في جهاد الصحابة.. بقلم/ مجدي ســالم
الحلقة السابعة والثلاثون بعد المائة.. أبو هريرة.. ( أبو الرواة ) – 2
رابعا.. بقية.. أبو هريرة من أهم أهل الصفة..
- قال ابن سيرين: قال أبو هريرة: لقد رأيتني أصرع بين القبر والمنبر من الجوع.. حتى يقولوا: مجنون.!
- روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «إن الناس كانوا يقولون: أكثر أبو هريرة!! وإني كنت ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشبع بطني حتى لا آكل الخمير ولا ألبس الحبير.. ولا يخدمني فلان ولا فلانة.. وكنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع.. وإن كنت لأستقرئ الرجل الآية.. هي معي.. كي ينقلب بي فيطعمني.. وكان أخير الناس للمسكين جعفر بن أبي طالب.. كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته.. حتى إن كان ليخرج إلينا العكة التي ليس فيها شيء.. فنشقها فنلعق ما فيها»..
- وهذه معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم..
روى البخاري عن أبي هريرة أنه كان يقول: ألله الذي لا إله إلا هو.. إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع.. وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع.. ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه.. فمر أبو بكر.. فسألته عن آية من كتاب الله.. ما سألته إلا ليشبعني.. فمر ولم يفعل.. ثم مر بي عمر.. فسألته عن آية من كتاب الله.. ما سألته إلا ليشبعني.. فمر فلم يفعل.._ ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم.. فتبسم حين رآني.. وعرف ما في نفسي وما في وجهي.. ثم قال: «يا أبا هر» قلت: لبيك يا رسول الله.. قال: «الحق» ومضى فتبعته.. فدخل.. فاستأذن.. فأذن لي.. فدخل.. فوجد لبنا في قدح.. فقال: «من أين هذا اللبن؟» قالوا: أهداه لك فلان أو فلانة.. قال: «أبا هر» قلت: لبيك يا رسول الله.. قال: «الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي»
_ قال أبو هريرة: وأهل الصفة أضياف الإسلام.. لا يأوون إلى أهل ولا مال ولا على أحد.. إذا أتته صلى الله عليه وسلم صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا.. وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها.. فساءني ذلك.. فقلت: وما لهذا اللبن في أهل الصفة.. كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها.. فإذا جاء أمرني.. فكنت أنا أعطيهم.. وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن.. ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بد.. فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا.. فاستأذنوا فأذن لهم.. وأخذوا مجالسهم من البيت..
_ قال: «يا أبا هر» قلت: لبيك يا رسول الله.. قال: «خذ فأعطهم» قال: فأخذت القدح.. فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى.. ثم يرد علي القدح.. فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى.. ثم يرد علي القدح فيشرب حتى يروى.. ثم يرد علي القدح.. حتى انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد روي القوم كلهم..
_ فأخذ القدح فوضعه على يده.. فنظر إلي فتبسم.. فقال: «أبا هر» قلت: لبيك يا رسول الله.. قال: «بقيت أنا وأنت» قلت: صدقت يا رسول الله.. قال: «اقعد فاشرب» فقعدت فشربت.. فقال: «اشرب» فشربت.. فما زال يقول: «اشرب» حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق.. ما أجد له مسلكا.. قال: «فأرني» فأعطيته القدح.. فحمد الله وسمى وشرب الفضلة.. صلى الله على محمد.. صلى الله عليه وسلم..
خامسا.. في إسلام أبي هريرة وهجرته إلى المدينة:
أسلم أبو هريرة رضي الله عنه وهاجر إلى المدينة وهو ابن ثمان وعشرين سنة في نفر من قومه من قبيلة دوس اليمانية.. وقدموا المدينة وقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر.. فلحق أبو هريرة النبي صلى الله عليه وسلم وقدم عليه وهو في خيبر أول سنة سبع من الهجرة.. قال ابن عبد البر: أسلم أبو هريرة عام خيبر.. وشهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم..
- قال أبو هريرة: نشأت يتيما.. وهاجرت مسكينا.. رووى ابن سعد في الطبقات عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم قلت في الطريق:
يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وَعَنَائِهَا .. .. عَلَى أَنَّهَا مِنْ دَارَةِ الْكُفْرِ نجت
قال أبو هريرة: وأبق مني غلام في الطريق فلما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فبايعته فبينا أنا عنده إذ طلع الغلام فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة هذا غلامك. فقلت: هو لوجه الله. فأعتقته.. وتزوجت به كما تقدم..
سادسا.. في روايته للحديث النبوي.. روى ابن سعد في الطبقات الكبرى من طريق الوليد بن رباح.. أن أبا هريرة قال: “قدمت ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بخيبر.. وأنا يومئذ قد زدت على الثلاثين.. فأقمت معه حتى مات أدور معه في بيوت نسائه وأخدمه وأغزو معه وأحجّ.. فكنت أعلم الناس بحديثه.. وقد واللَّه سبقني قوم بصحبته.. فكانوا يعرفون لزومي له فيسألونني عن حديثه.. منهم: عمر.. وعثمان.. وعليّ.. وطلحة.. والزبير.. ولا واللَّه لا يخفى عليّ كلّ حديث كان بالمدينة”.. نكمل غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.