في جهاد الصحابة الحلقة الثالثة والستون بعد المائة ..سعد بن عبادة “حامل راية الأنصار 1… مجدى سالم
في جهاد الصحابة.. بقلم/ مجدي سـالم
الحلقة الثالثة والستون بعد المائة.. سعد بن عبادة.. (حامل راية الأنصار) – 1
أولا.. مقدمة وفي نسبه..
- هو سعد بن عبادة الأنصاري الساعدي الخزرجي ويكنى(أبو ثابت.. وقيل أبو قيس).. وأمُّه عمرة بنت مسعود وهي من المبايعات.. وقد توفيت بالمدينة في زمن النبي سنة خمس..
- وكان يكتب بالعربية في الجاهلية.. وكان يحسن العوم والرمي؛ ولذلك سُميَ الكامل..
- هو زعيم الخزرج قبل الإسلام وهوصحابي أسلم مبكرا.. وشهد بيعة العقبة.. وعاش إلى جوار رسول الله صلىالله عليه وسلم..
ثانيا.. في تعذيب قريش لسعد بن عبادة.. - سعد بن عبادة ينفرد بين الأنصار جميعا بأنه حمل نصيبه من تعذيب قريش.. الذي كانت تنزله بالمسلمين في مكة.. وذلك بعد أن تمت بيعة العقبة سراً.. وأصبح الأنصار يتهيئون للسفر.. علمت قريش بما كان من مبايعة الأنصار واتفاقهم مع الرسول على الهجرة إلى المدينة حيث يقفون معه ومن ورائه.. جن جنون قريش فراحت تطارد الركب المسافر حتى أدركت من رجاله سعد بن عبادة.. فأخذه المشركون.. وربطوا يديه إلى عنقه بشراك رحله وعادوا به إلى مكة.. حيث احتشدوا حوله يضربونه وينزلون به ما شاءوا من العذاب..
- شهد سعد بن عبادة بيعة العقبة مع السبعين من الأنصار.. وكان أحد النقباء الإثنى عشر..
- كان سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو وأبو دجانة.. لما أسلموا.. يكسرون أصنام بني ساعدة..
- فعن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل .. قال : جاء سعد بن عبادة .. والمنذر بن عمرو يمتاران لأهل العقبة وقد خرج القوم .. فنذر بهما أهل مكة فأخذوا سعدا.. وأفلت المنذر.. قال سعد رضي الله عنه.. فضربوني حتى تركوني كأني نصب أحمر – (يحمر النصب من دم الذبائح عليه) – قال : فخلا رجل كأنه رحمني .. فقال : ويحك! أما لك بمكة من تستجير به ؟ قلت : لا.. إلا أن العاص بن وائل قد كان يقدم علينا بالمدينة فنكرمه.. فقال رجل من القوم : ذكر ابن عمي .. والله لا يصل إليه أحد منكم . فكفوا عني .. وإذا هو عدي بن قيس السهمي..
ثالثا.. في حضوره غزوة بدر وجهاده.. - قال أبو الأسود : عن عروة إنه شهد بدرا .. وقال جماعة : ما شهدها.. وقال ابن سعد أنه كان يتهيأ للخروج إلى بدر .. وكان يأتي دور الأنصار يحضهم على الخروج ويقال أنه نهش.. فأقام.. فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – : ” لإن كان سعد ما شهد بدرا .. لقد كان حريصا عليها”..
وقال البخاري في ” تاريخه ” : إنه شهد بدرا . وتبعه ابن منده .. - يروي حماد بن سلمة.. عن ثابت .. عن أنس .. قال : لما بلغ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إقفال أبي سفيان بالعير قال صلى الله عليه وسلم: ” أشيروا علي” .. فقام أبو بكر .. فقال : اجلس .. فقام سعد بن عبادة فقال : (لو أمرتنا يا رسول الله أن نخيضها البحر لأخضناها .. ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا)..
- يروي أبو حذيفة.. حدثنا سفيان.. عن ابن عباس.. قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوم بدر..” من جاء بأسير فله سلبه “.. فجاء أبو اليسر بأسيرين.. فقال سعد بن عبادة.. (يا رسول الله.. حرسناك مخافة عليك.. فنزلت يسألونك عن الأنفال) .
- وضع سعد قوته ومهارته في خدمة الإسلام.. فقد كان يجيد الرمي.. وفي غزواته مع الرسول صلى الله عليه وسلم كانت فدائيته حازمة وحاسمة.. يقول ابن عباس أنه كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المواطن كلها رايتان.. مع علي بن أبي طالب راية المهاجرين.. ومع سعد بن عبادة راية الأنصار”..
رابعا.. في كرم سعد بن عبادة..
قال صلى الله عليه وسلم: “وكان عقبيا نقيبا سيدا جوادا”.. والحقيقة أنه كان سعد جوادا بالفطرة وبالوراثة فهو ابن عبادة بن دليم بن حارثة الذي كانت شهرة جوده في الجاهلية أوسع من كل شهرة.. - ولقد صار جود سعد في الإسلام آية من آيات إيمانه.. فقد قال الرواة عن جوده هذا أنه لما قدم النبي – صلى الله عليه وسلم- المدينة كان سعد يبعث إليه كل يوم جفنة من ثريد اللحم أو ثريد بلبن أو غيره .. فكانت جفنة سعد تدور مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في بيوت أزواجه..
- ويروي الأوزاعي.. عن يحيى بن أبي كثير.. كان للنبي – صلى الله عليه وسلم – من سعد كل يوم جفنة تدور معه حيث دار.. وكان سعد يقول : اللهم ارزقني مالا ; فلا تصلح الفعال إلا بالمال ..
- كان سعد يسأل ربه دائما المزيد من خيره ورزقه.. وكان يقول.. ( اللهم إنه لا يصلحني القليل.. ولا أصلح عليه).. ومن أجل هذا كان خليقا بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم له..
” اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة “..
أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.