في جهاد الصحابة الحلقة الثامنة والتسعون…أبو حذيفة بن عتبة “المؤمنون هم أهلك”
في جهاد الصحابة…الحلقة الثامنة والتسعون.. أبو حذيفة بن عتبة.. “المؤمنون هم أهلك”
بقلم مجدي سـالم
الحلقة الثامنة والتسعون.. أبو حذيفة بن عتبة.. “المؤمنون هم أهلك”
أولا.. مقدمة..
- هو أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي..
- هو أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلمّ السابقين.. ولد في مكة وكان يعتبر من أغنيائها وأشرافها..
- كان أبوه عتبة بن الربيع من سادة قريش في الجاهليّة وقد مات قبل أن يسلم..
- أمّا أمه فهي فاطمة بنت صفوان بن أمية.. وأخته هي هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان.. وأخوه هو الوليد بن عتبة بن ربيعة.. وإبنه هو محمد بن أبي حذيفة وسيأتي الحديث عنه لاحقا..
- كان أبو حُذيفة رجلًا طوالًا حسن الوجه مرادف الأسنان وهو الأثعل.. وكان أحول.. كرواية الطبقات الكبير..
- أسلم أبو حذيفة بن عتبة مبكرا فكان أحد السابقين إلى الإسلام وقبل دخوله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم.. وقد كان من بين الذين هاجروا إلى أرض الحبشة في الهجرة الأولى.. حيث هاجر مع زوجته سهلة بنت سهيل بن عمرو.. وأنجبت هناك ابنه محمد بن أبي حذيفة.. وعاد منها إلى مكة.. فأقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى هاجر إلى المدينة.. وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عباد بن بشر الأنصاري..
- تعرض أبي حذيفة مثل العديد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الى اقسى انواع التعذيب على يد اهلهم.. وما حملهم ذلك على العقوق او رفع السلاح عليهم.. الا اذا كانوا هم البادئين.. وكان الصحابة في موقف دفاع عن النفس كما فعل ابو حذيفة بن عتبة بن ربيعة.. وكان الأذى يصيبه من أهله بينما هو ابن شيخ قريش عتبة بن ربيعة واخته هند بنت عتبة زوجة ابي سفيان بن حرب..
- شهد أبو حذيفة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جميع الغزوات..
- أما قصة زوجة أبو حذيفة بن عتبة ورضاعتها لسالم مولى أبو حذيفة فقد أتت سهلة بنت سهيل بن عمرو زوجة أبو حذيفة بن عتبة ذات يوم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتعرف منه كيف تتصرف مع سالم مولى أبي حذيفة الذي كان أبو حذيفة قد تبناه قبل الاسلام فلما حرم الاسلام التبني جعله اخاه و مولاه فقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنّ سالماً بلغ ما يبلغ الرجال و إنه يدخل علي وأظن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئاً.. فيروى أنه قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم:” أرضِعيه تَحْرُمي عليه” فلما رجعت إليه قالت: (إني قد أرضعته فذهب الذي في نفس أبي حذيفة ).. وفيه قول..
- كما قالت أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إنّما هذه رخصة من رسول الله لسالم خاصة)..
ثانيا.. ولأبي حذيفة موقف شهير في التاريخ.. ففي غزوة بدر كان ابو حذيفة يقاتل في صفوف المسلمين بينما كان أبوه عتبة واخوه الوليد وعمه شيبة يقفون في صفوف المشركين.. فطلب ابو حذيفة مبارزة ابيه.. فنهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك.. كما ان اخته هند انشدت شعرا ذكرت فيه تربية الاب لابنه وحثته على شكره:
فما شكرت أباً رباك من صغر ** حتى شببت شباباً غير محجون
الأحول الأثعل المشؤوم طائره ** أبو حذيفة شر الناس في الدين - فعدل ابو حذيفة عن المبارزة.. وحين انتهت المعركة.. أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسحب القتلى المشركين لتطرح جثثهم في القليب.. روى ابن إسحاق عن عروة بن الزبير.. عن عائشة قالت:
-” لما ألقوا- يعني قتلى المشركين- يوم بدر.. وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم وقال: ”يا عتبة.. ويا شيبة.. ويا أمية بن خلف.. ويا أبا جهل- يعدد كل من في القليب- هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً.. فقد وجدت ما وعدني ربي حقاً”.? فلما رأى ابو حذيفة اباه يرمى في البئر تغير لونه واصابه الحزن.. وعرف النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في وجهه فقال له: “كأنك كاره لما رأيت”.. فقال: يا رسول الله ان ابي كان رجلا سيدا فرجوت ان يهديه ربه الى الاسلام.. فلما وقع ما وقع احزنني ذلك.. فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم.. - وفي رواية يقص ابن إسحاق: ولما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم أن يلقوا في القليب أخذ عتبة بن ربيعة.. فسحب إلى القليب.. فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني – في وجه أبي حذيفة بن عتبة.. فإذا هو كئيب قد تغير لونه.. فقال: “يا أبا حذيفة.. لعلك قد دخلك من شأن أبيك شيء؟” أو كما قال -صلى الله عليه وسلم-.. فقال: لا والله يا رسول الله.. ما شككت في أبي ولا في مصرعه.. ولكنني كنت أعرف من أبي رأياً وحلماً وفضلاً.. فكنت أرجو أن يهديه ذلك إلى الإسلام.. فلما رأيت ما أصابه.. وذكرت ما مات عليه من الكفر بعد الذي كنت أرجو له أحزنني ذلك. فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير.. وقال له خيراً..
.. أراكم غدا إن شاء الله
التعليقات مغلقة.