في جهاد الصحابة.. الحلقة السابعة والعشرون بعد المائة.. عبد الله بن حذافة السهمي.. ” قبلوا رأسه” -2
في جهاد الصحابة..
الحلقة السابعة والعشرون بعد المائة.. عبد الله بن حذافة السهمي.. ” قبلوا رأسه” -2
بقلم/ مجدي سـالم
ثالثا.. قصة عبد الله بن حذافة مع كسرى.. بقية:
مزق كسرى الرسالة.. وخرج عبد الله بن حذافة من مجلس كسرى وهو لا يدري ما يفعل الله له.. أيُقتل أم يُترك حرًّا طليقًا؟ لكنه ما لبث أن قال: والله ما أبالي على أي حال أكون بعد أن أديت كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وركب راحلته وانطلق.. ولم يتعرض له أحد وكتب الله له السلامة.. فلما هدأت ثائرة كسرى والغضب.. أمر بأن يدخلوا عليه عبد الله فلم يجدوه.. فلما قدم عبد الله على النبي الله صلى الله عليه وسلم أخبره بما كان من أمر كسرى وتمزيقه الكتاب.. فما زاد عليه الصلاة والسلام على أن قال: “مزَّق الله ملكه”.. فكان..
رابعا.. فيما كان من كسرى..
أما كسرى فقد كتب إلى (باذان) نائبه على اليمن: أن ابعث إلى هذا الرجل الذي ظهر بالحجاز رجلين جلدين من عندك.. ومرهما أن يأتياني به.. فبعث (باذان) رجلين من خيرة رجاله إلى رسول الله الله – صلى الله عليه وسلم – وحملهما رسالة له.. يأمره فيها بأن ينصرف معهما إلى لقاء كسرى دون ابطاء..
- وخرج الرجلان يغذان السير حتى لقيا النبي – صلى الله عليه وسلم -.. ودفعا إليه رسالة (باذان) وقالا له:
إن ملك الملوك كسرى كتب إلى ملكنا (باذان) أن يبعث إليك من يأتيه بك… وقد أتيناك.. أتنطلق معنا إليه.. فإن أجبتنا كلمنا كسرى بما ينفعك فيكف أذاه عنك.. وإن أبيت فهو من قد علمت سطوته وبطشه وقدرته على إهلاكك وإهلاك قومك.. فتبسم الرسول – صلى الله عليه وسلم وقال لهما: “ارجعا إلى رحالكما اليوم وأتيا غدا”.. فلما غدوا على النبي – صلى الله عليه وسلم – في اليوم التالي.. قالا له: هل أعددت نفسك للمضي معنا إلى لقاء كسرى؟ فقال لهما النبي – صلى الله عليه وسلم -:
- “لن تلقيا كسرى بعد اليوم.. فلقد قتله الله.. حيث سلط عليه ابنه (شيرويه) في ليلة كذا من شهر كذا”..
فحدقا في وجه النبي – صلى الله عليه وسلم – وبدت الدهشة على وجهيهما.. وقالا: أتدري ما تقول؟! أنكتب بذلك (لباذان)؟! قال:” نعم.. وقولا له: إن ديني سيبلغ ما وصل إليه ملك كسرى.. وإنك إن أسلمت أعطيتك ما تحت يديك.. وملكتك على قومك”.. - خرج الرجلان من عند الرسول – صلى الله عليه وسلم – وقدما على (باذان) وأخبراه الخبر.. فقال: لئن كان ما قاله محمد حقا فهو نبي.. وإن لم يكن كذلك فسنرى فيه رأيا.. فلم يلبث أن قدم على (باذان) كتاب (شيرويه) وفيه يقول: ( أما بعد فقد قتلت كسرى.. ولم أقتله إلا انتقاما لقومنا.. فقد استحل قتل أشرافهم و سبي نسائهم وانتهاب أموالهم.. فإذا جاءك كتابي هذا فخذ لي الطاعة ممن عندك) .. فما إن قرأ (باذان) كتاب (شيرويه) حتى طرحه جانبا وأعلن دخوله في الإسلام.. وأسلم من كان معه من الفرس في بلاد اليمن..
خامسا.. في دعابة عبد الله بن حذافة مع الصحابة.. يروي محمد بن عمرو عن أبي سعيد قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسرية .. عليهم علقمة بن مجزز .. وأنا فيهم .. فخرجنا .. حتى إذا كنا ببعض الطريق .. استأذنه طائفة فأذن لهم .. وأمر عليهم عبد الله بن حذافة وكان من أهل بدر .. وكانت فيه دعابة .. فبينما نحن في الطريق أوقد القوم نارا يصطلون بها .. ويصنعون عليها صنيعا لهم .. فقال : أليس لي عليكم السمع والطاعة.؟ قالوا : بلى.. قال : فإني أعزم عليكم بحقي وطاعتي إلا تواثبتم في هذه النار .. فقام ناس فتحجزوا أي تقافزوا حتى إذا ظن أنهم واقعون فيها قال : أمسكوا.. إنما كنت أضحك معكم.. - فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ذكروا ذلك له .. فقال : من أمركم بمعصية فلا تطيعوه..
سادسا.. في عبد الله بن حذافة مع قيصر الروم..
عن أبي رافع قال: وجه عمر جيشًا إلى الروم وفيهم عبد الله بن حذافة فأسروه.. فقال له ملك الروم: تنصر أشركك في ملكي فأبى فأمر به فصلب.. وأمر برميه بالسهام فلم يجزع.. فأنزل وأمر بقدر فصب فيها الماء وأغلى عليه وأمر بإلقاء أسير فيها.. فإذا عظامه تلوح.. فأمر بإلقائه إن لم يتنصر فلما ذهبوا به بكى.. قال: ردوه.. فقال: لم بكيت؟ قال: تمنيت أن لي مائة نفس تلقى هكذا في الله فعجب.. فقال: قبل رأسي وأنا أخلي عنك.. فقال: وعن جميع أسارى المسلمين.. قال: نعم.. فقبل رأسه فخلى بينهم.. فقدم بهم على عمر.. فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقبل رأسه.. وهي رواية عارضها بعض الموثقين..
سابعا.. مما روى من الحديث عبد الله بن حذافة عن النبي صلى الله عليه وسلم:
حدثنا عبد الرحمن عن سفيان إلى عبد الله بن حذافة: (أن النبي صلى الله عليه
سلم أمره أن ينادي في أيام التشريق أنها أيام أكل وشرب)…
ثامنا.. في وفاة عبد الله بن حذافة: مات ابن حذافة في خلافة عثمان رضي الله عنهما.. .. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.