في جهاد الصحابة… الحلقة الثالثة والعشرون بعد المائة.. عياش بن أبي ربيعة المخزومي.. ” البار بقسم أمه ” -3

في جهاد الصحابة…
الحلقة الثالثة والعشرون بعد المائة.. عياش بن أبي ربيعة المخزومي.. ” البار بقسم أمه ” -3

بقلم مجدي سـالم

خامسا.. بقية.. في روايته للحديث النبوي..

• روى عَيّاش بن أبي ربيعة عن النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم أنه قال..‏‏: “‏لَا تَزَالُ هَذِهِ الأُمَّةُ بِخَيْرٍ مَا عَظَّمُوا هَذِهِ الْحُرْمَةَ حَقَّ تَعْظِيمِهَا‏ (يعني الكعبة والحرم) ‏فَإِذَا ضَيَّعُوها هَلَكُوا”.. روى عنه أنس بن مالك.. وعبد الرحمن بن سابط.. وأرسل عنه عمر بن عبد العزيز ونافع مولى ابن عمر..
• وعن عياش رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “تخرج ريحٌ بين يدي الساعة تقبض فيها أرواح كل مؤمن”..
• كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو لعياش ولكل المستضعفين في مكة وكان عياش في المحبس.. حتى أننه صلى الله عليه وسلم قد سماه في القنوت ودعا له بالنَّجاة.. فعن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركعة الآخرة يقول: “اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة.. اللهم أنج سلمة بن هشام.. اللهم أنج الوليد بن الوليد.. اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين.. اللهم اشدد وطأتك على مضر.. اللهم اجعلها سنين كسني يوسف”..
• وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله”. قال ابن أبي الزناد عن أبيه: هذا كله في صلاة الصبح..
  سادسا.. في جهاد عياش بن أبي ربيعة..
• كان عَيَّاش بن أبي ربيعة يلقب بلقب” ذي الرُّمْحين”.. في إشارة إلى الطريقة التي كان يقاتل بها..
• فبعد أن يسر له الله الفرار من محبسه.. قدم المدينة فلم يزل بها إلى أن قُبِضَ النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم..
• ثم خرج إلى الشأم فجاهد ثمّ رجع إلى مكّة فأقام بها إلى أن مات.. ولم يبرح ابنُه عبد الله من المدينة.. وقيل: أسلم عيّاش بن أبي ربيعة قبل دخول رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. دار الأرقم وقبل أن يَدْعُوَ فيها..
• وذكر العَسْكَرِيُّ أنه شهد بَدْرًا.. وفي بدر الكبرى قتل أبو جهل وأمية بن خلف ومجموعة أخرى من صناديد الكفر.. وكأن الله سبحانه قد قدر لعياش أن يرى فيهم جزاء ما غدروا به.. والذي فعلوه بالمؤمنين حتى أخرجوهم من ديارهم وسلبوا أموالهم.. وهكذا صدق قول الحق سبحانه: “وكان حقاً علينا نصر المؤمنين”..
• وأن عياش قد استشهد باليرموك.. في أرض الشام.. وهناك رواية أنه استشهد باليمامة.. والأولى أولى..
  سابعا.. النبي صلى الله عليه وسلم يُقر رأي عياش بن أبي ربيعة:
  عن أبي بكر بن أبي الجهم قال.. سمعت فاطمة بنت قيس تقول..
• أرسل إلي زوجي أبو عمرو بن حفص بن المغيرة.. عياش بن أبي ربيعة.. بطلاقي.. وأرسل معه بخمسة آصع تمر وخمسة آصع شعير.. فقلت: أما لي نفقة إلا هذا ولا أعتد في منزلكم.؟ قال: لا..
• قالت.. فشددت علي ثيابي وأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “كم طلقك”.. قلت: ثلاثًا..
• قال: “صدق – يعني عياشًا- ليس لك نفقة.. اعتدي في بيت ابن عمك ابن أم مكتوم فإنه ضرير البصر تلقي ثوبك عنده.. فإذا انقضت عدتك فآذنيني”..
• قالت: فخطبني خطاب منهم معاوية وأبو الجهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن معاوية ترب خفيف الحال وأبو الجهم منه شدة على النساء أو يضرب النساء أو نحو هذا ولكن عليك بأسامة بن زيد..
• وحدثني إسحق بن منصور إلى أبو بكر بن أبي الجهم قال: دخلت أنا وأبو سلمة بن عبد الرحمن على فاطمة بنت قيس.. فسألناها.. فقالت كنت عند أبي عمرو بن حفص بن المغيرة فخرج في غزوة نجران.. وساق الحديث بنحو حديث ابن مهدي.. وزاد أنها قالت فتزوجته.. فشرفني الله بأبي زيد وكرمني الله بأبي زيد..
  ثامنا.. في استشهاد عياش بن أبي ربيعة:
• يروى أنه مات في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الأعلام: عتبة بن غزوان.. والعلاء بن الحضرمي .. وعياش بن أبي ربيعة..
• كان من خلقه الإيثار . وفي قصة موته خير شاهد على ذلك.. فعن حبيب بن أبي ثابت.. أن الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وعياش بن أبي ربيعة ثبتوا يوم اليرموك.. (حتى فاض بهم العطش).. فدعا الحارث بشراب فنظر إليه عكرمة فقال: ادفعوه إلى عكرمة.. فدفعه إليه.. فنظر إليه عياش بن أبي ربيعة فقال عكرمة: ادفعوه إلى عياش فما وصل إلى أحد منهم حتى ماتوا جميعا وما ذاقوه..
• قال ابن قانع والقراب وغيرهما: مات سنة خمس عشرة هجرية بالشام في خلافة عمر بن الخطاب..
  غفر الله لعياش بن أبي ربيعة ولكل شهداء الدعوة والجهاد..
  .. أراكم غدا إن شاء الله..