في جهاد الصحابة..الحلقة الثالثة و الخمسون ..العباس بن عبد المطلب
بقلم/ مجدي سـالم
الحلقة الثالثة والخمسون.. العباس بن عبد المطلب.. رضي الله عنه.. “١”
أولا.. مقدمة..
هو العباس بن عبد المطلب الهاشمي القرشي و يكنى بأبي الفضل وهو من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وهو ثاني من أسلم من أعمامه العشرة إذ لم يسلم منهم سواه وحمزة بن عبد المطلب كما أنه عديله فزوجة النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة بنت الحارث هي أخت زوجته لبابة الكبرى بنت الحارث و أُمّه هي أم ضرار نتيلة بنت جناب النمرية.. ولد في مكة المكرمة قبل عام الفيل بثلاث سنوات أي عام 56 ق.هـ
1- أمه تكسو الكعبة.. حين ضاع وهو صغير.. فنذرت أمه نتيلة بنت جناب إن وجدته أن تكسو البيت بالحرير والديباج وأصناف الكسوة.. فحين وجدته أوفت بنذرها.. فكانت أوّل من فعل هذا..
2- في السقاية.. كانت له عمارةُ البيت الحرام والسّقاية في الجاهلية.. وهو شرف لا يدانيه شرف عند العرب.. ولها قصة.. فقد كان العباس في الجاهلية رئيسًا وسيدًا في قريش.. فأما عمارة المسجد الحرام فإنه كان لا يدع أحدًا يسب في المسجد الحرام.. ولا يقول فيه هجرًا لا يستطيعون لذلك امتناعًا.. لأن ملأ قريش كانوا قد اجتمعوا وتعاقدوا عَلَى ذلك.. فكانوا له أعوانًا عليه”. وكان قد تولى عبد المطلب بن هاشم السقاية بعد أن حفر زمزم.. ثم انتقلت بعده إلى ولده أبو طالب..فكانت له حاجة بعض السنين.. فاستدان من أخيه العباس عشرة آلاف درهم إلى الموسم التالي.. فأنفقها أبو طالب على الحجيج ذلك العام فيما يتعلق بالسقاية.. وفي العام الذي يليه لم يكن مع أبي طالب شيء..
فقال لأخيه العباس: “أقرضني أربعة عشر ألفًا أيضا إلى العام المقبل لأعطيك جميع مالك.. فقال له العباس: بشرط إن لم تعطني تترك السقاية لأكفلها؟ فقال نعم”.. فلما أتى العام التالي لم يكن مع أبي طالب شيء ليعطيه لأخيه العباس فترك له السقاية.. ثم انتقلت من بعده لولده عبد الله بن عباس.. واستمر ذلك في بني العباس.. ثم ترك بنو العباس ذلك بعد توليهم الخلاقة ثم انتقلت بعد ذلك إلى آل الزبير الذين كانت تعهد اليهم من قبل العباسيين.. ولاتزال السقاية في عقبه ويعرفون اليوم بآل عباس الهاشميين المكيين ويتوارثون حصص في السقاية المعروفة اليوم بمكتب الزمازمة الموحد..
3- شهد قبل أن يسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة ليشدد له العقد.. ولم يكن قد أسلم بعد..
4- العباس أسيرا.. شَهِد غزوة بدرمقاتلا في جانب قبيلة قريش ويبدو أنه كان مُكرهًا بحكم العشيرة فأُسر ثم فدا نفسه ثمّ رجع إلى مكة..
5- في إسلامه.. قيل أنه أسلم قبل عام الفتح بقليل وقيل أنه أسلم وبقي في مكة..
6- في غزوة حنين.. كان ممن ثبت في غزوة حنين مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان يعظمه ويكرمه بعد إسلامه وقال فيه: “إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى اتَّخَذَنِي خَلِيلا.. كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا.. وَمَنْزِلِي وَمَنْزِلُ إِبْرَاهِيمَ فِي الْجَنَّةِ تُجَاهَيْنِ.. وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مُؤْمِنٌ بَيْنَ خَلِيلَيْنِ”
7- أل البيت.. ويذكر أن آل العباس من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين حرمت عليهم الصدقة.
8- تنسب إلى العباس الدولة العباسية التي تولت الخلافة بعد بني أمية وجعلوا من بغداد عاصمة لهم..
9- عمارة البيت الحرام.. يروى أنه نزلت في العباس آية” أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ”.. من سورة التوبة.. وقد روى ابن كثير عن علي بن أبي طلحة أنَّ ابن عباس قال في تفسيرها: “نزلت في العباس بن عبد المطلب حين أُسِر يوم بدر قال: “لئن كنتم سبقتمونا بالإسلام والهجرة والجهاد.. لقد كنا نعمر المسجد الحرام ونسقي الحاج ونفك العاني” فقال الله تعالى : ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ﴾ إلى قوله: ﴿وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ يعني أن ذلك كان في الشرك.. ولا أقبل ما كان في الشرك..
10- لقب “ساقي الحرمين.. في عام الرمادة.. وحيث أصاب العباد والبلاد قحط وبيل.. خرج أمير المؤمنين عمر والمسلمون معه الى الفضاء الرحب يصلون صلاة الاستسقاء.. ووقف عمر وقد أمسك يمين العباس بيمينه.. ورفعها صوب السماء وقال: ” اللهم إنا كنا نسقى بنبيك وهو بيننا.. اللهم وانا اليوم نستسقي بعمّ نبيّك فاسقنا”.. ولم يغادر المسلمون مكانهم حتى حاءهم الغيث.. وهطل المطر وأقبل الصحابة على العباس يعانقونه.. ويقبّلونه.. ويتبركون به وهم يقولون : ” هنيئا لك .. ساقي الحرمين ” ..انه العباس عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم 11- كان الرسول يجلّه بقدر ما كان يحبه.. وكان يمتدحه ويطري سجاياه قائلا : ” هذه بقيّة آبائي “..
..أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.