في جهاد الصحابة.. بقلم/ مجدي سـالم
الحلقة الواحدة والأربعون بعد المائة.. أبو هريرة.. ( أبو الرواة ) –6
تاسعا.. في حب أبي هريرة للنبي صلى الله عليه وسلم ولآل البيت.. نكمل..
- قد كان أبو هريرة ينشر الأحاديث التي سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل آل البيت.. وروى المحدثون كثيرا من أحاديث فضائل آل البيت عن أبي هريرة رضي الله عنه.. ومن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.. قال يوم خيبر:
” لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله.. يفتح الله على يديه”.. قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ.. قال فتساورت لها رجاء أن أدعى لها.. قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب.. فأعطاه إياها.. وقال: «امش.. ولا تلتفت.. حتى يفتح الله عليك» قال فسار علي شيئا ثم وقف ولم يلتفت.. فصرخ: يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس؟ قال: «قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.. فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم.. إلا بحقها وحسابهم على الله». - روى النسائي في (فضائل الصحابة) عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لأدفعن الراية اليوم إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله” فتطاول القوم فقال: ” أين علي؟” قالوا: يشتكي عينيه.. فدعا به فبزق نبي الله صلى الله عليه وسلم في كفيه ثم مسح بهما عيني علي.. ودفع إليه الراية ففتح الله عليه يومئذ..
- روى الترمذي وصححه الألباني عن أبي هريرة قال: “ما احتذى النعال ولا ركب الكور ولا ركب المطايا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه”..
- روى أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة عن علي بن زيد أن فتية من قريش خطبوا بنت سهيل بن عمرو.. وخطبها الحسن بن علي.. فشاورت أبا هريرة وكان لنا صديقا.. فقال أبو هريرة: “رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل فاه.. فإن استطعت إن تقبلي مقبل رسول الله فافعلي فتزوجته”..
- أنكر أبو هريرة على بني أمية حين منعوا من دفن الحسن بن علي بجوار النبي صلى الله عليه وسلم.. فروى عبد الرزاق الصنعاني وحسن إسناده الألباني في كتابه أحكام الجنائز عن أبي حازم قال: لما مات الحسن وكان سعيد بن العاص الأموي أميرا على المدينة وصلوا عليه.. قام أبو هريرة فقال: (أتنفسون على ابن نبيكم صلى الله عليه وسلم تربة يدفنونه فيها.؟- سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من أحبهما فقد أحبني.. ومن أبغضهما فقد أبغضني”..
عاشرا.. في أبي هريرة يعمل بما تعلم.. وبره بأمه.. - كان أبو هريرة رضي الله عنه عاملا بعلمه حتى أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها أحد من أمتي.. إلا كنت له شفيعا يوم القيامة أو شهيدا”.. رواه مسلم في صحيحه.. فلم يزل أبو هريرة ساكناً في المدينة النبوية حتى توفي بها..
- روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم بثلاث لا أدعهن حتى أموت: “صوم ثلاثة أيام من كل شهر.. وصلاة الضحى.. ونوم على وتر”.
- واسمع.. ما روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «ثم أمك» قال: ” ثم من؟ قال: «ثم أمك» قال: ثم من؟ قال: «ثم أبوك».. فكان أبو هريرة يحسن صحبة أمه.. ويجتهد في برها..
فقد روى ابن سعد عن أبي هريرة قال: خرجت يوما من بيتي إلى المسجد لم يخرجني إلا الجوع.. فوجدت نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا هريرة ما أخرجك هذه الساعة.؟
فقلت: ما أخرجني إلا الجوع. فقالوا: نحن والله ما أخرجنا إلا الجوع.. فقمنا فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فقال: “ما جاء بكم هذه الساعة؟” فقلنا: يا رسول الله جاء بنا الجوع.. قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بطبق فيه تمر فأعطى كل رجل منا تمرتين.. فقال: “كلوا هاتين التمرتين واشربوا عليهما من الماء فإنهما ستجزيانكم يومكم هذا”.. قال أبو هريرة: فأكلت تمرة وجعلت تمرة في حجرتي.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا أبا هريرة لم رفعت هذه التمرة.؟” فقلت: رفعتها لأمي..
فقال صلى الله عليه وسلم.. “كلها فإنا سنعطيك لها تمرتين”.. فأكلتها فأعطاني لها تمرتين.. - روى مسلم من طريق ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب يقول: قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “للعبد المملوك المصلح أجران”.. والذي نفس أبي هريرة بيده.. لولا الجهاد في سبيل الله.. والحج.. وبر أمي.. لأحببت أن أموت وأنا مملوك “.. قال: وبلغنا أن أبا هريرة لم يكن يحج حتى ماتت أمه لصحبتها.. أراكم غدا إن شاء الله..
التعليقات مغلقة.