في جهاد الصحابة الحلقة الثامنة والخمسون بعد المائة “البراء بن معرور”السابق إلي الكعبة2… مجدى سالم
في جهاد الصحابة.. بقلم/ مجدي سـالم
الحلقة الثامنة والخمسون بعد المائة.. البراء بن معرور..(السابق إلى الكعبة)- 2
ثالثا.. في صلاته إلى الكعبة.. بقية..
قال ابن هشام : وقال عون بن أيوب الأنصاري..
ومنا المُصلي أول الناس مُقبلا * على كعبة الرحمن بين المشاعر
يعني البراء بن معرور . وهذا البيت في قصيدة له..
- وحديث الصلاة إلى الكعبة حديث طويل له بقية.. ينظر في موطنه يحكي بيعة العقبة وما دار فيها.. وفي الحديث منقبة للبراء بن معرور وكعب بن مالك..
- ويجب أن نأخذ في الحسبان:
- أولا: ما للكعبة من هوى في نفوس كل البشر.. أثر دعوة إبراهيم عليه الصلاة والسلام.. بإن تهوي النفوس إلى الكعبة وإلى البيت الحرام..
- ثانيا: وما كان من هوى في نفوس العرب منذ الجاهلية.. إلى الكعبة.. وإلى إقامة العبادة في الحرم الشريف..
- ثالثا: أنه صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى.. وقوله “صلى إلى قبلة..” يدل على أنه كان يدرك وقتها أن القبلة إلى تحول.. واقرأ من سورة البقرة.. الآية 143
” وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ”.. - وفي الحديث بالقط إشكال.. وهو إقرار النبي صلى الله عليه وسلم صلاة البراء بن معرور إلى الكعبة قبل أن تكون قبلة للمسلمين.. وعدم أمره بإعادة الصلاة.. وقد أجاب على هذا الإشكال ابن العطار تلميذ النووي بعدة احتمالات في طوايا كلامه عن كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في مكة وقبلته إلى بيت المقدس.. فقال: (واعلم: أنه ينبغي أن نعرف كيف كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يستقبل الكعبة في صلاته.. وهو بمكة؟
فذهب نفر من العلماء: إلى أن صلاته -صلى الله عليه وسلم-.. وهو بمكة.. لم تكن إلى بيت المقدس؛ وإنما صلى إليه بعد مقدمه إلى المدينة.
والذي عليه جمهور العلماء: أنه كان يصلي إلى الشام.
قال الشيخ أبو اليمن بن عساكر الحافظ – رحمه الله-: وسبب الاختلاف في ذلك: أنه -صلى الله عليه وسلم- كان إذا صلى بمكة مستقبلًا بيت المقدس جعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس.. يتحرى القبلتين معًا.. فلم يظهر استقباله بيت المقدس.. ولا توجهه إليه.. حتى هاجر إلى المدينة.. وخرج من مكة.
هكذا روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- من طريق صحيحة.. وقد روى أبو حاتم بن حبان في “صحيحه” في هجرة البراء بن معرور.. وكعب بن مالك إلى مكة.. عام بيعة العقبة.. ما يدل على ذلك.. وهو: أن البراءَ بنَ معرور – رضي الله عنه- رأى ألا يجعل الكعبة وراء ظهره في صلاته.. وأنه شاور في ذلك كعبًا.. فلم يوافقه.. وأنه بقي في نفسه من فعله حتى قدم على النبي -صلى الله عليه وسلم.. كما تقدم..
رابعا.. البراء بن بعرور ومصافحة النبي صلى الله عليه وسلم.. - إن الشرف الذي حازه الصحابي الجليل كان كبيرا.. إذ كان أول من لامست يده من الأوس والخزرج يد النبي صلى الله عليه وسلم.. فكان أول من ضرب على يد رسول الله صلي الله عليه وسلم..
- وبعدها خاطب العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قائلا.. عقب بيعة العقبة الأولي : «يا أبا الفضل اسمع منا.. فسكت العباس بن عبد المطلب.. فقال البراء.. ” لك والله عندنا كتمان ما تحب أن نكتم وإظهار ما تحب أن نظهر.. وبذل مهج أنفسنا ورضا ربنا عنا”..
- وتابع الصحابي الجليل معددا فضائل قومه من أهل يثرب : “إنا أهل حلقة وافرة وأهل منعة وعز.. وقد كنا على ما كنا عليه من عبادة حجر ونحن كذا.. فكيف بنا اليوم حين بصرنا الله ما أعمى على غيرنا وأيدنا بمحمد صلى الله عليه وسلم.. ابسط يدك”.. فكان أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم..
خامسا.. في وفاته ووصيته.. - توفي في صفر قبل قدوم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المدينة بشهر .
- وفي البراء بن معرور والتوصية بثلث ماله للنبي.. تلك الوصية التي تركها الصحابي الجليل والتي كانت قد تضمنت توزيع ماله علي ثلاثة أقسام الأول للنبي.. والثاني جعله في سبيل الله والثالث لابنه .. فلمّا بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم عند قدومه للمدينة ردّ المال إلى الورثة.. وسأل عن مكان قبره.. فأتاه ووقف عنده وكبّر وقال : ” اللهم اغفر له وارحمه.. وأدخله الجنة”..
وبحديثه – صلى الله عليه وسلم.. نودع البراء بن معرور..
.. ألقاكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.