في جهاد الصحابة. الحلقة الرابعة والستون بعد المائة” سعد بن عبادة”
في جهاد الصحابة.
الحلقة الرابعة والستون بعد المائة.. سعد بن عبادة.. (حام.ل راية الأنصار) – 2
بقلم مجدي ســالم
رابعا.. في كرم سعد بن عبادة.. بقية..
- روي أنس أن النبي جاء إلى سعد بن عبادة.. فجاء بخبز وزيت فأكل.. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصائِمُونَ.. وأكَلَ طَعَامَكُمُ الأبْرَارُ.. وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ المَلاَئِكَةُ”..
- عن جرير بن حازم.. كان سعد بن عبادة يرجع كل ليلة إلى أهله بثمانين من أهل الصفة يعشيهم..
خامسا.. في روايته للحديث.. - روى سعد بنفسه قصته مع قريش وتعذيبهم له.. كما تقدم.. فقال.. ( فوالله اني لفي أيديهم اذ طلع عليّ نفر من قريش.. فيهم رجل وضيء.. أبيض.. شعشاع من الجرال..فقلت في نفسي : ان يك عند أحد من القوم خير.. فعند هذا .. فلما دنا مني رفع يده فلكمني لكمة شديدة ..فقلت في نفسي : لا والله.. ما عندهم بعد هذا من خير .. فوالله اني لفي أيديهم يسحبونني.. اذ أوى اليّ رجل ممن كان معهم فقال : ويحك.. اما بينك وبين أحد من قريش جوار .. ؟
قلت : بلى .. كنت أجير لجبير بن مطعم تجارة.. وأمنعهم ممن يريد ظلمهم ببلادي.. وكنت أجير للحارث بن حرب بن أميّة.. قال الرجل : فاهتف باسم الرجلين.. واذكر ما بينك وبينهما من جوار.. ففعلت..
فخرج الرجل اليهما.. فأنبأهما أن رجلا من الخزرج يضرب بالأبطح.. وهو يهتف باسميهما.. ويذكر أن بينه وبينهما جوارا فسألاه عن اسمي .. فقال سعد بن عبادة .. فقالا : صدق والله.. وجاءا فخلصاني من أيديهم).. - عن ابن شهاب : عن عبيد الله.. عن ابن عباس.. عن سعد بن عبادة أن أمه ماتت وعليها نذر.. فسألت النبي صلى الله عليه وسلم.. فأمرني أن أقضيه عنها.. والرواية أنه أخبرنا رَوْح بن عُبادة.. أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني يَعْلَى أنّه سمع عِكْرمَة مولى ابن عبّاس يقول: أنبأنا ابن عبّاس أنّ سعد بن عبادة ماتت أُمّه وهو غائب عنها فأتى رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم.. فقال: يا رسول الله إنّ أُمّي تُوفّيت وأنا غائب أفَيَنْفَعُها إن تصدّقْتُ عنها؟ قال: “نعم”.. قال: فإنّي أُشْهِدُك أنّ حائطي المِخْراف صدقة عنها..
- روى أحمد.. عن عكرمة.. عن ابن عباس قال.. لما نزلت.. { وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلاَ تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا} (النور).. قال سعد سيد الأنصار.. أهكذا أنزلت يا رسول الله ؟ فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – : ” يا معشر الأنصار.. ألا تسمعون إلى ما يقول سيدكم ؟ ” قالوا : لا تلمه ; فإنه غيور.. والله ما تزوج امرأة قط إلا بكرا.. ولا طلق امرأة قط.. فاجترأ أحد يتزوجها . فقال سعد : يا رسول الله.. والله لأعلم أنها حق.. وأنها من الله.. ولكني قد تعجبت أن لو وجدت لكاع قد تفخذها رجل لم يكن لي أن أهيجه ولا أحركه حتى آتي بأربعة شهداء.. فلا آتي بهم حتى يقضي حاجته.. الحديث ..
- وفي حديث الإفك : قالت عائشة: فقام سعد بن عبادة.. وهو سيد الخزرج.. وكان قبل ذلك رجلا صالحا.. ولكن احتملته الحمية فقال: كلا والله لا تقتله ولا تقدر على ذلك.. يعني يرد على سعد بن معاذ سيد الأوس.. وهذا مشكل.. فإن ابن معاذ كان قد مات.. (للتحقيق)
- يقول عبد الله بن عمر قال: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له.. فأتاه النبي يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود.. فلما دخل عليه وجده في غاشية أهله.. فقال: “قد قضي؟” قالوا: لا.. يا رسول الله.. فبكى النبي.. فلما رأى القوم بكاء النبي بكوا.. فقال: “ألا تسمعون؟ إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب.. ولكن يعذب بهذا – وأشار إلى لسانه – أو يرحم.. وإن الميت يعذَّب ببكاء أهله عليه”..
- لما أُصيب زيد بن حارثة أتاهم رسول الله.. فجهشت بنت زيد في وجه رسول الله.. فبكى رسول الله حتى انتحب.. فقال له سعد بن عبادة: يا رسول الله.. ما هذا؟ قال: “هذا شوق الحبيب إلى حبيبه”..
- ويعلمه النبي صلى الله عليه وسلم بأن يأخذ حذره.. وذلك لما دعاه رجل من الليل فخرج إليه.. فضربه الرجل بسيفٍ فأشواه.. فجاءه النبي يعوده من تلك الضربة.. ولامه على خروجه ليلاً.. وهذا هو موضع الفقه..
سادسا.. دعاء النبي لسعد بن عبادة.. - عن قيس بن سعد.. قال: زارنا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في منزلنا فقال: “السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ”.. قال فرد سعد ردًا خفيًا قال قيس فقلت ألا تأذن لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؟ قال: دعه يكثر علينا من السلام.. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم”.. السلام”.. ثم رجع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. واتبعه سعد.. فقال: يا رسول الله.. إِني كنت أَسمع تسليمك.. وأَردّ عليك ردًا خفيًا.. لتكثر علينا من السلام.. فانصرف معه رسول الله.. فأَمر له سعد بغُسْل فاغتسل.. ثم ناوله ملحفة مصبوغة بزعفران أو وَرْس.. فاشتمل بها.. ثم رفع رسول الله يديه.. وهو يقول: “اللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلَوَاتَكَ وَرَحْمَتَكَ عَلَى آلِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ..
- روى أبو داود من حديث قيس بن سعد أن النبي قال: “اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة” – روى أبو يعلى من حديث جابر قال: قال رسول الله: “جزى الله الأنصار خيرًا.. لا سيما عبد الله بن حرام وسعد بن عبادة”..
.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.