في جهاد الصحابة الحلقة الخامسة والسبعون “زيد بن الخطاب “..”صقر اليمامة”. مجدى سالم
في جهاد الصحابة..
الحلقة الخامسة والسبعون.. زيد بن الخطاب.. “صقر اليمامة”..
بقلم مجدى سالم
أولا.. مقدمة: “أبو عبد الرحمن”.. هو زيد بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى العدوي القرشي وهو ابنً لسيد بني عدي الخطاب بن نفيل.. وأمه هي أسماء بنت وهب بن حبيب من بني أسد بن خزيمة وأخوه لأبيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه خليفة المسلمين الثاني.. فهو صحابي من السابقين إلى الإسلام.. وهو أخو عمر لأبيه..
- وقد هاجر زيد إلى يثرب وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها.. وحضر بيعة الرضوان بالحديبية.. ثم استمر في الجهاد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.. فشارك في حروب الردة.. وكان زيد أكبر من عمر سنًا..
- أسلم زيد قديمًا قبل أخيه عمر.. وكان من المهاجرين الأوائل إلى المدينة المنورة..
- وزيد هو حامل راية المسلمين في معركة اليمامة التي تراجع المسلمون فيها في أولها.. فجعل زيد يقول:
” أما الرجال فلا رجال”.. وجعل يسير بالراية يتقدم بها حتى استشهد رضي الله عنه.. - قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما سمع بشهادة أخيه زيد بن الخطاب: “رحم الله أخي زيد.. سبقني إلى الحسنيين.. أسلم قبلي.. واستشهد قبلي”.. وكان يقول.. “ما هبّت الصبا.. إلا وجدت منها ريح زيد”..
ثانيا.. في هجرة زيد.. هاجر زيد إلى المدينة مع أخيه عمر وعياش بن أبي ربيعة وخنيس بن حذافة السهمي زوج حفصة بنت عمر وسعيد بن زيد.. وبنو البكير الأربعة: إياس وعاقل وعامر وخالد.. ولم يكونوا من بني عدي وإنما كانوا من بني ليث الكنانية.. فلما وصلوا المدينة نزلوا على رفاعة بن عبد المنذر في قباء.. - وقد آخى الرسول بين زيد ومعن بن عدي الأنصاري العجلاني..
ثالثا.. في بطولة زيد وجهاده.. وحبه للشهادة.. - يروى أنه في بدر.. وقيل أنه في أحد.. أنه حين حمي القتال بين المسلمين والمشركين والمؤمنين .. راح زيد بن الخطاب يقاتل.. وأبصره أخوه عمر بن الخطّاب.. وقد سقط درعه عنه.. وأصبح أدنى منالا للأعداء.. فصاح به عمر : ” خذ درعي يا زيد فقاتل بها ” فأجابه زيد..” إني أريد من الشهادة ما تريد يا عمر”..
رابعا.. بطولته في حروب الردة ومعركة اليمامة.. وأحد دلالات نبوته صلى الله عليه وسلم.. - فيروى أنه جلس النبي صلى الله عليه وسلم يوما.. وحوله جماعة من المسلمين وبينما الحديث يجري.. أطرق الرسول لحظات.. ثم وجّه الحديث لمن حوله قائلا : ” ان فيكم لرجلا ضرسه في النار أعظم من جبل أحد ” ..
- وظل الخوف بل الرعب من الفتنة في الدين.. يراود ويلحّ على جميع الذين شهدوا هذا المجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم … كل منهم يحاذر أن يكون هو الذي يتربّص به سوء المنقلب وسوء الختام ..
- ولكن جميع الذين وجّه اليهم الحديث يومئذ ختم لهم بخير.. وقضوا نحبهم شهداء في سبيل الله.. وما بقي منهم حيّا سوى أبو هريرة و(الرّجّال بن عنفوة).. ولقد ظلّ أبو هريرة ترتعد فرائصه خوفا من أن تصيبه تلك النبوءة.. ولم يرقأ له جفن.. وما هدأ له بال حتى دفع القدر الستار عن صاحب الحظ التعس.. فارتدّ الرّجّال عن الاسلام ولحق بمسيلمة الكذاب.. وشهد له بالنبوّة.. هنالك استبان الذي تنبأ له الرسول صلى الله عليه وسلم بسوء المنقلب وسوء المصير ..
- ويجب أن نعرف أن الرّجّال بن عنفوة هذا.. ذهب ذات يوم الى الرسول مبايعا ومسلما.. ولما تلقّى منه الاسلام عاد الى قومه .. ولم يرجع الى المدينة الا اثر وفاة الرسول واختيار الصدّيق خليفة على المسملين .. ونقل الى أبي بكر أخبار أهل اليمامة والتفافهم حول مسيلمة.. واقترح على الصدّيق أن يكون مبعوثه اليهم يثبّتهم على الاسلام.. فأذن له الخليفة .. وتوجّه الرّجّال الى أهل اليمامة .. ولما رأى كثرتهم الهائلة ظنّ أنهم الغالبون.. فحدّثته نفسه الغادرة أن يحتجز له من اليوم مكانا في دولة الكذّاب التي ظنّها مقبلة وآتية.. فترك الاسلام.. وانضمّ لصفوف مسيلمة الذي سخا عليه بالوعود.. وكان خطر الرّجّال على الاسلام أشدّ من خطر مسيلمة ذاته.. لأنه استغلّ اسلامه السابق.. والفترة التي عاشها بالمدينة أيام الرسول.. وحفظه لآيات كثيرة من القرآن.. وسفارته لأبي بكر خليفة المسلمين.. استغلّ ذلك كله استغلالا خبيثا في دعم سلطان مسيلمة وتوكيد نبوّته الكاذبة .. لقد سار بين الناس يقول لهم : انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انه أشرك مسيلمة بن حبيب في الأمر.. وما دام الرسول صلى الله عليه وسلم قد مات.. فأحق الناس بحمل راية النبوّة والوحي بعده هو مسيلمة.. وكان أكثر المسلمين تغيّظا.. وتحرّقا للقاء الرّجّال هذا هو الصحابي الجليل زيد بن الخطّاب
- ألقاكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.