في جهاد الصحابة الحلقة الخامسة والأربعين بعد المائة “سهيل بن البيضاء “نقض الصحيفة الظالمة1… مجدى سالم

في جهاد الصحابة.. بقلم/ مجدي ســالم

الحلقة الخامسة والأربعون بعد المائة.. سهيل بن البيضاء.. نقض الصحيفة الظالمة -1

أولا.. مقدمة في نسبه وهجرته:

• هو سهيل ابن بيضاء ابن وهب بن ربيعة بن هلال بن وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر.. واسم أَبيه: وهب بن ربيعة بن عمرو القرشي الفِهْري.. وقيل: وهب بن ربيعة بن هلال.. وقيل: سهيل ابن بيضاء هو سهيل بن عمرو بن وهب بن ربيعة بن هلال.. ويكنى أبا أميَّة.. وقيل: أبا موسى..
• وبيضاء هي أمه.. واسمها‏:‏ دعد بنت أسد بن حجدم بن أمية بن الحارث بن فهر..
• وهو قديم الإِسلام من السابقين.. وقد خرج سهيل مهاجِرًا إلى أرض الحبشة حتى عرف الإسلامُ وظهر..
• ثم قدم على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بمكّة.. فأقام معه حتى هاجر إلى المدينة.. وبذا فقد هاجر سُهيل فجمع الهِجْرَتين جميعًا.. وفي رواية محمّد بن إسحاق ومحمّد بن عمر: هاجر سُهيل إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعًا..
• ورُوِيَ عن أنس قال: كان أسنّ أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أبو بكر وسُهيل ابن بَيضاءَ
• وفي “الصَّحيح” منْ حديث أَنس في الذي كان يسقيهم الفَضِيح.. فلما نزل تحريم الخمر قالوا: أَرِقْها ــ وعدَّ فيهم في بعض الطرق: سهيل ابن بيضاء..
• وقال عاصم بن عمر بن قتادة: لمّا هاجر سهيل وصَفْوَان ابنا بيضاءَ من مكّة إلى المدينة المنورة نزلا على كلثوم بن الهِدْم..

ثانيا.. سهيل وصحيفة المقاطعة..

• يذكر التاريخ له أنه الذي مشى إلى النفر الذين قاموا بالنقض في شأن الصحيفة الظالمة.. تلك التي كتبها مشركو قريش على بني هاشم.. في عام المقاطعة حتى اجتمع له نفر تبرؤوا من الصحيفة وأنكروها.. وهم هشام بن عمرو بن ربيعة.. والمطعم بن عدي بن نوفل.. وزمعة بن الأسود بن عبد المطلب بن أسد.. وأبو البختري بن هشام بن الحارث بن أسد.. وزهير بن أبي أمية بن المغيرة..
• وفي قصة الصحيفة الظالمة.. روى ابن إسحاق.. ( فلما رأت قريش أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نزلوا بلدًا أصابوا به أمنًا وقرارًا.. وأن النجاشي قد منع من لجأ إليه منهم.. وأن عمر قد أسلم.. فكان هو وحمزة بن عبد المطلب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.. وجعل الإسلام يفشو في القبائل.. اجتمعوا وائتمروا أن يكتبوا كتابًا يتعاقدون فيه على بني هاشم وبني المطلب.. على أن لا يُنْكِحُوا إليهم ولا يْنكِحُوهم ولا يبيعوهم شيئًا ولا يبتاعوا منهم.. فلما اجتمعوا لذلك كتبوه في صحيفة.. ثم تعاهدوا وتواثقوا على ذلك.. ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيدًا على أنفسهم.. وكان كاتب الصحيفة “منصور بن عامر بن هاشم”.. فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فشُلّت بعض أصابعه) ..
• وفي معجزة إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه بأكل الأرضة للصحيفة.. قال ابن هشام ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي طالب..”يا عم.. إن ربي قد سلط الأرضة على صحيفة قريش فلم تدع فيها اسمًا هو لله إلا أثبتته فيها.. ونفت منه الظلم والقطيعة والبهتان”..
• فقال أبو طالب: أربك أخبرك بهذا؟! قال صلى الله عليه وسلم: “نعم”.! فقال عمه: فوالله ما يدخل عليك أحد..
• ثم خرج إلى قريش.. فقال: يا معشر قريش! إن ابن أخي أخبرني بكذا وكذا.. فهلم صحيفتكم فإن كان كما قال ابن أخي فانتهوا عن قطيعتنا.. وانزلوا عما فيها.. وإن يكن كاذبًا دفعت إليكم ابن أخي.. فقال القوم: رضينا.. فتعاقدوا على ذلك.. ثم نظروا فإذا هي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فزادهم ذلك شرًا.. وأخلفوا عهدهم مع أبي طالب.. فعند ذلك صنع الرهط من قريش في نقض الصحيفة ما صنعوا.. وانتهت المقاطعة..
  ثالثا.. في جهاد سهيل رضي الله عنه..
• أسلم سهيل بن بيضاء بمكة وأخفى إسلامه.. فأخرجته قريش معهم إلى بدر.. فأُسِرَ يومئذ مع المشركين.. فشهد عبد الله بن مسعود أنه رآه بمكة يصلي.. فخُلِّي عنه.. أي أنه شهد بدرا.. فقد روى سليمان بن أحمد عن عروة بن الزبير وعن آخرين في تسمية من شهد بدرا من قريش ثم من بني الحارث بن فهر‏وسمى سهيل ابن بيضاء.. ثم شهد أُحُدًا.. والخندق.. والمشاهد كلّها مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. وزعم ابن الكلبيِّ أنه الذي أُسِر يوم بَدْر.. فشهد له ابن مسعود.. وردّ ذلك الْوَاقِدِيُّ.. وقال: إنما هو أخوه سهل.. ويؤيد قول ابن الكلبي ما رواه الطَّبراني بإسناد صحيح عن أبي عُبيدة عن عَبْد الله بن مسعود.. عن أبيه.. قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يوم بَدْر: “لاَ يَنْفَلِت مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ بِفِدَاءٍ أَوْ ضَرْبَةٍ”..
• قال عبد الله: فقلت إلاَّ سهيل ابن بيضاء.. وقد كنت سمعْتُه يذكر الإسلام.. قال: “إِلاَّ سُهَيْلُ ابْنُ بَيْضَاءَ.. أراكم غدا إن شاء الله..