في جهاد الصحابة.. الحلقة الثانية والخمسون بعد المائة.. أهبان بن أوس الأسلمي
في جهاد الصحابة..
الحلقة الثانية والخمسون بعد المائة.. أهبان بن أوس الأسلمي.. “هل كلمه الذئب.؟”
بقلم مجدي ســالم
أولا.. مقدمة.. وفي نسبه..
هو صحابي قديم الإسلام.. صلى إلى القبلتين.. وكان من أصحاب الشجرة في بيعة الرضوان.. واشتهر بإنه كان اشتكى من ركبتيه.. فكان إذا سجد جعل تحت ركبتيه وسادة..
والحديث في نسبه طويل.. نقطتف منه ما يلي:
- هو أُهْبَان بن الأكوع بن عياذ بن ربيعة الخزاعي. ويقال أُهبان بن عياذ..
- أهبان بن أوس الأسلمي.. ويقال وهبان.. حسب الإصابة في تمييز الصحابة..
- أهْبَان بنُ أوْس الأسلمي.. يعرف بمكلِّم الذئب.. ويكنى أبا عقبة.. وقد سكن الكوفة (وقيل: إن مكلم الذئب هو أهبان بن عياذ الخزاعي)..
- قال ابن منده: هو عم سلمة بن الأكوع.. وكان أهبان يسكن يَبْنَ.. وهي بلاد أسلم.. لذا لقب بالأسلمي..
- أخبرنا محمد بن محمد بن سرايا البلدي.. وغيره.. قالوا: أخبرنا أبو الوقت بإسناده إلى محمد بن إسماعيل.. حتى مجزأة بن زاهر.. عن رجل منهم اسمه أهبان بن أوس.. من أصحاب الشجرة.. التي كان عندها بيعة الرضوان.. وأنه نزل الكوفة وابتنى دارًا في أسلم.. حسب الطبقات الكبير..
- من ولده جعفر بن محمد بن الأشعث بن عقبة بن أُهبان بن الأكْوع. وكان عثمان بن عفّان بعث عقبة بن أهبان بن الأكوع على صَدَقات كلب وبَلَقَين وغسّان. قال هشام: هكذا انتسب لي بعض ولد جعفر بن محمد.. وكان محمد بن الأشعث يقول: أنا أعلم بهذا من غيري.. فكان يقول عقبة بن أُهبان مكلّم الذئب بن عبّاد بن ربيعة بن كعب بن أميّة بن يقظة بن خُزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى.. الطبقات الكبير.
ثانيا.. قصة كلامه مع الذئب.. والعهدة على الراوي.. - ونحن إذ نروي القصة عن رواتها.. ننوه إلى أن المعجزات.. التي رواها أناسي كثر في طريق الدعوة.. لم تمثل في يوم من الأيام دعامة لصدق الدعوة.. وإنما هي تروى عن رواتها.. ونظنها صادقة.. خاصة وأنها لم تستغل من قبل رواتها لتحقيق أي غرض دنيوي.. فقد روى أنَيْس بن عمرو عنه أن أهبان قال: ( كنت في غنم لي فشد الذئب على شاة منها.. فصاح عليه.. فأقعى الذئب على ذنبه وخاطبني وقال: من لها يوم تشتغل عنها؟ أتنزع مني رزقًا رزقني الله: قال: فصفقت بيدي وقلت: ما رأيت أعجب من هذا.. فقال: تعجب ورسول الله في هذه النخلات؟ وهو يومئ بيده إلى المدينة يحدث الناس بأنباء ما سبق وأنباء ما يكون.. وهو يدعو إلى الله وإلى عبادته).. فأتى أهبان إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فأخبره بأمره وأسلم بذلك.. فأمره صلى الله عليه وسلم إذا صلّى العصر أن يحدّث به أصحابه.. ففعل.. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم “صدق في آياتٍ تكون قبل الساعة”..
- ونص القصة كما ذكرها الإمام البخاري في صحيحه في كتاب “فضائل الصحابة”.. فقد أورد أبو نعيم هذا الحديث في هذه الترجمة.. وأورد ابن منده في ترجمة أهبان بن عياذ.. وأما أبو عمر فإنه قال: في هذا: كان من أصحاب الشجرة في الحديبية.. ( يقال أنه مكلّم الذئب.. قال: ويقال: إن مكلم الذئب أهبان بن عياذ.. ولم يرد شيء في نسبه).. وروى عنه يزيد بن معاوية البكائي.. وقال: هو الذي كلمه الذئب.. وقال: إن كان يضحي عن أهله بالشاة الواحدة.. والصحيح أن مكلم الذئب هو أهبان بن أوس الأسلمي..
- وفي رواية أخرج البيهقي عن أبي سعيد.. قال:( بينما راع يرعى بالحرة إذ عرض ذئب لشاة من شياهه.. فحال الراعي بين الذئب والشاة.. فأقعى الذئب على ذنبه.. ثم قال للراعي: ألا تتقي الله.. تحول بيني وبين رزق ساقه الله إليَّ؟! فقال الراعي: العجب من ذئب مقعٍ على ذنبه يتكلم بكلام الإنس؟!! فقال الذئب: ألا أحدثك بأعجب مني؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحرتين يحدث الناس بأنباء ما قد سبق.. فساق الراعي شياهه حتى أتى المدينة.. فزوى إلى زاوية من زواياها.. ثم دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه بحديث الذئب.. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس.. فقال للراعي: «قم فأخبرهم».. قال: فأخبر الناس بما قال الذئب.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صدق الراعي.. ألا أنه من أشراط الساعة كلام السباع للإنس.. والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة.. حتى تكلم السباع الإنس.. ويكلم الرجل شراك نعله.. وعذبة سوطه.. ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده»..
ثالثا.. في حياته بالكوفة ووفاته.. - نزل الكوفة وابتنى دارًا في أسلم.. روى عنه مَجْزَأة بن زاهر الأسلميّ.. حسب الاستيعاب في معرفة الأصحاب.. وقال ابْنُ حِبَّانَ: مات أهبان بن أوس في ولاية المغيرة بن شعبة بالكوفة حيث كان واليًا عليها لمعاوية.. .. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.