في جهاد الصحابة… الحلقة الرابعة عشر بعد المائة سلمان الفارسي “سلمان سابق الفرس” -2
في جهاد الصحابة..
الحلقة الرابعة عشر بعد المائة.. سلمان الفارسي “سلمان سابق الفرس” -2
بقلم/ مجدي سـالم
ثانيا.. بقية.. في إسلام سلمان..
- مات رجل عمورية الصالح.. وبعد مدة من الزمن قدم وفد من العرب إلى عمورية للتجارة.. فطلب منهم أن يأخذوه معهم مقابل ما اكتسبه من الغنم والبقر.. فوافقوا.. وعندما وصولوا إلى منطقة وادي القرى.. غدر القوم به.. فباعوه إلى رجل يهودي.. فأخذه اليهودي معه عبداً.. فبقي عنده.. وكان يرى النخيل في المنطقة.. وفي قرارة نفسه كان يتمنى أن يكون قد وصل المكان الذي أخبره عنه رجل عمورية الصالح قبل وفاته..
- وذات يوم قدم على اليهودي رجل من بني قريظة وكان قريباً له.. فاشترى سلمان من هذا اليهودي.. وأخذه إلى المدينة المنورة.. فعرفها مباشرة من وصف الرجل الذي كان مقيماً عنده في عمورية.. وعرفها من الحرتين..
- ثم بعث محمد صلى الله عليه وسلم في مكة.. ولكنه لم يعلم بأخباره بسبب حالة العبودية التي كان عليها إلى أن هاجر النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة المنورة..
- فبينما كان يعمل إذ سمع رجلاً يشتم الانصار بسبب اجتماعهم مع رجل قدم من مكة المكرمة.. معتقدين انه نبي مرسل من عند الله.. ولقد سمع سلمان هذا القول وهو فوق نخلة.. فأقبل على السقوط عنها عندما سمع هذا القول.. وأقبل على هذا الرجل الذي سمع منه هذا الكلام وأمسكه وهزه وهو يقول له: ماذا تقول.؟ أعد ماذا قلت؟ فضربه سيده ضربة قوية بسبب غضبه من تصرف سلمان آنذاك.. وعندما جاء الليل جمع ما جمعه من طعام وأخذه وذهب به ليقابل النبي صلى الله عليه وسلم.. وكان في نية سلمان أن يتأكد من العلامات التي قالها الرجل الصالح.. فجلس بين يدي رسول الله اول مرة.. وبدأ باختباره والتأكد من العلامات.. فقدم إليه الطعام على أنه صدقة.. وبرر له ذلك بأنه أراد ان يطعمه لانه يعلم انه قادم من سفر وهو متعب.. فلم يأكل منه الرسول ووزعه على أصحابه ومن كانوا معه.. فعاود سلمان تقديم الطعام له في مرة أخرى على أنه هدية وعندها أكل منه الرسول – صلى الله عليه وسلم -.. هنا تاكد سلمان الفارسي من علامتان..
- وبقيت الثالثة.. فتوافقت الأقدار أن يموت رجل من المسلمين.. وكان رسول الله فيها.. حيث كان الدفن في مقبرة البقيع.. فبينما كان الرسول جالساً إذ أقبل سلمان وسلم عليه وبدأ بالدوران حول الرسول.. ففهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – بذكائه الشديد وفطنته وسرعة بديهته أنه يريد ان يرى شيئاً معيناً.. فالقى الرسول عن كتفيه الشملة.. فظهر خاتم النبوة واضحاً.. يا لتواضعك يا رسول الله.. صلى الله عليك وسلم.. وفور رؤية سلمان لمنظر الخاتم وتأكده منه.. انكب على رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.. مقبلاً له وهو يبكي.. وشهد ألا إله إلا الله وأسلم.. فأخبر الرسول بقصته كاملة.. وكان الرسول – صلى لله عليه وسلم – مهتماً بأن يسمع أصحابه القصة كاملة..
- وروى البخاري في صحيحه.. عن سلمان الفارسي رضي الله عنه.. أنه تداوله بضعة عشر من رب إلى رب.
- قال سلمان: ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم.. “كَاتِبْ يَا سَلْمَانُ”- (والمكاتب من يتعاقد مع سيده على عتقه)- فكاتبت صاحبي على ثلاث مئة نخلة أحييها له بالفقير.. وبأربعين أوقية ذهب- فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه..” أَعِينُوا أَخَاكُمْ”.. فأعانوني بالنخل: الرجل بثلاثين ودية.. والرجل بعشرين.. والرجل بخمس عشرة.. والرجل بعشر- يعني: الرجل بقدر ما عنده – حتى اجتمعت لي ثلاث مئة ودية.. فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم..”اذْهَبْ يَا سَلْمَانُ فَفَقِّرْ لَهَا.. فَإِذَا فَرَغْتَ فَأْتِنِي أَكُونُ أَنَا أَضَعُهَا بِيَدِي”..
- قال سلمان رضي الله عنه: ففقرت لها.. وأعانني أصحابي.. حتى إذا فرغت منها جئته فأخبرته.. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معي إليها.. فجعلنا نقرب له الودي ويضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده.. فوالذي نفس سلمان بيده.. ما ماتت منها ودية واحدة.. فأديت النخل.. فهذه واحدة..
- وهنا المعجزة الثانية يرويها سلمان الفارسي:وبقي علي المال.. فأُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل بيضة الدجاجة من ذهب من بعض المغازي.. فقال صلى الله عليه وسلم.. “مَا فَعَلَ الفَارِسِيُّ المُكَاتَبُ؟”
- قال: فدعيت له.. فقال صلى الله عليه وسلم: ” خُذْ هَذِهِ فَأَدِّ بِهَا مَا عَلَيْكَ يَا سَلْمَانُ”.. فقلت: وأين تقع هذه يا رسول الله مما علي؟ قال: “خُذْهَا فَإِنَّ اللَّهَ سَيُؤَدِّي بِهَا عَنْكَ”.. قال سلمان: فأخذتها فوزنت لهم منها – والذي نفس سلمان بيده – أربعين أوقية.. فأوفيتهم حقهم وعتقت..
ثالثا.. سلمان الفارسي .. مكانته وفضله.. فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “السُبَّاق أربعة: أنا سابق العرب.. وصهيب سابق الروم.. وسلمان سابق فارس.. وبلال سابق الحبشة”..
عفوا للتكرار بين الحلقة وما تقدم على الهامش لكن الأمر يستحق..
أراكم على خير إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.