في جهاد الصحابة الحلقة الثانية والثلاثون بعد مائة “أبو أحمد بن جحش الأسدى الخزيمي”الشاعر الكفيف… مجدى سالم
في جهاد الصحابة.. بقلم/ مجدي ســالم
الحلقة الثانية والثلاثون بعد المائة.. أبو أحمد بن جحش الأسدي الخزيمي.. (الشاعر الكفيف)
خامسا.. في آل جحش ونماذج من شعره..
_ آل جحش في الجاهلية.. فقيل أن جحش بن رئاب بن يعمر وقيل أبوه رئاب بن يعمر جاء إلى مكة فطلب الحلف في قريش فدعته بنو أسد بن عبد العزى فحالفها.. فقيل له: أتحالف أشأم بطن في قريش فنقض الحلف منهم.. وحالف بني عبد مناف وقيل أنه حالف بني أمية خاصة دون بني عبد مناف.
وذكروا أن عبد الملك بن مروان ( من بني أمية ) لما كان بمكة تبعه عروة بن الزبير (من بني أسد بن عبدالعزى) فأنشده عروة قول أبي أحمد بن جحش:
أبني أميـة كيـف أظلـم فيكـم … وأنا ابنكم وحليفكم في العسر
ولقد دعاني غيركم فأبيتـــه … وخبأتكم لنوائب الـدهــــر
وعقدت حبلـي في حبالكـــم … عنـد الجمار عشيـة النحـر
فوصلتم رحمي بحقـن دمـي … ومنعتـم عظـمـي من الكسـر
لكم الوفاء وأنتـم أهــل لـه … إذ في بيوت سواكـم الغــدر
منع الرقـاد فيما أغمض سـاعة … همّ يضيق بذكره صــدري
وذلك أن أبا سفيان بن حرب لما هاجر بنو جحش أراد بيع دورهم بمكة فقال أبو أحمد شعرا يرققه ويذكره الحلف.. فلما أمضى بيع دورهم قال يهجوه فلم يلتفت أبو سفيان إلى ترقيقه ولم يحفل بهجائه وأمضى بيع دورهم.. فأنشد أبو أحمد شعراً يلوم أبو سفيان على بيعه داره فقال :
أقطَــعــْـت عَقــدَكَ بَيْنـنــا والجــارِياتِ إلـى ندامَــــةْ
ألا ذَكَــرْتَ لَيـالــيَ العَشْر التــي فيهــا القَسَـامــــــةْ
عَقْــدي وعَقـْـدُكَ قائمٌ أنْ لا عُقــوقَ ولا أَثَــامَـــــــهْ
دارُ ابنِ عَمّــكَ بِعْـتـَهــــا تَشْرى بها عنكَ الغَـرَامَــةْ
إذْهَــــبْ بهـا إذْهَبْ بهــا طُـوّقْتَـهــا طَوْقَ الحَمَامَــهْ
وجَرَيـْتَ فيه إلى العُقوقِ وَأســوَأُ الخلــقِ الزَّعَامــهْ
قد كنــتُ آوي إلــى ذَرًى فيــه المَقامــةُ والسَّلامَـهْ
ما كــان عَقــدُك مِثْلَ مـا عقد ابنُ عمرٍو لابنِ مَامهْ
- قبل الهجرة.. وكان قبل هجرتهم قد كرهت زوجته الفارعة الهجرة للمدينة وحثته على أن يهاجر لغيرها من أرض الله فقال :
لـَمّــا رَأَتْـنِـي أُمّ أَحْـمَـدَ غَــادِيــًا … بِذِمّةِ مَنْ أَخْشَى بِغَيْبِ وَأَرْهَبُ
تـَقُـولُ فَـإِمّــا كُنْــت لَا بُــدّ فَاعِلًا … فَيَمّمْ بِنَا الْبُلْدَانَ وَلِتَنْأَ يَثْــرِبُ
فَقُلْــت لَهَــا بَـلْ يَثْرِبُ الْيَوْمَ وَجْهُنَا … وَمَا يَشَإِ الرّحْمَنُ فَالْعَبْدُ يَرْكَبُ
إلَى اللهِ وَجْهِي وَالرّسُـولِ وَمَنْ يُقِ،مْ … إلَى اللهِ يَوْمًـا وَجْهَهُ لَا يُخَيّــبُ
فَكَمْ قَدْ تَرَكْنَا مِنْ حَمِيمٍ مُـنَـاصِــحٍ … وَنَاصِحَةٍ تَبْكِي بِدَمْعِ وَتَنْـــدُبُ
تَــرَى أَنّ وِتْــرًا نَـأْيُنَـا عَـنْ بِلَادِنَا … وَنَحْنُ نَرَى أَنّ الرّغَائِبَ نَطْلُبُ - ثم في هجرتهم.. فقد قدموا مكة من الحبشة.. ثمهاجروا مرة أخرى إِلَى الْمَدِينَةِ وأوعبوا بنو أسد هجرة لله ورسوله فهاجر كل مسلم من بني أسد بنو جحش وبنو محصن وحلفائهم رجالا ونساء فَنَزَلُوا قباء عَلَى مُبَشِّرِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ رضي الله عنه في بني عمرو بن عوف .. فلذلك يقول أبو أحمد :
وَلَوْ حَلَفَتْ بَيْنَ الصّفَـا أُمّ أَحْمَـدَ … وَمَرْوَتُهَا بِــاَللهِ بَـرّتْ يَـمِـينُـهَـا
لَنَحْـنُ الْأُلـَى كُنّـا بِهَا.. ثُمّ لَمْ نَزَلْ … بِمَكّةَ حَتّــى عَــادَ غَثّـا سَمِينُهَا
بِهَا خَيّمَتْ غَنْمُ بْنُ دُودَانَ وَابْتَنَتْ … وَمَا إنْ غَدَتْ غَنْمٌ وَخَفّ قَطِينُهَا
إلَى اللهِ تَغْدُو بَيْــنَ مَثْنَى وَوَاحِد … وَدِينِ رَسُـولِ اللهِ بِالْحَـقّ دِينُهَا
_ وفي فتح مكة:
يختلف هنا في فتح مكة فقد ثبت أنه شهدها .. لكن حنينه لمكة وحبه لها جعله ينشد فيها أبياتا من الشعر وهي من أرقى شعره وأجمله فيقول :
حبَّذَا مَكَّةُ مِنْ وَادِي بِهَا أهْلـِي وَعُــوَّادِي
بِهَا تَـرْسَخُ أوْتَـادِي بِهَا أمْشِـي بِلاَ هَادِي
وكان صلى الله عليه وسلم يعجب من قوله: بها أمشي بلا هادي.. أراكم غدا إن شاء الله
التعليقات مغلقة.