في جهاد الصحابة الحلقة الرابعة والخمسون بعد المائة “أسعد بن زرارة “نقيب بنى النجار1… مجدى سالم
في جهاد الصحابة.. بقلم/ مجدي سـالم
الحلقة الرابعة والخمسون بعد المائة.. أسعد بن زرارة ( نقيب بني النجار) -1
أولا.. مقدمة.. وفي نسبه..
- مازلنا مع الصحابة السابقين إلى الإسلام.. ممن شهدوا بيعة العقبة.. الحدث الذي يستحق أن يأخذ لقب العلامة المضيئة بتأثيره في نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وفي التمهيد لهجرته المباركة إلى المدينة المنورة.. بل وفي تاريخ بناء الدولة الإسلامية.. وأسعد بن زرارة.. ويكنى بأبي أمامة.. هو أحد أبطال الحدث في العقبتين.. فأصبح بذلك قديم الإسلام.. وهو نقيب بني النجار وهم أخوال النبي صلى الله عليه وسلم.. ولم يكن في النقباء أصغر سنا منه.. ويقال: إنه أول من بايع ليلة العقبة..
- هو أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار..
- وهو السيد نقيب بني النجار أبو أمامة الأنصاري الخزرجي ويعد من كبراء الصحابة.. وحين توفي شهيدا بالذبحة لم يجعل النبي – صلى الله عليه وسلم – بعده نقيبا على بني النجار وقال صلى الله عليه وسلم..” أنا نقيبكم ” فكانوا يفخرون بذلك..
ثانيا.. في إسلامه رضي الله عنه.. - يروى أنه خرج أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس إلى مكة يتنافران إلى عتبة بن ربيعة.. فسمعا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأتياه فعرض عليهما الإسلام.. وقرأ عليهما القرآن.. فأسلما.. ولم يقربا عتبة بن ربيعة.. ثم رجعا إلى المدينة فكانا أول من قدم بالإسلام إلى المدينة.. وأنقل قول ابن إسحاق: فلما أراد الله إظهار دينه وإعزاز نبيه.. وإنجاز موعوده له.. خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموسم الذي لقيه فيه النفر من الأنصار.. فعرض نفسه على قبائل العرب كما كان يصنع في كل موسم.. فبينا هو عند العقبة لقي رهطًا من الخزرج أراد الله بهم خيرًا.. ودار الحوار..
- قال: “أمن موالي يهود؟” قالوا: نعم.. قال: “أفلا تجلسون أكلمكم؟” قالوا: بلى..
فجلسوا معه فدعاهم إلى الله وعرض عليهم الإسلام.. وتلا عليهم القرآن.. - قال: وكان مما صنع الله بهم في الإسلام أن يهود كانوا معهم في بلادهم.. فكانوا إذا كان بينهم شيء قالوا: إن نبيًّا مبعوثًا الآن قد أظل زمانه نتبعه.. نقتلكم معه قتل عاد وإرم.. فلما كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك النفر ودعاهم إلى الله قال بعضهم لبعض: يا قوم تعلمون والله إنه النبي الذي توعدكم به يهود فلا يسبقونكم إليه.. فأجابوه فيما دعاهم إليه بأن صدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام.. وقالوا له:
- إنا قد تركنا قومنا.. ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم.. وعسى الله أن يجمعهم بك فسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك.. وتعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين.. فإن يجمعنهم الله عليك فلا رجل أعز منك ثم انصرفوا راجعين إلى بلادهم قد آمنوا وصدقوا.. فقال أبو نعيم أنه أول من أسلم من الأنصار من الخزرج..
- وروى أبو العباس الدغولي أنه قيل : إن ابن زرارة قد لقي النبي – صلى الله عليه وسلم – بمكة قبل العقبة الأولى بسنة.. مع خمسة نفر من الخزرج.. فآمنوا به.. فلما قدموا المدينة تكلموا عن الإسلام في قومهم.. فلما كان العام المقبل خرج منهم اثنا عشر رجلا فهي العقبة الأولى.. فانصرفوا معهم.. وبعث النبي – صلى الله عليه وسلم – مصعب بن عمير يقرأهم ويفقههم ..
- وإلى إحصاء ابن إسحاق: حدثنا محمد بن أبي أمامة بن سهل.. عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك..
قال: كنت قائد أبي حين عمي.. فإذا خرجت به إلى الجمعة فسمع الأذان.. صلى على أبي أمامة (أي استغفر له) .. فقلت : يا أبت.. أرأيت استغفارك لأبي أمامة كلما سمعت أذان الجمعة ما هو ؟
قال: أي بني.. كان أول من جمع بنا بالمدينة في هزم النبيت من حرة بني بياضة يقال له (نقيع الخضمات)
قلت : فكم كنتم يومئذ ؟ قال : أربعون رجلا.. فكان أسعد مقدم النقباء الاثني عشر.. فهو نقيب بني النجار.. وأسيد بن الحضير نقيب بني عبد الأشهل .. فعبد الأشهل وأبو الهيثم بن التيهان البلوي من حلفاء بني عبد الأشهل.. وسعد بن خيثمة الأوسي أحد بني غنم بن سلم.. وسعد بن الربيع الخزرجي الحارثي قتل يوم أحد.. وعبد الله بن رواحة بن ثعلبة الخزرجي الحارثي قتل يوم مؤتة.. وعبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر السلمي نقيب بني سلمة.. وسعد بن عبادة بن دليم الخزرجي الساعدي.. والمنذر بن عمرو الساعدي النقيب قتل يوم بئر معونة.. والبراء بن معرور الخزرجي السلمي.. وعبادة بن الصامت الخزرجي من القواقلة.. ورافع بن مالك الخزرجي الزرقي.. رضي الله عنهم جميعا..
ألقاكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.