في جهاد الصحابة.. بقلم/ مجدي ســالم الحلقة الثامنة والأربعون بعد المائة.. خالد بن حزام.. (أجره على الله)..
أولا.. مقدمة.. وفي نسبه:
- خالد بن حزام كان قديم الإسلام بمكّة.. وهو إبن عم الزبير بن العوام.. ونال ماطال بقية الصحابة من عنت كفار قريش وممارساتهم.. حسب ما جاء في (الطبقات الكبير)
- نزل فيه وفي من كانوا معه في الهجرة إلى الحبشة قول الحق.. اقرأ من سورة النساء.. ” لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95)
دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (96)
إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97)
إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98)
فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (99)
وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (100)”..
فهكذا فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن.. ووضعوه في موضعه الصحيح على الأرض.. فحين ضاقت مكة على الصحابة السابقين إلى الإسلام.. تحت وطأة التعذيب والتضييق عليهم من كفار قريش.. كانت أرض الله واسعة وكانت الهجرة إلى الحبشة.. حيث الملك الذي لا يظلم عنده أحد يومها وهو “النجاشي”..
هاجر الصحابة بزوجاتهم وعائلاتهم.. ومنهم من فقد حياته سواء في الطريق أو أثناء المقام بالحبشة.. ومن هؤلاء كان الصحابي صاحب هذه الحلقة.. خالد بن حزام.. رضي الله عنه.. فقد حياته في الطريق.. فوقع أجره على الله..
- روى أبو عبد الله الأصبهاني.. و محمد بن عمر عن محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري .. عن الزبير .. عن داود بن الحصين.. فيمن هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية وفيهم خالد بن حزام.. فنهشته حية في الطريق فمات .. قال محمد بن عمر : فحدثني المغيرة بن عبد الرحمن الأسدي .. أخبرني أبي قال..
فيه نزلت ( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله .. الآية).. - هو خَالِد بن حِزَام بن خُوْيلد بن أسَد بن عَبْد العُزَّى بن قُصَيَّ بن كلاب.. القُرَشِيّ الأسدي..
- أخو حَكيم بن حِزام.. وابن أخي خديجة بنت خويلدأم المؤمنين.. رضي الله عنها.. حسب أسد الغابة..
- أمّه أمّ حَكيم.. واسمها فاختة بنت زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العُزّى بن قُصيّ..
- من نسله الضحّاك بن عثمان والمغيرة بن عبد الرحمن الحِزَاميّ وكلاهما قد حمل العِلْمَ ورواه..
ثانيا.. في استشهاده رضي الله عنه.. رواية أخرى.. - عن هشام بن عروة.. عن أبيه.. عن الزبير بن العوَّام.. فذكر ما تقدم.. وزاد: قال الزُّبَيْرُ وهو إبن عمه: ( وكنْتُ أتوقع خروجَه.. وأنتظر قدومَه وأنا بأرض الحبشة.. فما أحزنني شيء كما أحزنني لوفاته حين بلغتني: لأنه كان من بني أَسَد بن عبد العزى.. ولم يكن بقي معي أحد منهم بأرض الحبشة).. يقصد الهجرة الثانية..
- وقال الزُّبَيْرُ بْن بَكَّارٍ في كتاب (النسب):
( حدثني عَمِّي مصعب.. عن غير واحد من آل حِزَام.. عن الواقديّ وعن المغيرة بن عبد الله الحِزَامي.. أنَّ خالد بن حِزام خرج من مكّة مهاجِرًا.. وبلغ الزبير خبر خروجه للهجرة.. فسُرَّ بذلك.. فمات خالد في الطريق.. فنزلت فيه الآية).. - وفي القول المشهور أن الذي نزلت فيه هذه الآية هو جُندب بن ضمرة.. وقال الطَّبَرِيُّ: أنه انفرد الواقدي بقوله: ( إنه هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية فنهش في الطريق فمات قبل أن يدخل الحبشة.. كذا قال.. وفيه نظر لرواية الزبير عن مُصعب بموافقة الواقديّ.. حسب (الإصابة في تمييز الصحابة)..
رحم الله خالد بن حزام.. وأرضاه..
.. ألقاكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.