في جهاد الصحابة.. الحلقة السادسة والسبعون بعد المائة.. الطفيل بن عمرو الدوسي.. ” ذو النور” -2…مجدى سالم

في جهاد الصحابة.. بقلم/ مجدي ســالم

الحلقة السادسة والسبعون بعد المائة.. الطفيل بن عمرو الدوسي.. ” ذو النور” -2

ثالثا.. في الطفيل يدعو أهله.. بقية..

• ويروى أنه رجع الطفيل لدوس ولبث فيهم يدعوهم إلى الإسلام ثم التحق بعدها بالمدينة بعد معركة أحد.. ومعه ثمانون بيتا من دوس.. فشهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم معركة الخندق ثم فتح مكة.. وماتلاها..
• روى البخاري بسنده عن أبي هريرة.. قال.. قدم الطفيل بن عمرو الدوسي على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله إن دوسًا قد عصت.. فادع الله عليهم فقال: “اللهم اهد دوسًا”.. وقال له:
  “اخرج إلى قومك فادعهم وارفق بهم”.. يقول الطفيل.. فخرجت أدعوهم حتى هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.. ومضت بدر وأحد والخندق.. ثم قدمت بمن أسلم.. ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – بخيبر حتى نزلنا المدينة بسبعين أو ثمانين بيتًا من دوس.. ولحقنا بخيبر فأسهم لنا مع الناس.. وقلنا: يا رسول الله اجعلنا في ميمنتك واجعل شعارنا مبرورًا.. ففعل.. والخلاف هنا إذا كانت دوس قد شهدت الخندق وما بعدها..
  رابعا.. في لقب “أبي النور”..
  قال الطفيل – رضي الله عنه – قلت: يا رسول الله إني أرجع إلى دوس وأنا فيهم مطاع وأنا داعيهم إلى الإسلام لعل الله أن يهديهم.. فادع الله أن يجعل لي آية تكون لي عوناً عليهم فيما أدعوهم إليه.. فقال صلى الله عليه وسلم: ” اللهم اجعل له آية تعينه على ما ينوي من الخير “.. قال: فخرجت حتى أشرفت على ثنية أهلي التي تهبطني على حاضر دوس.. وأبي هناك شيخ كبير وامرأتي ووالدتي.. فلما علوت الثنية وضع الله بين عيني نوراً يتراءاه الحاضر في ظلمة الليل وأنا منهبط من الثنية.. فقلت: اللهم في غير وجهي فإني أخشى أن يظنوا أنها مثلة لفراق دينهم.. فتحول في رأس سوطي.. فلقد رأيتني أسير على بعيري إليهم وإنه على رأس سوطي كأنه قنديل معلق فيه حتى قدمت عليهم.. لذا كان كان لقبه “ذا النور”..
  خامسا.. في موقف مع النبي صلى الله عليه وسلم..
  روى مسلم بسنده عن جابر.. أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هل لك في حصن حصين ومنعة؟ قال: حصن كان لدوس في الجاهلية.. فأبى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم للذي ذخر الله للأنصار.. فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرو.. وهاجر معه رجل من قومه.. فأتووا المدينة فمرض فجزع.. فأخذ مشاقص له فقطع بها براجمه فشخبت يداه حتى مات.. فرآه الطفيل بن عمرو في منامه فرآه وهيئته حسنة ورآه مغطيًا يديه.. فقال له: ما صنع بك ربك.؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم.. فقال له: ما لي أراك مغطيًا يديك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت.. فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فقال له.. “اللهم وليديه فاغفر”..
  سادسا.. في نماذج من شعر الطفيل.. في تهديد قريش له بعد إسلامه.. وكيف توعدوه.. فيذكَّرهم بأنه سيد دوس.. وأنهم لو تعرضوا له فلن تتركهم دوس فهابوه.. فقال – رضي الله عنه- :
  ألا أبلغ لديك بني لؤي *** على الشنآن والعضب المرد
  بأن الله رب الناس فرد *** تعالى جده عن كل ند
  وأن محمدا عبد رسول *** دليلُ هدى ومُوضحُ كلِّ رشد
  رأيت له دلائل أنبأتني *** بأن سبيله يهدي لقصد
  وأن الله جلله بهاء *** وأعلى جده في كل جد
  وقالت لي قريش عد عنه *** فإن مقاله كالغر يعدي
  فلما أن أملت إليه سمعي *** سمعت مقالة كمشور شهد
  وألهمني هدايا الله عنه *** ومبدل طالعي نحسي بسعدي
  ففزت بما حباه الله قلبي *** وفاز محمد بصفاء ودي.. .. الله.. الله..
  سابعا.. في هدمه أحد أصنام مشركي العرب.. فبعد فتح مكة في السنة الثامنة بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- ببعث رسله لهدم الأصنام وحرقها.. فقال.. يا رسول الله ابعثني إلى ذي الكَفَّين صنم عمرو بن حُمَمَة الدوسي – وهو الصنم الذي كان يعبده في الجاهلية – حتى أحرقه قال: “أجل فاخرج إليه فحرقه قال”: فخرجت حتى قدمت عليه. قال: فجعلت أوقد النار وهو يشتعل بالنار واسمه ذو الكفين وأقول: يا ذا الكَفَّين لست من عِبَادِكا *** ميلادنا أكبر من ميلادكا *** إني حشوت النار في فؤادكا.. .. .. أراكم غدا إن شاء الله..