الإسلام.. وتلا عليهم القرآن وذكرهم.. وقال: كان من زريق بن عامر: رافع بن مالك بن العَجْلان.. فلما قدموا المدينة ذكروا لقومهم الإسلام ودعوهم إليه.. ففشا فيهم.. فلم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذِكْر من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم..
- وروي أنه قد (آخَى رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بَيْنَ رَافِعِ بْنِ مَالِكٍ الزُّرَقِيِّ وَبَيْنَ سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.. فَهَؤُلاءِ النُّقَبَاءُ مِنَ الأَنْصَارِ الَّذِينَ نَقَّبَهُمْ رَسُولُ الله – صلى الله عليه وسلم – على قدومهم لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ وَهُمُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلا) .. منقول
ثانيا.. في جهاد رافع بن مالك.. - روى الْبُخَارِيُّ من طريق يحيى بن سعيد.. عن معاذ بن رفاعة بن رافع ـ وكان رفاعة أي الإبن من أهل بَدْر.. وكان رافع من أهل العقَبة.. وكان رافع يقول لابنه رفاعة: (ما يسرني أني شهدت بَدْرًا بالعقبة) ..
- وروى عن محمد بن يزيد.. عن رجاله أنه قال: رافع بن مالك أحد النقباء الاثني عشر.. وأحد من شهد العقبة من السبعين.. وروي أنه لم يشهد بدرًا ( وقال ابن منده عن ابن إسحاق: إن رافعاً شهد بدراً.. وقال أبو عمر عن ابن إسحاق: إنه لم يشهد).. والثابت أنه شهدها إبناه رفاعة وخلاد.. وهناك حديث له يؤكد أنه شهد بدرا..
- روى أبو جعفر بإسناده.. عن محمد بن سعد أنه قال: رافع بن مالك الزرقي.. يكنى أبا مالك.. كان عقبيًا نقيبًا عن آل زريق.. وأنه قتل يوم أحد.. وقال أبو عمر: أن النقباء الستة قتلوا كلهم..
ثالثا.. ما بعد العقبة.. - في أخذه للقرآن.. فأنّ رافع بن مالك لما لقي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بالعقبة أعطاه ما أنزل عليه في العشر سنين التي خلت.. فقدم به رافع المدينة.. ثم جمع قومه فقرأ عليهم في مسجده.. ويروى ابن إسحاق: أن رافع بن مالك هاجر إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم.. وأقام معه بمكة.. فلما نزلت سورة طه كتبها.. ثم أقبل بها إلى المدينة فقرأها على بني زريق.. ثم بنى مسجد بني زريق وهو أول مسجد قرئ فيه القرآن في المدينة المنورة.. وروي أنه قد عجب النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من اعتدال القبلة التي وضعها ابن مالك..
رابعا.. في روايته للحديث.. (منقول) - عَنْ رَافِعِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَطَسْتُ.. فَقُلْتُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ.. مُبَارَكًا عَلَيْهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى.. فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصَرَفَ.. فَقَالَ: «مَنِ الْمُتَكَلِّمُ فِي الصَّلَاةِ؟» فَقُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ.. قَالَ: «فَكَيْفَ قُلْتَ؟» قَالَ: قُلْتُ الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ مُبَارَكًا عَلَيْهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى.. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدِ ابْتَدَرَهَا بَضْعَةٌ وَثَلَاثُونَ مَلَكًا أَيُّهُمْ يَصْعَدُ بِهَا»..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.