في جهاد الصحابة الحلقة السادسة والأربعون بعد المائة”سهيل بن البيضاء “نقض الصحيفة الظالمة 2…مجدى سالم

في جهاد الصحابة.. بقلم/ مجدي ســالم

الحلقة السادسة والأربعون بعد المائة.. سهيل بن البيضاء.. (نقض الصحيفة الظالمة) -2

ثانيا.. سهيل وفض الصحيفة الظالمة.. بقية..

ومقاطعة بني هاشم هي قرار اتخذه سادة قريشفي بداية ظهور الإسلام بالمقاطعة التامة لفرع بني هاشم القرشي وذلك للضغط على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولثنيه عن الدعوة.. فتعاهدوا على ألا يتعاملوا معهم بأي شكل من المعاملات كالبيع والشراء والزواج.. وقد علقوا صحيفة بهذا المضمون في الكعبة.. واستمرت المقاطعة ثلاث سنوات.. عزل خلالها بنو هاشم في شعب أبي طالب.. ويوم فضت الصحيفة الظالمة.. أنشد أبو طالب.. عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أنشد شعرا ذكر فيه إسم سهيل بين البيضاء بالخير:
جزى الله رب الناس رهطًا تبايعوا.. على ملأ يهدى لخير ويرشدُ
قعودٌ لدى جنبِ الحطيم كأنهم.. مقاولةٌ.. بل هم أعز وأمجدُ
هم رجعُوا سهيل بين بيضاء راضيًا.. فسر أبو بكر بها.. ومحمدُ
ألم يأتكم أن الصحيفة مزقت.. وأن كل ما لم يرضه الله مفسدُ
أعان عليه كلُّ صقرٍ كأنه.. إذا ما مشى في رفرف الدرع أحردُ..
ثالثا.. سهيل ورواية الحديث النبوي..

• في الإيمان وفي الشهادتين.. رُوي عن سُهَيْلِ ابْنِ بَيْضَاءَ أنّه قال: نَادَى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة.. وأنا رديفه: «يَا سُهَيْلُ ابْن بَيْضَاءَ.. إرفع رأسك ‏( مرتين أو ثلاثا).. كل ذلك يجيبه سهيل ابن البيضاء رافعًا بها صوتَهُ مرارًا.. حَتَّى سمع مَن خَلْفَنَا وَأَمَامَنَا.. سمع الناس صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفوا أنه يريدهم.. فحبس من كان بين يديه ولحقه من كان خلفه.. حتى إذا اجتمعوا وعلمُوا أَنّهُ يريدُ أن يتكلَّم بِشَيْءٍ.. فقال صلى الله عليه وسلم..
  ” إِنَّهُ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ.. أَوْجَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِهَا الْجَنَّةَ.. وَأَعْتَقَهُ بِهَا مِنَ النَّارِ”.. (مسند أحمد) ..
• وفي رواية من أكثر من طريق.. عن محمد بن محمد إلى سعيد بن الصلت.. عن سهيل ابن بيضاء.. قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏”‏ من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ‏”‏ ورواه غير واحد عن الدراوردي فقال‏:‏ عن سعيد بن الصلت.. عن عبد الله بن أنيس.. عن سهيل ابن بيضاء..
• في تحريم الخمر.. وفعل الصحابة.. روى أبو بكر بن خلادعن أنس بن مالك.. قال‏:‏ ( كان أبو عبيدة وأبي بن كعب وسهيل ابن بيضاء في نفر من أصحابهم.. وأنا أسقيهم.. حتى كاد الشراب يأخذ فيهم.. إذ مر بنا رجل من المسلمين فقال‏:‏ ألا هل شعرتم أن الخمر قد حرمت.؟ فوالله ما قالوا‏:‏ حتى نتبين.. بل قالوا‏:‏ أهرق ما في آنيتك يا أنس.. ثم ما عادوا فيها حتى لقوا الله.. وإنه البسر والتمر وهي خمرنا يومئذ‏) .‏‏.‏
  رابعا.. في ترجمة سهيل:
• أن سهيل كان له أخ اسمه سهل ابن البيضاء الفهري.. وقيل في ترجمته أنه قد شهد بدرا وشهد أحدا..
• وأن له أخ إسمه صفوان بن البيضاء الفهري.. وأمه قد هاجر مع أخويه سهيل وسهل.. وأن صفوان قد استشهد يوم بدر.. وأن من قتله هو طعيمة بن عدي.. وإن قيل في رواية أخرى أن صفوان بن البيضاء لم يقتل في بدر.. وأنه توفي في رمضان في العام الثامن والثلاثين من الهجرة..
• وأنه في رواية أن من شهد له يوم أسر في بدر هو عبدالله بن مسعود.. وليس علي بن أبي طالب.. وأنه شهد أنه رآه يصلي بمكة.. فخُلِّي عنه..
  خامسا.. في وفاة سهيل بين البيضاء وفي الصلاة عليه بالمسجد..
  تُوفّي رحمه الله بالمدينة.. رضي الله عنه.. وفيها مات أخوه سهل أيضا.. وصلى عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد النبوي.. فعن عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – قالت في صلاة المسلمين على المتوفي بالمسجد: ( والله ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابني بيضاء إلا في المسجد.. سهلٍ وسهيل) .. رواه مالك.. وفي رواية.. أنّها أمَرَتْ بجنازة سعد بن أبي وقّاص أنْ يُمَرّ به عليها.. فَمُرّ به في المسجد فبلغها أنّ الناس أكثروا في ذلك.. فقالت: ( ما أسْرَعَ الناسَ إلى القول.. والله ما صلّى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. على سهيل ابن بيضاء إلا في المسجد) .. أخرجه مسلم.. فدل ذلك على أنه مات في حياة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. وذكر ابن سعد في (الطبقات الكبير): أن سهيلًا مات بعد رجوع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من تبوك بالمدينة سنة تسعٍ..
  وقال الواقدي: توفّي سهيل وهو ابن أربعين سنة.. ونخلص أنه صلّى عليه النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد.. بعد عودته من غزوة تبوك سنة تسع من الهجرة.. ولم يعقب.. فرضي الله عنه وأرضاه..
  .. أراكم غدا إن شاء الله..