في جهاد الصحابة.. الحلقة الخامسة والستون.. خالد بن سعيد بن العاص.. رضي الله عنه (2)
في جهاد الصحابة.. الحلقة الخامسة والستون.. خالد بن سعيد بن العاص.. رضي الله عنه (2)
بقلم مجدي سالم
… ليتها كانت يميني يا خالد بن العاص.. بسط خالد يمينه فتتلقاها يمين رسول الله -صلى الله عليه وسلم…
رابعا.. في جهاد خالد بن سعيد بن العاص:
- في خلافة أبوبكر.. لما وصل نبأ وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لخالد في اليمن.. عاد من فوره الى المدينة.. وعلى الرغم من معرفته لفضل أبي بكر إلا أنه كان من الجماعة التي ترى أحقية بني هاشم في الخلافة.. ووقف الى جانب علي بن أبي طالب ولم يبايع أبا بكر.. فلم يكرهه أبوبكر على ذلك وإنما بقي على حبه وتقديره له.. حتى جاء اليوم الذي غير فيه خالد رأيه فشق الصفوف في المسجد وأبو بكر على المنبر.. فبايعه بيعة صادقة..
- ثم قصة عزله عن الإمارة.. حين ُسير أبو بكر الجيوش للشام ويعقد ل{ خالد بن سعيد } لواء فيصير أحد أمراء الجيوش.. إلا أن عمر بن الخطاب يعترض على ذلك ويلح على الخليفة حتى يغير ذلك.. ويبلغ النبأ خالدا فيقول: { والله ما سرتنا ولايتكم ولا ساءنا عزلكم }.!
لكن يخف الصديق -رضي الله عنه- الى دار خالد معتذرا له مفسرا له هذا التغيير.. ويخيره مع من يكون من القادة: مع عمرو بن العاص ابن عمه أو مع شرحبيل بن حسنة.. فيجيب خالد: { ابن عمي أحب الي في قرابته.. وشرحبيل أحب الي في دينه }.. ثم يختار كتيبة شرحبيل.. ثم دعا أبو بكر -رضي الله عنه- شرحبيل وقال له: ” انظر خالد بن سعيد فاعرف له من الحق عليك مثل ما كنت تحب أن يعرف من الحق لك.. لو كنت مكانه.. وكان مكانك.. انك لتعرف مكانته في الإسلام.. وتعلم أن رسول الله توفى وهو له وال على اليمن.. ولقد كنت ولّيته ثم رأيت غير ذلك.. وعسى أن يكون ذلك خيرا له في دينه.. فما أغبط أحدا بالإمارة.. وقد خيرته في أمراء الأجناد فاختارك على ابن عمه.. فاذا نزل بك أمر تحتاج فيه الى رأي التقي الناصح فليكن أول من تبدأ به: أبوعبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل ثم ولْيَكُ خالد بن سعيد ثالثا.. فإنك واجد عندهم نصحا وخيرا.. وإياك واستبداد الرأي دونهم.. أو إخفاءه عنهم “.. - وتروي ابنته أم خالد.. قال أبي ( والله ما سرتنا ولايتكم ولا ساءنا عزلكم وإن المليم غيرك).. فما شعرت الا بأبي بكر داخل على أبي يعتذر إليه ويعزم عليه ألا يذكر عمر بحرف.. فوالله ما زال أبي يترحم على عمر حتى مات..
خامسا.. في استشهاده.. - في معركة { مرج الصُفَر } حيث المعارك تدور بين المسلمين والروم.. كان خالد بن سعيد في مقدمة الذين وقع أجرهم على الله.. أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الحميد بن جعفر عن أبيه.. قال:
- شهد خالد بن سعيد فتح أجنادين وفحل ومرج الصفر.. وكانت أم الحكيم بنت الحارث بن هشام تحت عكرمة بن أبي جهل.. فقتل عنها بأجنادين فأعدت أربعة أشهر وعشرا وكان يزيد بن أبي سفيان يخطبها.. وكان خالد بن سعيد يرسل إليها في عدتها يتعرض للخطبة.. فحطت الى خالد بن سعيد فتزوجها على صداق أربعمائة دينار..
- فلما نزل المسلمون مرج الصفر أراد خالد أن يعرس بأم حكيم.. فجعلت تقول له: لو أخرت الدخول حتى يفض الله هذه الجموع.. فقال خالد: إن نفسي تحدثني أني أصاب في جموعهم.. فقالت: فدونك..
- فأعرس بها عند القنطرة التي بالصفر فبها سميت قنطرة أم حكيم.. وأولم عليها في صبح مدخله.. فدعا أصحابه على طعام..
- فما فرغوا من الطعام حتى صفت الروم صفوفها صفوفا خلف صفوف.. وبرز رجل منهم معلم يدعو الى المبارزة.. فبرز إليه أبو جندل بن سهيل بن عمرو العامري.. فنهاه أبو عبيدة.. فبرز حبيب بن مسلمة فقتله حبيب ورجع الى موضعه.. ثم برز خالد بن سعيد إلى القتال.. فقاتل فقتل..
- وشدت أم حكيم بنت الحارث يومها عليها ثيابها وهجمت.. فاقتتلوا أشد القتال على النهر.. وصبر الفريقان جميعا وأخذت السيوف بعضها بعضا.. فلا يرمى بسهم ولا يطعن برمح ولا يرمى بحجر ولا يسمع الا وقع السيوف على الحديد.. وهام الرجال وأبدانهم حتى قتلت أم حكيم يومئذ سبعة جنود بعمود الفسطاط الذي بات فيه خالد بن سعيد معرسا بها.. الله.. الله..
- قيل: كانت وقعة مرج الصفر سنة 14 هـ في صدر خلافة عمر وقيل: بل كان في وقعة أجنادين بالشام قبل وفاة أبي بكر بأربع وعشرين ليلة.. وقد اختلف أصحاب السير في وقعة أجنادين ووقعة الصفر ووقعة اليرموك أيها قبل الأخرى..
أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.