في جهاد الصحابة.. الحلقة الثمانون بعد المائة.. أسيد بن الحضير الأوسي – تستمع لترتيله الملائكة -3… مجدى سالم
في جهاد الصحابة.. بقلم/ مجدي ســالم
الحلقة الثمانون بعد المائة.. أسيد بن الحضير الأوسي – تستمع لترتيله الملائكة -3
مقدمة للحلقة..
- روى يزيد بن هارون والعهدة على الراه.. وعفّان بن مسلم وسليمان بن حرب قالوا: أخبرنا حمّاد بن سلمة عن ثابت البُناني عن ابن مالك قال:
كان أُسيد بن الحُضير وعبّاد بن بشر عند رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في ليلةٍ ظلماء حِنْدَسٍ.. فتحدّثا عنده.. حتى إذا خرجا أضاءتْ لهما عَصَا أحَدِهما.. فمشيا في ضوئها.. فلمّا تفرّق بهما الطريق أضاءت لكلّ واحدٍ منهما عصاه فمشى في ضوئها.. - وأخرج أحْمَدُ في مسنده.. من طريق فاطمة بنت الحسين بن علي عن عائشة أم المؤمنين قالت: كان أُسيد بن حُضير من أفاضل الناس.. وكان يقول: لو أني أكون كما أكون على أحوال ثلاث لكنت حين أسمع القرآن أو أقرؤه.. وحين أسمع خطبة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. وإذا شهدت جنازة.. حسب إفادة (الإصابة في تمييز الصحابة) والله تعالى أعلم.. نكمل..
ثامنا.. في قوة أسيد في الحق.. - ذكر إسماعيل بن إسحاق عن الأصمعيّ.. قال: حدّثنا أبو عطارد قال: ( جاء عامرُ بن الطّفيل وزَيْد إلى رسولِ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فسألاه أنْ يجعل لهما نصيبًا من تمر المدينة.. فعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمر على أهل المدينة.. فرفض الأنصار ذلك وقالوا.. كنا في الجاهلية نأبى أن نؤديهم ذلك.. فكيف وقد أعزنا الله بالإسلام.. والله لا يكون ذلك أبدا.. فأخذ أُسيد بن حضير الرَّمْحَ فجعل يَقْرَع رؤوسهما ويقول:
(اخْرُجا أيها الهِجْرسان) .. فقال له عامر: مَنْ أنت؟ فقال: (أنا أُسَيْد بن حضير) ..
قال: حُضير الكتائب؟ قال: نعم.. قال: كان أبوك خيرًا منك..
قال أسيد: بل أنا خيرٌ منك ومن أبي.. مات أبي وهو كافرٌ.. فقلت للأصمعيّ: ما الهِجْرس.؟ قال: الثّعلب.. - وذكر البخاريّ عن عبد العزيز الأوَيْسي حتى يحيى بن عبّاد عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها
قالت: ثلاثةٌ من الأنصار لم يكن أَحَدٌ يعتد عليهم فَضْلًا.. كلّهم من بني عبد الأشهل: سعد بن معاذ.. وأُسيد بن حُضير.. وعباد بن بشر.. كرواية (الاستيعاب في معرفة الأصحاب) - كذا موقفه في يوم السقيفة.. إثر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. حيث أعلن فريق من الأنصار.. وعلى رأسهم سعد بن عبادة أحقيتهم بالخلافة.. وطال الحوار واحتدمت المناقشة.. فكان موقف أسيد – وهو زعيم أنصاري كبير – فعالا في حسم الموقف.. وكانت كلماته كفلق الصبح في تحديد الاتجاه.. فقد وقف مخاطباً فريق الأنصار من قومه وقال: ” تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين.. فخليفته إذاً ينبغي أن يكون من المهاجرين.. ولقد كنا أنصار رسول الله.. وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته”..
تاسعا.. في وفة أسيد بن الحضير.. - يروي عروة.. أن أسيد بن حضير مات وعليه دين أربعة آلاف درهم.. فحاول الغرماء أن يبيعوا أرضه.. فقال عمر بن الخطاب: لا أترك بني أخي عالة.. فردَّ الأرض وباع ثمرها من الغُرماء أربع سنين بأربعة آلاف.. كما سيرد.. كل سنة ألف درهم. وقد تُوُفِّي أسيد سنة 20 من الهجرة.. ودُفن بالبقيع..
- وروى أبو صالح كاتب الليث.. حدثنا يحيى بن عبد الله بن سالم .. عن نافع .. عن ابن عمر قال :
- لما هلك أسيد بن الحضير .. وقام غرماؤه يطالبون بمالهم .. سأل عمر بن الخطاب في كم يؤدى ثمرها ليوفى ما عليه من الدين.. فقيل له: في أربع سنين .. فقال لغرمائه : ما عليكم أن لا تباع .. قالوا : احتكم .. وإنما نقتص في أربع سنين .. فرضوا بذلك .. فأقر المال لهم.. قال: ولم يكن باع نخل أسيد أربع سنين عبد الرحمن بن عوف .. ولكنه كان قد وضعه على يدي عبد الرحمن للغرماء.. ويروي عبد الله بن عمر.. عن نافع.. قال: هلك أسيد.. وترك عليه أربعة آلاف وكانت أرضه تغل في العام ألفا.. فأرادوا بيعها .. فبعث عمر بن الخطاب إلى غرمائه.. وقال.. هل لكم أن تقبضوا كل عام ألفا ؟ قالوا : نعم .. أي ارتضوا حكم وحكمة بن الخطاب..
- يروي يحيى بن بكير.. أنه مات أسيد سنة عشرين هجرية وحمله عمر بن الخطاب رضي الله عنه بين العمودين (عمودي السرير).. حتى وضعه بالبقيع ثم صلى عليه بن الخطاب والأمه.. وبها أرخ موته الواقدي وأبو عبيد وجماعة .. فرحم الله أسيد بن الحضير وأرضاه..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.