في جهاد الصحابة.. الحلقة السادسة والخمسون.. العباس بن عبد المطلب.. رضي الله عنه.. (4)
في جهاد الصحابة.. الحلقة السادسة والخمسون.. العباس بن عبد المطلب.. رضي الله عنه.. (4)
بقلم/ مجدي سـالم
على الهامش.. من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم أنه قال للعباس بعد أن أسر في بدر.. ” إفد نفسك.. وابن أخيك عقيلا.. ونوفل بن الحارث.. وحليفك عتبة بن جحدم”.. فأبى وقال: إني كنت مسلما قبل ذلك.. وإنما استكرهوني..
- فقال له النبي: “الله أعلم بشأنك.. إن يك ما تدعي حقا.. فالله يجزيك بذلك.. وأما ظاهر أمرك فقد كان علينا.. فافد نفسك”.. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عرف أن العباس قد أخذ معه عشرين أوقية ذهبا..
- فقال: ” يا رسول الله .. احسبها لي من فدائي”..
- فقال:” لا .. ذاك شيء أعطانا الله منك”..
- قال: “فإنه ليس لي مال”.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
” فأين المال الذي وضعته بمكة عند أم الفضل.؟ وليس معكما أحد غيركما”..
فقلت (أي العباس) إن أصبت في سفري فللفضل كذا.. لقثم كذا.. ولعبد الله كذا ؟ - فقال العباس.. فوالذي بعثك بالحق ما علم بهذا أحد من الناس غيرها.. وإني لأعلم أنك رسول الله.. صلى الله عليك يا رسول الله..
يقول العباس.. ( فأعطاني الله مكان العشرين أوقية.. في الإسلام.. عشرين عبدا.. كلهم في يده مال يضرب به.. مع ما أرجو من مغفرة الله تعالى)..
خامسا.. في خيبر.. عن ابن عباس بن عبد الله بن معبد بن عباس .. أن جده عباسا قدم هو وأبو هريرة .. فقسم لهما النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر.. لكن قال ابن سعد فقال لي محمد بن عمر هذا وهم .. بل كان العباس بمكة .. إذ قدم الحجاج بن علاط.. فأخبر قريشا عن نبي الله بما أحبوا.. وساء العباس .. حتى أتاه الحجاج فأخبره بفتح خيبر.. ففرح.. ثم خرج العباس بعد ذلك .. فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم .. فأطعمه بخيبر مائتي وسق كل سنة .. ثم خرج معه إلى فتح مكة..
سادسا.. في مقام العباس.. عن سعيد بن جبير .. عن ابن عباس : أن رجلا من الأنصار وقع في أب للعباس كان في الجاهلية .. فلطمه العباس .. فجاء قومه .. فقالوا : والله لنلطمنه كما لطمه .. فلبسوا السلاح .. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فصعد المنبر .. فقال:” أيها الناس .. أي أهل الأرض أكرم على الله.؟” قالوا : أنت.. قال : “فإن العباس مني وأنا منه .. لا تسبوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا.. فجاء القوم فقالوا : نعوذ بالله من غضبك يا رسول الله..
- عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل على العباس وولده كساء .. ثم قال: اللهم اغفر للعباس وولده مغفرة ظاهرة وباطنة .. لا تغادر ذنبا.. اللهم اخلفه في ولده..
- عن سعيد بن المسيب.. عن سعد : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في نقيع الخيل فأقبل العباس.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هذا العباس عم نبيكم .. أجود قريش كفا .. وأوصلها.. وعن عائشة.. قالت : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجل أحدا ما يجل العباس أو يكرم العباس..
- وفي عهد الخلفاء الراشدين.. أنه لمّا دوّن عمر بن الخطّاب الديوان كان أوّل مَن بدأ به في المَدْعى بني هاشم.. ثمّ كان أوّلُ بني هاشم يُدْعى العبّاس بن عبد المطّلب في ولاية عمر وعثمان..
- وعن محمد بن نفيع.. لما استخلف عمر.. وفتحت عليه الفتوح.. جاءه مال .. ففضل المهاجرين والأنصار.. ففرض لمن شهد بدرا خمسة آلاف خمسة آلاف.. ولمن لم يشهدها وله سابقة أربعة آلاف.. وفرض اثني عشر ألفا للعباس..
- وكان العبّاس بن عبد المطّلب لم يمر بعمر ولا بعثمان وهما راكبان إلّا نزلا حتى يجوز العباس إجلالًا له.. ويقولان: عمّ النّبي صَلَّى الله عليه وسلم..
سابعا.. في وفاته: توفّي العبّاس رضي الله عنه يوم الجمعة لأربع عشرة خلت من رجب سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان بن عفان وهو ابن ثمانٍ وثمانين سنة.. ودُفن بالبقيع في مقبرة بني هاشم.. ولمّا مات رضي الله عنه بعَثَتْ بنو هاشم مؤذّنًا يؤذّن أهل العوالي: رحم الله من شهد العبّاس بن عبد المطّلب.. قال: فحشد الناس ونزلوا من العوالي.. وغسله عليّ بن أبي طالب.. وعبد الله.. وعبيد الله.. وَقُثَمُ بنو العبّاس.. وكان العباس قد أوصى أن يُكْفَنَ في بُرْدِ حِبَرَةٍ وقال إنّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم كُفِنَ فيه.. وصلَّى عليه عثمان بن عفان.. .. أراكم على خير إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.