في جهاد الصحابة… الحلقة الرابعة والستون.. خالد بن سعيد بن العاص.. رضي الله عنه (1)
في جهاد الصحابة…الحلقة الرابعة والستون.. خالد بن سعيد بن العاص.. رضي الله عنه (1)
بقلم/ مجدي سـالم
أولا.. مقدمة.. قال خالد بن سعيد رضي الله عنه ” لن أدع الإسلام لشيء.. وسأحيا به وأموت عليه”..
- فهو خالد بن سعيد بن العاص بن أميّة بن عبد شَمْس بن عبد مناف بن قصيّ القرشيّ الأمويّ.. يُكْنَى (أبا سعيد) ويقال أنه أسلم بعد أبي بكر الصّدّيق فكان ثالثًا أو رابعًا.. وقيل: كان خامسًا.. وقال ضمرة بن ربيعة: كان إسلامُ خالد مع إسلام أبي بكر الصّديّق.. وذكر الواقديّ عن إبراهيم بن عُقْبة قال:
” سمْعتُ أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص تقول: كان أبي خامسًا في الإسلام).. قلْتُ: مَنْ تقدّمه؟ قالت: عليّ بن أبي طالب.. وابن أبي قُحافة.. وزيد بن حارثة.. وسَعْد بن أبي وقّاص”.. - هاجر خالد إلى أرض الحبشة مع امرأته الخزاعيّة.. وولدت له بها ابنه سعيد بن خالد وابنتُه اسماها أمة بنت خالد.. وهاجر معه إلى أرض الحبشة أخوه عمرو بن سعيد بن العاص..
- وعن أم خالد قالت: وهاجر إلى أرض الحبشة المرّة الثّانية.. وأقام بها بِضْعَ عشرة سنةً.. ثم قدم على النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم بخَيْبر.. فكلَّم المسلمين فأسهمو لنا.. ثم رجعنا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى المدينة.. فأَقَمْنا بها.. وشَهِدَ أَبي مع رسول الله عُمْرَة القضاء.. وفتْحَ مكّة وحُنَينًا والطّائف وتَبُوك.. وبعثه رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم على صدَقات اليمن.. صدقات مَذْحج.. واستعمله على صَنْعاء اليمن.. فَتُوفِّي رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم وأَبِيِ باليمن).. وقيل أنه قُتل خالد بن سعيد بن العاص يوم أَجْنَادين.. وذكر الدُّولَابي عن الحسن بن عثمان.. قال: ( قُتل بأَجنادين ثلاثة عشر رجلًا.. منهم خالد وعمرو ابنا سعيد بن العاص)..
- وقال خالد بن سعيد بن عَمْرو بن سعيد: “أخبرني أبي أنّ أعمامه: خالدًا.. وأبانًا.. وعَمْرًا بني سعيد بن العاص رجعُوا عن إستعمالهم أي رفضوا الإستمرار في الإمارة.. حين مات رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. فقال أبو بكر: مالكم رجَعْتُم عن عمالتكم؟ ما أَحَدٌ أحقّ بالعمل من عُمّال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. ارجعوا إلى أعمالكم.. فقالوا: نحن بنو أبي أُحَيْحة.. لا نعملُ لأحدٍ بعد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أبدًا.. ثم مَضوْا إلى الشّام فقُتلوا جميعًا”..
ثانيا.. في إسلام خالد بن سعيد بن العاص.. وروي أنه كان إسلام ابن سعيد قديمًا.. وكان أول إخْوَته إسلامًا..
- وكان بَدْء إسلامه أنه رأى في النّوم أنه وُقِف به على شفير النّار.. فذكر مِنْ سعتهما ما الله أعلم به.. وكأن أباه يدفعه فيها.. ورأى رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم آخذا بحقْوَيه لا يَقَع فيها.. ففزع.. فقال.. (أَحلِفُ بالله إنها لرؤيا حق).. فلقى أبا بكر الصديق ابن أبي قحافة فذكر ذلك له.. فقال أبو بكر: أُريد بك خيرًا.. هذا رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم فأتَّبِعْه.. وإنك ستتبعه في الإسلام الذي يحجزك من أن تقعَ فيها.. وأبوك واقعٌ فيها..
- فلقي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وهو بأجياد.. فقال: يا محمد – صلى الله عليه وسلم – إلى مَنْ تدعو؟
- فقال: “أَدْعُوكَ إِلَى اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ َلهُ.. وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.. وَتخْلعُ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ حَجَرٍ لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ.. وَلَا يضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ.. وَلَا يَدْري مَنْ عَبَدَهُ مِمَّنْ لَمْ يَعْبُدُهُ”..
- فقال خالد: فإني أشهدُ أنْ لا إله إلا الله.. وأشهَدُ أنك رسولُ الله. فسُرَّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بإسلامه.. وهكذا أصبح خالد من الخمسة الأوائل في الإسلام..
- وحين تغيَّبَ خالد.. وعلم أبوه بإسلامه.. أرسل في طلبه مَنْ بَقي مِن ولده.. ولم يكونوا أسلموا بعد.. فوجدوه فأَتوا به أباه أبا أحيحة.. فسبَّه وبكَّته وضربه بِمقْرَعَةٍ في يده حتى كسرها على رأسه.. ثم قال له: ” اتبعْتَ محمّدًا وأصحابه.. وأنت ترى خلافَهُ قومَه وما جاء به من عَيْب آلهتهم وعَيْبِ مَن مضى من آبائهم”..
فقال: قد والله تَبِعْتُهُ على ما جاء به.. فغضب أبو أُحَيْحَة ونال منه وشتمه.. وقال: اذْهَب يا لُكَع حيث شئت.. والله لأمنعنَّك القوتَ.. فقال خالد: إن منعتني فإنّ الله يرزقُني ما أعيش به.. فأخرجه وقال لبنيه: لا يكلِّمه أحدٌ منكم إلا صنعْتُ به ما صنعْت به.. فَانْصَرف خالدٌ إلىَ رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسلم.. فكان يَلْزَمُهُ ويعيش معه.. وتَغَيب عن أبيه في نواحي مكَّة..
ثالثا.. في هجرته رضي الله عنه.. فحين خرج أصحابُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة في الهجرة الثّانية.. كان خالد أوّل من خرج إليها.. ثم عاد مع إخوانه الى المدينة سنة سبع فوجدوا المسلمين قد انتهوا للتو من فتح خيبر.. فأقام رضي الله عنه في المدينة لايتأخر عن أي غزوة للرسول -صلى الله عليه وسلم.. .. ألقاكم غدا إن شاء الله.. ..
الآيات التالية منقولة من برنامج “القرآن الكريم” إنتاج شركة “حرف” بصيغة وورد.. أنشرها للفائدة.. ” وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145)” .. صدق الله العظيم..
.. أراكم غدا على خير إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.