في جهاد الصحابة..الحلقة الثانية و الخمسون ..سعيد بن زيد
بقلم مجدي سـالم
الحلقة الثانية والخمسون.. سعيد بن زيد.. رضي الله عنه.. (4)
- روى سعيد بن زيد ثمانية وأربعون حديثا.. اتفقا له على حديثين.. وانفرد البخاري بثالث.. كما أنه من رواة حديث العشرة المبشرين بالجنة فقال: “أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:”رسول الله في الجنة.. وأبو بكر في الجنة.. وعمر في الجنة.. وعلي في الجنة.. وعثمان في الجنة.. وعبد الرحمن في الجنة.. وطلحة في الجنة.. والزبير في الجنة.. وسعد في الجنة.. ثم قال: إن شئتم أخبرتكم بالعاشر.. ثم ذكر نفسه..”..
سابعا.. وهذا حديث مشترك رواه الطبراني في ” المعجم الكبير.. عن زيد بن أبي أوفى – رضي الله عنه -.. قال: ( دخلت على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مسجد المدينة.. فجعل يقول : ” أين فلان.. أين فلان ؟ فلم يزل يتفقدهم ويبعث إليهم حتى اجتمعوا.. فقال : إني محدثكم بحديث فاحفظوه.. وعوه :
” إن الله اصطفى من خلقه خلقا يدخلهم الجنة.. وإني مصطف منكم ومؤاخ بينكم كما آخى الله بين الملائكة.. - قم يا أبا بكر.. فقام.. فقال : إن لك عندي يدا.. إن الله يجزيك بها.. فلو كنت متخذا خليلا لاتخذتك.. فأنت مني بمنزلة قميصي من جسدي..
- ادن يا عمر.. فدنا.. فقال : قد كنت شديد الشغب علينا.. فدعوت الله أن يعز بك الدين أو بأبي جهل.. ففعل الله بك ذلك.. وأنت معي في الجنة ثالث ثلاثة.. ثم آخى بينه وبين أبي بكر..
- ثم دعا عثمان.. فلم يزل يدنيه حتى ألصق ركبته بركبته.. ثم نظر إلى السماء.. فسبح ثلاثا.. ثم قال : إن لك شأنا في أهل السماء.. أنت ممن يرد علي الحوض.. وأوداجه تشخب.. فأقول: من فعل بك هذا ؟ فتقول : فلان..
- ثم دعا عبد الرحمن بن عوف فقال : ادن يا أمين الله.. والأمين في السماء.. يسلطك الله على مالك بالحق.. أما إن لك عندي دعوة قد أخرتها.. قال : خر لي يا رسول الله.. قال : حملتني أمانة.. أكثر الله مالك.. وآخى بينه وبين عثمان..
- ثم دعا طلحة والزبير.. فدنوا منه.. فقال : أنتما حواري كحواري عيسى.. وآخى بينهما..
- ثم دعا سعدا وعمارا . فقال : يا عمار.. تقتلك الفئة الباغية.. ثم آخى بينهما..
- ثم دعا أبا الدرداء وسلمان.. فقال: يا سلمان.. أنت منا أهل البيت.. وقد آتاك الله العلم الأول والعلم الآخر.. يا أبا الدرداء.. إن تنقدهم ينقدوك.. وإن تتركهم يتركوك.. وإن تهرب منهم يدركوك.. فأقرضهم عرضك ليوم فقرك.. ثم آخى بينهما..
- ثم نظر إلى ابن عمر.. فقال : الحمد لله الذي يهدي من الضلالة..
- فقال علي : يا رسول الله.. ذهب روحي.. وانقطع ظهري حين تركتني.. قال : ما أخرتك إلا لنفسي.. وأنت عندي بمنزلة هارون من موسى.. ووارثي.. قال : ما أرث منك ؟ قال : كتاب الله وسنة نبيه.. وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة “.. وتلا” إخوانا على سرر متقابلين”.. .. وإن غرب بعضهم الحديث..
- وذكر ابن سعد في ” طبقاته ” عن الواقدي.. ” لما تحين رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وصول عير قريش من الشام.. بعث طلحة وسعيد بن زيد قبل خروجه من المدينة بعشر.. يتحسسان خبر العير.. فبلغا الحوراء.. فلم يزالا مقيمين هناك.. حتى مرت بهم العير.. فتساحلت.. (أي أخذت طريق الساحل).. فبلغ نبي الله الخبر قبل مجيئهما.. فندب أصحابه.. وخرح يطلب العير.. فتساحلت وساروا الليل والنهار.. ورجع طلحة وسعيد ليخبرا.. فوصلا المدينة يوم الوقعة.. فخرجا يؤمانه.. فضرب لهما رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بسهمهما وأجورهما”..
- وقد شهد سعيد أحدا والخندق والحديبية والمشاهد .. وقد تقدمت عدة أحاديث في أنه من أهل الجنة.. وأنه من الشهداء .. قال عبد الله بن أحمد : سألت أبي عن الشهادة لأبي بكر وعمر أنهما في الجنة.. فقال : نعم.. اذهب إلى حديث سعيد بن زيد..
- حدثنا سفيان.. عن سعيد بن زيد – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ” اسكن حراء فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد ” . وعليه النبي.. وأبو بكر.. وعمر.. وعثمان.. وعلي.. وطلحة.. والزبير.. وسعد.. وعبد الرحمن.. وسعيد بن زيد..
ثامنا.. وفي وفاته.. عن عائشة بنت سعد قالت : مات سعيد بن زيد بالعقيق.. فغسله سعد بن أبي وقاص.. وكفنه.. وخرج معه.. وقال الواقدي: (توفي سعيد بن زيد سنة إحدى وخمسين.. وهو ابن بضع وسبعين سنة.. وقبر في المدينة).. رضي الله عن سعيد بن زيد.. ألقاكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.