في جهاد الصحابة.. الحلقة الرابعة بعد المائتين.. أبو أيوب الأنصاري 1
في جهاد الصحابة..
الحلقة الرابعة بعد المائتين.. أبو أيوب الأنصاري.. “الرسول صلى الله عليه وسلم ضيفه”.. 1
بقلم/ مجدي سـالم
أولا.. في نسبه.. مقدمة..
- هو خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري.. واسمه تيم اللّه بن ثعلبة بن عَمْرو بن الخزرج الأكبر.. وكنيته (أبو أيوب الأنصاري) الخزرجي.. وأمه.. هند بنت سعيد بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج..
- وفي رواية أن أمّه هند بنت سَعْد بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأكبر.. حسب “الاستيعاب في معرفة الأصحاب”..
- أو أمّه زهراء بنت سعد بن قيس بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن مالك من بلحارث بن الخزرج.. حسب ” الطبقات الكبير”.. وهو خلاف ليس بالكثير..
- ولأبي أيّوب عقب.. كما تروي “الاستيعاب في معرفة الأصحاب”.. ويروى أنه كان لأبي أيّوب من الولد عبد الرحمن.. وأمّه أمّ حسن بنت زيد بن ثابت بن الضّحّاك من بني مالك بن النجّار.. وقد انقرض ولده فلا نعلم له عقبًا.. حسب الطبقات الكبير..
ثانيا.. في إسلامه رضي الله عنه.. - اتفق ابن إسحاق وموسى بن عقبة وأبو معشر البلخي والواقدي أن أبا أيوب شهد بيعة العقبة الثانية مع السبعين من الأنصار في مكة.. وبها تقدم في الترجمات.. وبذا يكون إسلام أبي أيوب الأنصاري قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة..
ثالثا.. رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيم في بيته.. - كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد دخل المدينة مختتمًا بمدخله هذا رحلة هجرته.. ومستهلاً أيامه في دار الهجرة.. سار الرسول صلى الله عليه وسلم وسط الجموع التي اضطرمت أفئدتها حماسة.. ومحبة وشوقًا.. ممتطيًا ظهر ناقته التي تزاحم الناس حول زمامه.. كُلٌّ يريد أن يستضيف رسول الله.. صلى الله عليه وسلم..
- حتى بلغ الموكب دور بني سالم بن عوف.. فاعترضوا طريق الناقة قائلين: (يا رسول الله.. أقم عندنا.. فلدينا العدد والعدة والمنعة)..
- ويجيبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وقد قبضوا بأيديهم على زمام الناقة: “خَلّوا سَبيلَها فَإِنَّها مَأمُورة”..
- ويبلغ الموكب دور بني بياضة.. فَحيّ بني ساعدة.. فحيّ بني الحارث بن الخزرج.. فحيّ عدي بن النجار.. وكل بني قبيلة من هؤلاء يعترض سبيل الناقة.. وملحّين أن يسعدهم النبي صلى الله عليه وسلم بالنزول في دورهم.. وهو يجيبهم.. وعلى شفتيه ابتسامة: “خَلّوا سَبيلَها فَإِنَّها مَأمُورة”. فكان الرسول صلى الله عليه وسلم ممعنًا في ترك هذا الاختيار للقدر لله.. ومن أجل هذا ترك هو أيضًا زمام ناقته وأرسله.. وابتهل إليه بلسانه: “اللَّهُمَّ خر لِي.. واختَرْ لِي”..
- وأمام دار بني مالك بن النجار.. وبني النجار هم أخواله صلى الله عليه وسلم.. أمامها بركت الناقة.. ثم نهضت وطوَّفت بالمكان.. ثم عادت إلى مبركها الأول.. وألقت جرانها.. واستقرت في مكانها..
- كان هذا السعيد الموعود.. الذي بركت الناقة أمام داره.. وصار الرسول صلى الله عليه وسلم ضيفه.. ووقف أهل المدينة جميعا.. هو أبو أيوب الأنصاري.. الذي جعلت الله من داره أول دار يسكنها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم..
- روى أبو الفرج يحي بن محمود الثقفي بإسناده حتى الليث بن سعد.. عن يزيد بن أبي حبيب.. عن أبي الخير.. عن أبي رُهْم السَماعي.. أن أبا أيوب حدثهم أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم نزل في بيته الأسفل.. وكنت في الغرفة فهريق ماء في الغرفة.. فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا نَتَتبَّع الماء شفقًا أن يخلص إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فنزلت إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأنا مشفق.. فقلت: يا رسول الله.. إنه ليس ينبغي أن نكون فوقك.. فانتقل إلى الغرفة.. فأمر رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بمتاعه فنُقِل.. فقلت: يا رسول الله.. كنت ترسل إلي بالطعام فانظر فإذا رأيت أثر أصابعك وضعت فيه يدي.. حتى كان هذا الطعام الذى أرسلت به إلي.. فنظرت فلم أرى أثر أصابعك.. فقال رسول الله صَلَّى الله عليهوسلم.. ” أَجَلْ؛ إِنَّ فِيهِ بَصَلًا.. فَكَرِهْتُ أَنْ آكُلَ مِنْ أَجْلِ المَلَكِ.. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَكُلُوا”.. وقد روي أن الطعام كان فيه ثوم.. وهو الأكثر. والله أعلم.. حسب أسد الغابة.. (منقول)..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.