في جهاد الصحابة..الحلقة الثامنة والثمانون بعد المائة.. جابر بن عبد الله بن حرام السلمي.. راوي الحديث -5 …مجدى سالم
في جهاد الصحابة.. بقلم مجدي سـالم
الحلقة الثامنة والثمانون بعد المائة.. جابر بن عبد الله بن حرام السلمي.. راوي الحديث -5
رابعا.. نكمل ما رواه عنه معاصروه.. بقية..
- وفي معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سداده دين أبيه.. فعن جابر بن عبد الله قال: «… ترك أبي عليه دينًا من التمر.. فاشتدَّ عليَّ بعض غرمائه في التقاضي.. فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا نبيَّ الله.. إنَّ أبي أُصيب يوم كذا وكذا وترك عليَّ دينًا من التمر.. واشتدَّ عليَّ بعض غرمائه في التقاضي.. فأحبُّ أن تُعينني عليه لعلَّه أن ينظرني طائفة من تمره إلى هذا الصرام (الحصاد) المقبل.. فقال صلى الله عليه وسلم: “نَعَمْ آتِيكَ إِنْ شَاءَ اللهُ قَرِيبًا مِنْ وَسَطِ النَّهَارِ”.. فجاء معه حواريه – يقصد أبي بكر الصديق.. ثم قال: “ادْعُ لِي فُلَانًا (لغريمي الذي اشتدَّ عليَّ في الطلب)”.. قال صلى الله عليه وسلم: فجاء.. فقال له صلى الله عليه وسلم: “أَيْسِرْ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ -يعني إلى الميسرة- طَائِفَةً مِنْ دَيْنِكَ الَّذِي عَلَى أَبِيهِ إِلَى هَذَا الصِّرَامِ الْمُقْبِلِ”..
قال: “ما أنا بفاعل”.. واعتلَّ وقال: “إنَّما هو مال يتامى”.. فقال صلى الله عليه وسلم: “أَيْنَ جَابِر”. فقال: “أنا ذا يا رسول الله”. فقال صلى الله عليه وسلم: “كِلْ لَهُ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ سَوْفَ يُوفِيهِ”..
فنظرت إلى السماء فإذا الشمس قد دلكت.. فقال صلى الله عليه وسلم: “الصَّلَاة يَا أَبَا بَكْرٍ”.. فاندفعوا إلى المسجد فقلت لغريمي: “قَرِّب أوْعِيَتَك”.. فكِلْتُ له من العجوة.. فوفَّاه الله عز وجل وفضل لنا من التمر كذا وكذا.. فجئت أسعى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده كأنِّي شرارة.. فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلَّى.. فقلت: يا رسول الله ألم ترَ أنِّي كِلْت لغريمي تمره فوفَّاه الله وفضل لنا من التمر كذا وكذا.. (إنها المعجزات التي تروى عابرة.. لا نقدمها كمصدق للدعوة.. صلى الله عليك وسلم يا حبيبي يا رسول الله) .. - عن جابر بن عبد الله قال.. ولد لرجل منا غلام فسماه القاسم.. فقالت الأنصار لا نكنيك أبا القاسم ولا ننعمك عينا.. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم.. فقال له.. يا رسول الله ولد لي غلام فسميته القاسم.. فقالت الأنصار لا نكنيك أبا القاسم ولا ننعمك عينا.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم..
” أحسنت الأنصار.. سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي فإنما أنا قاسم”.. - وعنه رضي الله عنه قال.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم – وهو يحدث عن فترة الوحي – قال في حديثه.. “فبينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت رأسي.. فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالسا على كرسي بين السماء والأرض.. فجئثت منه فرقا.. فرجعت فقلت زملوني زملوني فدثروني.. فأنزل الله تبارك وتعالى “يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر” وهي الأوثان.. قال ثم تتابع الوحي.
- وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. “أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي.. كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى كل أحمر وأسود.. وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي.. وجعلت لي الأرض طيبة طهورا ومسجدا.. فأيما رجل أدركته الصلاة صلى حيث كان.. ونصرت بالرعب بين يدي مسيرة شهر.. وأعطيت الشفاعة”..
- وعن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله.. قال.. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول.. “لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل”..
-عن جابر بن عبد الله الأنصاري.. قال.. أقبل رجل بناضحين وقد جنح الليل.. فوافق معاذا يصلي فترك ناضحه وأقبل إلى معاذ فقرأ بسورة البقرة أو النساء.. فانطلق الرجل وبلغه أن معاذا نال منه.. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه معاذا.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “يا معاذ أفتان أنت أو – فاتن- ثلاث مرار- فلولا صليت بسبح اسم ربك والشمس وضحاها والليل إذا يغشى.. فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة”. - روى البخاري بسنده عن أبي جعفر.. أنه كان عند جابر هو وأبوه وعنده قوم.. فسألوه عن الغسل فقال يكفيك صاع.. فقال رجل.. ما يكفيني فقال جابر كان يكفي من هو أوفى منك شعرا.. وخير منك.. ثم أمنا في ثوب..
- سبق أن نوهنا عما أورد ابن منده في إسم جابر بن عبد الله.. أن رسول الله صَلّى الله عليه وسلم حضر الموسم.. أي الحج.. وخرج نفر من الأنصار.. منهم أسعد بن زرارة.. وجابر بن عبد الله السلمي.. وقطبة بن عامر؛ وذكرهم.. قال: فأتاهم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ودعاهم إلى الإسلام.. وذكر الحديث.. فظن أن جابر بن عبد الله السلمي هو ابن عبد الله بن عمرو بن حرام.. وليس كذلك.. وإنما هو جابر بن عبد الله بن رئاب.. وقد كان جابر هذا أصغر من شهد العقبة الثانية مع أبيه.. فيكون في أول الأمر رأسًا فيهم.. وهذا بعيد.. على أن النقل الصحيح من الأئمة أنه جابر بن عبد الله بن رئاب.. والله أعلم..
.. نكمل غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.