في جهاد الصحابة.. الحلقة السابعة والسبعون بعد المائة.. الطفيل بن عمرو الدوسي.. ” ذو النور” -3… مجدى سالم

في جهاد الصحابة.. بقلم/ مجدي ســالم

الحلقة السابعة والسبعون بعد المائة.. الطفيل بن عمرو الدوسي.. ” ذو النور” -3

١
ثامنا.. أبو الرواة أبو هريرة يسلم على يد الطفيل بن عمرو:

كان ممن أتى بهم الطفيل ضمن هؤلاء السبعين.. الذين أتى بهم الطفيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه وعائلته.. فكل ما جاء من الخير العظيم على يدِ أبي هريرة .. رضي الله عنه.. يُكتب في ميزان حسنات الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه وأرضاه.. وللقاريء تخيل كم الأحاديث التي نقلها أبو هريرة.. رضي الله عنه.. عن الرسول صلى الله عليه وسلم.. أكثر من سبعة آلاف حديث.. وتروي بعض الأقاويل أنها أكثر من عشرة آلاف حديث..
تاسعا.. في حديث نقله الطفيل بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم:
لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينًا.. التي كانت في شهر شوال من السنة الثامنة الهجرية.. وأراد المسير إلى الطائف.. بعث الطفيل إلى ذي الكفين.. صنم عمرو بن حممة ليهدمه.. وأمره أن يستمد قومه ويوافيه بالطائف.. فقال الطفيل: يا رسول الله أوصني.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“أفش السلام.. وابذل الطعام.. واستحي من الله كما يستحي الرجل ذو الهيئة من أهله.. إذا أسأت فأحسن.. إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين”..

• إنحدر مع الطفيل من قومه أربعمائة سراعاً.. فوافوا النبي صلّى الله عليه وسلّم بالطائف بعد مقدمه بأربعة أيام.. وقدموا بدابة ومنجنيق.. وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ” يا معشر الأزد من يحمل رايتكم ” فقال الطفيل: من كان يحملها في الجاهلية.. قالوا.. النعمان بن الرزاية اللهيي قال ” أصبتم ..”
  عاشرا.. أبناء الطفيل كانوا ذرية صالحة بحق.. وهم.. الحارث بن الطفيل بن عمرو الدوسي.. وذابل بن الطفيل بن عمرو الدوسي.. وعمرو بن الطفيل بن عمرو الدوسي..
• وقصة الطفيل وقومه أمثال حية لنبذ التقليد والهجرة.. والتضحية والفداء والصبر الجميل.. وكأنه بهم قد جسَّدوا قول الرسول – صلى الله عليه وسلم -: “لا يكن أحدكم إمَّعةً.. إن قال الناس أحسنَّا.. قال أحسنتُ.. وإن قال الناس: أسأْنا.. قال أسأت.. ولكن وطِّنوا أنفسكم.. إن أحسن الناس أن تُحسنوا.. وإن أساؤوا أن تتجنَّبوا إساءتهم”..
  عاشرا.. في استشهاده وولده عمرو..
  عاد الطفيل مع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة الطائف إلى المدينة المنورة فكان معه بالمدينة حتى قبض عليه الصلاة والسلام.. فلما ارتدت بعض العرب خرج المسلمونفي خلافة أبي بكر الصديق لقتالهم.. فجاهد الطفيل حتى فرغوا من طليحة الأسدي وأرض نجد كلها.. ثم بعثه أبو بكر الصديق إلى مسيلمة الكذاب..
• يروي الطفيل بن عمرو.. ( خرجت ومعي ابني مع المسلمين ( كان عمرو بن الطفيل) – حتى إذا كنا ببعض الطريق رأيت رؤيا.. فقلت لأصحابي إني رأيت رؤيا فعبروها.. قالوا : وما رأيت.؟ قلت : رأيت رأسي حلق وأنه خرج من فمي طائر وأن امرأة لقيتني وأدخلتني في فرجها.. وكان ابني يطلبني طلبا حثيثا فحيل بيني وبينه.. قالوا : خيرا فقال: أما أنا والله فقد أولتها.. أما حلق رأسي فقطعه.. وأما الطائر فروحي.. وأما المرأة التي أدخلتني في فرجها فالأرض تحفر لي وأدفن فيها.. فقد رجوت أن أقتل شهيدا..
• وأما طلب ابني إياي فلا أراه إلا سيغدو في طلب الشهادة.. ولا أراه يلحق بسفرنا هذا).. فقتل الطفيل شهيدا يوم اليمامة.. وانظر.. ..
• فقد جرحت يد ابنه عمرو يومه جرحا كبيرا.. ثم استبل وصحت يده.. فبينا هو عند عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- إذ أتي بطعام فتنحى عنه.. فقال له عمر بن الخطاب: “مالك لعلك تنحيت لمكان يدك ؟”.. قال: أجل.. واللّه لا أذوقه حتى تسوطه بيدك.. فواللّه ما في القوم أحد بعضه في الجنة غيرك) ..
• فما لبث أن قتل باليرموك بعد ذلك في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه شهيدا..
• وقد عد ولده عمرو بن الطفيل في الصحابة.. وكذا أبوه ينبغي أن يعد في الصحابة.. فقد أسلم فيمن ذكرنا.. لكن ما بلغنا أنه لم يهاجر ولا رأى النبي – صلى الله عليه وسلم..
  .. .. وهناك قول لابن حجر في الفتح:
• أنه َذَكَرَ مُوسَى بْن عُقْبَة عَنْ اِبْن شِهَاب أَنَّ الطُّفَيْل بْن عَمْرو اُسْتُشْهِدَ بَأَجْنَادِينَ فِي خِلافَة أَبِي بَكْر رضي الله عنه.. وَكَذَا قَالَ أَبُو الأَسْوَد عَنْ عُرْوَة.. وَجَزَمَ اِبْن سَعْد بِأَنَّهُ اُسْتُشْهِدَ بِالْيَمَامَة.. وهو الأرجح.. (منقول)
  .. أراكم على خير إن شاء الله..