في جهاد الصحابة.. الحلقة العاشرة بعد المائة.. عبد الله بن سهيل..”آخذ الأمان لوالده”
في جهاد الصحابة..
الحلقة العاشرة بعد المائة.. عبد الله بن سهيل..”آخذ الأمان لوالده”
بقلم/ مجدي سـالم
أولا.. مقدمة جميلة.. أنقل من حساب (أحبك ربي ولا أحب سواك) هذا الحوار..
- كان عبد الله بن سهيل وعمر بن الخطاب جالسان ذات ليله قبل ان يسلما..
قال عمر لماذا تجلس هنا وحدك.. قال له عبدالله: اجب انت… قال عمر ضاق صدرى فأحببت ان اجلوه بالنظر الى السماء والنجوم… قال عبد الله اذن اخرجنى الذى اخرجك قال له عمر مهموم قاله عبد الله نعم قال عمر ما همك… قال عبد الله.. - هل يعيش الرجل بقلبين يا عمر.. واحد لنفسه وآخر لغيره.؟ هل نطيع آباءنا ونعصى افئدتنا..قال عمر..
- ويحك اهو الاسلام يراودك ؟.. ان كان الاسلام هو من يراود فؤادك فأطعته وجهرت به وتحملت له المغارم فأنت خصمى الجدير بإعجابى وتعظيمى.. واما إن جبنت وآثرت السلامه على غير ما تعتقده فأنت حليفى الجدير بإحتفارى واازدرائى له.. فما أدرى كيف أنصحك.. قال عبد الله..
- بلى.. قد نصحنى ابن الخطاب ثم ذهب وأعلن إسلامه..(نهاية الجزء المنقول)
ثانيا.. في نسبه..- فهو عبد الله بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك ابن حسل.. وهو الشقيق الأكبر لجندل بن سُهَيل بن عَمْرو العامري.. من بني عامر بن لُؤَيّ القرشي العامري.. ويكنى بأبو سهيل.. وكل أبناء سهيل بن عمرو قد أسلموا قديما.. وأمه وأم أخيه أبي جندل فاختة بنت عامر بن نوفل بن عبد مناف.. وأخوهما لأمهما أبو إهاب بن عزيز بن قيس بن سويد من بني تميم.. - ومرة أخرى نكرر أن أبيه سهيل بن عمرو قد أسلم بعد فتح مكة بعد أن عرف بعفو النبي صلى الله عليه وسلم..
ثالثا.. في هجرته وانحيازه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى جيش المسلمين قصة طريفة..
فقد هاجر عبد الله بن سهيل إلى أرض الحبشة الهِجْرَةَ الثانية في قول ابن إسحاق.. ومحمد بن عمر.. وقيل أنه هاجر الهجرة الأولى أيضا.. لكنه رجع إلى مكّة يوم اعتقد المسلمون بإيمان قريش بخبر ليس مؤكدا.. فأخذه أبوه وأوثقه عنده.. فأقنع عبد الله أباه سهيلا أنه قد فتن في دينه.. وكتم إسلامه.. - ثم خرج مع أبيه سهيل بن عمرو ومع المشركين في جيشهم يوم بَدْرٍ.. وكان يكتم أباه إسلامه.. فلما نزل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بَدْرًا فر من المشركين وهرب إلى رسول الله مسلمًا..
رابعا.. في جهاده رضي الله عنه.. فقد شهد معه بَدْرًا يوم حدثت الواقعة المتقدمة.. ثم شهد المشاهد كلّها.. وكان من فضلاء الصّحابة.. وكان عبد الله أَحَدُ الشهود في صلح الحديبية.. وظل عبد الله يجاهد في سبيل الله حتى استشد في معركة اليمامة في خلافة أبي بكر الصديق..
- لما حج أبو بكر الصديق رضي الله عنه – في خلافته – أتاه سهيل بن عمرو فعزاه أبو بكر بعبد الله.. فقال سهيل: لقد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يشفع الشهيد لسبعين من أهله . فأنا أرجو أن لا يبدأ ابني بأحد قبلي..
- والرواية المتقدمة أدق من رواية الواقدي الذي قال: لما حج أبو بكر بالناس.. قبل حجة الوداع.. لقيه سهيل بن عمرو – رضي الله عنه – فقال: بلغني يا أبا بكر أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال.. ” يشفع الشهيد لسبعين من أهله “.. فأرجو أن يبدأ عبد الله إبني بي.. لكن هذه الرواية تنقصها الدقه فكيف لسهيل إبن عمرو أن يقول هذا قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وعبدالله إبنه استشهد في اليمامة عام 12 للهجرة.؟
رابعا.. موقف عبد الله في فتح مكة..
فكان عبد الله هو الذي أَخذ الأمانَ لأبيه سهيل بن عمرو.. فقد أتى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.. فقال.. يا رسول الله.. أبي تُؤَمِّنه.؟ - فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: ”نَعَمْ.. هُوَ آمِنٌ بِأَمَانِ اللَّهِ.. فَلْيَظْهَر”.. وانظروا خلقه صلى الله عليه وسلم.. قال لمن حوله.. ”مَنْ رَأَى سُهَيْل بْنَ عَمْرٍو فَلا يَشُدّ إِلَيْهِ النَّظَرَ.. فَلَعْمِري إِنَّ سُهَيْلًا لَهُ عَقْلٌ وَشَرَفٌ.. وَمَامِثْلُ سُهَيْلٍ جَهَلَ الإِسْلاَمَ.. وَلَقَدْ رَأَى مَا كَانَ يُوضَعُ فِيهِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنِ بِنَافِعِهِ”..
- فخرج عبد الله إلى أبيه فأخبره مقالَةَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم؛ فقال سهيل.. كان والله برًّا صغيرًا وكبيرًا..
خامسا.. واستشهد عبد الله بن سهيل يوم اليمامة.. سنة اثنتي عشرة.. وهو ابن ثمان وثلاثين سنة..
رضي الله عن عبد الله بن سهيل بن عمرو.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.